الظربان الإسرائيلي: رائحة الحرب تفوح مجدداً
عاد نتنياهو، إلى مكتبه. اتصل بمدير عام وزارة الخارجية، دوري جولد: كيف هي الأحوال مع تركيا والدول العربية. رد ضاحكاً: الأمور لصالحنا. تركيا بدأت تتنازل عن شروطها، وجاهزة للضغط على حماس. دول عربية تطالبنا بضرب حزب الله وقطع يد إيران في المنطقة.
صباحاً، ارتجف فنجان القهوة بيد سارة نتنياهو. نادت زوجها:
يا "بيبي"، هل هذا زلزال أم أنفاق غزة وصلت الى القدس؟ التفت إليها بنيامين:
غادي ايزنكوت، قال لي إن الأنفاق تصل إلى عسقلان وليس إلى منزلنا. لكن أي صاروخ من
غزة يصل إلى ما بعد القدس شمالاً وجنوباً، وأي فلسطيني يمكنه أن ينفذ عملية في أي مكان.
أما حول الزلزال، فالملثم حذيفة الكحلوت (أبو عبيدة) أكد أن "القسام" ستزلزل
إسرائيل. أظن أنك متوترة كما كل الإسرائيليين، انتبهي الى فنجانك ولنفسك.
ترك نتنياهو، وتوجه مع أعضاء الكابنيت إلى الحدود الشمالية.
وفي يده توصيات مؤتمر الأمن القومي. أهم تلك التوصيات أن حزب الله اللبناني هو العدو
المركزي لإسرائيل. نظر نحو الحدود اللبنانية، دقق بالخرائط، فهذه الأرض الواقف عليها
وعد السيد حسن نصرالله، عام 2011، بتحريرها مع كل الجليل في أي حرب مقبلة.
التقى بقائد سلاح الجو الاسرائيلي امير ايشل. أخبره من
شارك بقصف مفاعل دير الزور النووي عام 2007، أن الطيران الإسرائيلي في أتم الجاهزية.
سأل أيزنكوت: أنت كنت قائداً للمنطقة الشمالية، هل صحيح أن حزب الله يمكن أن يغرقنا
في الظلام ويغلق مطار اللد (بن غوريون) ويقصف محطات الغاز في البحر؟. أجاب: يمكنه ذلك،
لا سيما وأنه حصل على صواريخ أرض – جو من طر
" "SA-22. يمتلك أكثر من 120 ألف صاروخ يغطي بذلك
الأرض من كريات إلى إيلات. خاض جولات هجومية في سوريا، وتقرير معهد واشنطن الأخير يؤكد
أن الجيش الروسي ساعد مقاتلي الحزب في التخطيط والتنفيذ. الحل هو ضربة خاطفة. نستغل
وجود حزب الله في سوريا ولتكن المعركة. ولنعد الى "عقيدة الضاحية".
سأل نتنياهو، موشي يعالون: أنتم في وزارة الأمن، أجريتم
مناورات مكثفة وعلى الجبهات كلها. ما هي الأولوية؟
تحدث يعالون بصراحة: انتفاضة الأفراد أخطر ما يهددنا
في الداخل. المقاومة في غزة استعادت عافيتها. جربت أخيراً، صاروخاً وصل الى حدود جزيرة
قبرص. وأبو عبيدة، يطل علينا عبر دبابة مصنوعة محلياً. الأنفاق تعددت وتمددت. جرب الغزّيون
طائرات من دون طيار. الضفادع البشرية عندهم تعد بمفاجأت. الحصار لم يفلح. داعش قريب
أيضاً لكن البغدادي، هدد ولم ينفذ. حزب الله لم يرد كما يجب على اغتيال سمير القنطار.
يجهز لجبهتي الجنوب والجولان والسلاح يخزن بكثرة في القرى والجبال. إنه المأزق. فما
الضير من حرب استباقية ضد إحدى الجبهات. لتكن غزة مثلاً.
عاد نتنياهو، إلى مكتبه. اتصل بمدير عام وزارة الخارجية،
دوري جولد: كيف هي الأحوال مع تركيا والدول العربية. رد ضاحكاً: الأمور لصالحنا. تركيا
بدأت تتنازل عن شروطها، وجاهزة للضغط على حماس. دول عربية تطالبنا بضرب حزب الله وقطع
يد إيران في المنطقة.
سؤال نتنياهو، تعدى إلى التفكير بالولايات المتحدة. باراك
أوباما، ضعيف وبقي على مغادرته عام فقط. أي رئيس أميركي جديد يجب أن لا نعانده ونسبب
له مشكلات. الفرصة سانحة لأي ضربة. أي عملية اغتيال ستكون شرارة معركة جديدة. لتبدأ
عملية تهيئة الرأي العام الإسرائيلي، ولا بد من إسكات أفيغدور ليبرمان، و"المعسكر
الصهيوني" وكل المعارضة المطالبة بدفن غزة.
حال نتنياهو، تشبه وضع الظربان
Skunk. حيوان غريب الأطوار. يملك أقبح رائحة. يدافع
عن نفسه ببث سموم مؤخرته في وجه أي خطر يهدده. وبالتالي يقتل فريسته أو مفترسه برائحته.
عـُرف بالأفلام الكرتونية والرسوم المتحركة. هكذا إسرائيل تبقى تشعر بالخطر والتهديد
لأنها كرتونية فعلاً. وما يصرح به مسؤولوها ووسائل إعلامها، رائحة لدفع وتأجيل الحرب.
لكن الصيف قريب، وكذلك الصبح.