لماذا أعاد إلهامي المليجي نشر رواية "السؤال" لغالب هلسا؟

الناشر والإعلامي المصري إلهامي المليجي يعيد نشر رواية "السؤال" للراحل غالب هلسا. لماذا؟ وكيف؟

  • غالب هلسا (رسم: ماريا نصر الله)
    غالب هلسا (رسم: ماريا نصر الله)

أقام "اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين"، واللجنة الثقافية في الاتحاد، حفل إشهار رواية الأديب الراحل غالب هلسا للناشر والإعلامي المصري إلهامي المليجي.

وتحدث في الحفل رئيس الاتحاد عليان العدوان الذي أدار الأمسية الاحتفالية، وقدمت الأديبة سارة طالب السهيل شهادة إبداعية، كما ألقى غسان هلسا كلمة نيابة عن عشائر هلسا، ثم تحدث المليجي عن رواية "السؤال" التي أعاد طباعتها ونشرها.

وقد أكد العدوان في كلمته أهمية انعقاد هذا الحفل الذي هو "تكريم لأديب أردني تجاوز المحلية إلى الشهرة العربية بل والعالمية، لمجموعة ما أصدره من روايات وإنتاج أدبي شهد له المختصون لحسنه وإبداعه"، مضيفاً أن الحفل "يأتي بمناسبة إعادة إصدار رواية "السؤال" مرة أخرى، وهذه المرة من مصر، الدولة التي أقام فيها غالب هلسا قرابة 23 عاماً".

ثم، تحدث إلهامي المليجي الذي قال إنه التقى غالب هلسا وتعرف إليه في بيروت ومصر وكانت بينهما علاقة وثيقة، وأنه لبّى رغبة هلسا في إعادة طباعة روايته "السؤال"، ولهذا يأتي هذا الحفل للإعلان عن إعادة طباعة ونشر تلك الرواية، التي تناول فيها قصة "السفاح" في مصر والتي كتبها نجيب محفوظ بأسلوبه، في حين تناول هلسا  الحكاية نفسها بأسلوب مغاير تماماً.

  •  إلهامي المليجي
    إلهامي المليجي

وفي اتصال مع "الميادين الثقافية" قال المليجي إن الرواية "أمانة حمّلها لي غالب هلسا". وجاء ذلك بعد أن "بدأت علاقتنا في بيروت، حيث كنت ألتقي به في مجلة "اليسار العربي" التي تصدر من بيروت وكان يشرف عليها أدباء مصريون منهم محمود أمين العالم وغيره من اليساريين المصريين". وأضاف أن هذه العلاقة "لم تكن بهذا العمق، حتى أتى حصار بيروت، فالتقينا مجدداً في دمشق. هناك عملنا في مجلة "فتح" التابعة لفتح الانتفاضة، وكنت بدأت النشر في دار نشر "النديم" ونشرت حينها لممدوح عدوان وأحمد فؤاد نجم وآخرين". 

يقول المليجي إن هلسا اقترح عليه إعادة نشر رواية "السؤال"، ولما قال له إنها سبق ونشرت عن "دار العودة"، رد هلسا إن "الطبعة الموجودة فيها أخطاء وأريد أن أضيف أشياء مهمة إليها. أريد أن أكتب مقدمة أحكي فيها قصة خروج المخطوط من القاهرة بعد اعتقالي ثم الإفراج عني وترحيلي، ثم الإشارة إلى البحث الذي تقوم به باحثة مغربية تدرس في السوربون وتعمل على الرواية".

هكذا طبع المليجي "السؤال" طبعة محدودة في دمشق ونفدت. لكن هلسا أبدى رغبته في أن تبصر هذه الرواية النور في مصر قائلاً: "كنت أتمنى أن تنشر الرواية في مصر لأنها رواية مصرية صرفة". قطع المليجي وعداً على هلسا بهذا الخصوص، لكن ظروفاً منعته من نشرها فور عودته، حتى نجح في ذلك مؤخراً وأضاف إليها ما أراده صديقه.  

لماذا رغب غالب هلسا أن تنشر "السؤال" في مصر؟ لأن "الرواية مستوحاة من قصة حقيقية، هي نفسها الواقعة التي تناولها الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ في رواية "اللص والكلاب"، التي عالج فيها شخصية محمود أمين، اللص أو السفاح المثقف الذي نزح والده من محافظة قنا، إلى طرابلس في شمال لبنان"، يجيب المليجي موضحاً أنه بينما عالج محفوظ هذه القصة بما يشبه الأدب البوليسي، فإن غالب هلسا عالجها بلغة ورؤية يسارية مختلفة، وأضاف إليها العديد من الشخصيات التي تتحدث عن مصر في الستينيات والصراعات الموجودة، وما تعرض له اليساريون في ذلك الوقت. الواقع الاجتماعي والسياسي المصري في تلك الفترة كان حاضراً بقوة في الرواية. من هنا، رأيت أنه من الضروري نشرها في مصر. ثم إن هذا كان وعداً".

وتطرق المليجي إلى بعض الذكريات التي يعرفها عن هلسا ومنها قصة مخطوط "السؤال"، الذي "خرج بطريقة درامية من مصر، لأن غالب لم يأخذ غيره معه عند مغادرته، ولذلك يتم الاحتفاء بنشرها اليوم، علماً أنه لا وجود لأي جهة دفعت أو ساهمت في عملية النشر".

ثم تحدث غسان هلسا، ابن أخ الأديب الراحل، وألقى كلمة تحدث فيها عن مسيرة غالب هلسا الحياتية في الأردن وبيروت ودمشق وبغداد والقاهرة، إلى حين وفاته في دمشق وإعادة جثمانه إلى الأردن ودفنه في بلده، مستعرضاً ما مرّ به من صعوبات بسبب الفكر السياسي الذي كان يناضل من أجله في تلك الفترة.