"عندما رأيت البحر": 3 عاملات منازل يرقصن ألماً
عمل جديد من الرقص الحديث للكوريغراف والمخرج علي شحرور في 4 عروض على خشبة مسرح المدينة مع 3 عناصر أداء راقص وإثنين صاغا الموسيقى وصوت جميل أدى كلمات مؤثرة عن دراماعاشتها عاملات المنازل المهاجرات في لبنان.
-
"عندما رأيت البحر": 3 عاملات منازل يرقصن ألماً
مناخ قاتم في مسرحية: "عندما رأيت البحر"، للكوريغراف والمخرج علي شحرور، ما من شيء يدفع لبعض ابتسام أو تفاؤل أجساد أصحاب القضية الأساسية تمثلهن: زينة موسى، تيناي أحمد، ورانيا جمال، تقول المعاناة وتوصلها بمرارة وصمت إلى عموم المتابعين الذين أسرتهم الأجواء المظلمة والوجوه الغائبة خلف أجساد متعبة وعيون زائغة من دون توازن أو معادلة منطقية لمعنى الحياة من دون ضمانة وكأنما لا تكفي أيام التقوقع على مدى النهار والليل في مكان واحد بالكاد يتسع للأجساد النحيلة المتداعية.
-
الكوريغراف والمخرج علي شحرور
فجأة تتاح الفرصة للانعتاق من هذا الأسر الضيق، إلى سجن أرحب إلى فضاء فيه شمس وحياة وناس كثيرون لكن لا أحد يهتم أو ينتبه للآخر، إنها الحرب المشؤومة قتلت عائلات في منازلها وشردت أخرى وما عاد للمنطق وجود.
وبين أن يستشهد سكان البيوت تحت حجارتها أو يلجأون إلى أمكنة أخرى يعتقدون أنها أكثر أماناً من الإعتداءات الإسرائيلية، تاهت عاملات منازل مهاجرات في لبنان بعيداً عمن كان يكفلهن ويرعاهن ليصبحن بلا مأوى وبلا مال وبلا أوراق ثبوتية لأن أحداً لم يعد قادراً على الإهتمام بأح
عاملات كثيرات رأين نور النهار لأول مرة صرن نازحات في الشوارع، وكانت فرصة ذهبية لمعظمهن أنهن تمتعن بمشهد البحر لأول مرة، وهو أمر استوقف العمل الجديد، وتم البناء عليه للتعبير عن دراما موجعة تركت ضحايا وآلاماً عميقة مع تشرد كثيرات وضياعهن، في مأساة حاولت المسرحية نقل عناصرها بأكبر قدر من معالم البؤس والتشرد والدموع لكن بصمت عبر عنه الرقص حيناً والموسيقى حيناً آخر والأغاني الوافدة من بلاد العاملات المهاجرات والصوت الجميل الذي يتغلغل في الحنايا لـ لين أديب، مع ضابط المؤثرات الموسيقية عبدو قبيسي، وتلك التقنية من مسموعة ومرئية لـ غيوم تيسون، مع الكلمات المعبرة بقوة وعمق عن المآسي على تنوعها صاغتها حلا عمران.
أدخلنا العمل في ميلودراما أوصلت بطلات القصص إلى الموت، وهن لم يجدن معيناً أو مساعداً لهن على تحمل أو تجاوز معالم ووقائع المأساة وهو ما عبّرت عنه المسرحية بدفق من المواجع والإنكسارات، وكان للموسيقى حيّز رحب من التأثير.