"أفراح المقبرة".. قصص رعب لأحمد خالد توفيق
القصص التسع تتناول أدب الرعب والغموض والإثارة التي اعتاد أحمد خالد توفيق التعبير عنها في أدبه الغريب نوعاً ما في المكتبة العربية
"سأعترف لك بشيء مخيف .. كل ما أقوله هنا سيظل سراً.. أليس كذلك؟ في البدء بدأ القط يتوتر ويعوي .. يطلب الزواج.. كانت تحبه لأنه قطها.. لكنه أثار أعصابها، وفي يوم خدرته و.. استأصلت رجولته!"
كانت هذه قطعة من إحدى قصص "أفراح المقبرة"، آخر المجموعات القصصية لكاتب الرعب المصري الدكتور أحمد خالد توفيق، والذي وافته المنية في نيسان - أبريل 2018، لتشكل صدمة لكل محبيه في مصر والدول العربية، لأنه كما يطلق عليه بين الشباب "الأب الروحي أو العراب". فهو رائد أدب الرعب وله العديد من المجموعات القصصية القصيرة، والطويلة وسلاسل عديدة صدرت خلال 25 عاماً هي مسيرة الكاتب.
أما عن "أفراح المقبرة" وهي المجموعة القصصية الأخيرة في حياة الكاتب وقد تسلمتها دار الكرمة للنشر منه قبل وفاته بأسبوعين، فهي عبارة عن تسع قصص قصيرة جميعها تتناول أدب الرعب والإثارة والجريمة المختلطة بالرعب.
ويبدو غريباً اسم المجموعة وهو "أفراح المقبرة"، وخاصة لأن المجموعة القصصية صدرت بعد وفاة الكاتب، وهو ما أثار تساؤلات قوية حول الاسم، وازدادت التساؤلات عندما لم يجد القراء رواية بهذا الإسم داخل المجموعة القصصية كما اعتاد كل محترفي القصص القصيرة. لذلك ظن بعض القراء أن الاسم يعبّر عن الضجة الكبيرة والصادمة التي تناولها الشباب بعد وفاة الكاتب، أو المظاهر الودودة التي أقامها الشباب حول مقبرة أحمد خالد توفيق تعبيراً منهم على المحبة تجاهه، لذلك تم اختيار الاسم للجذب التجاري والأدبي فقط، من دون التعبير عما في داخل الروايات التسع القصيرة داخل دفتي الكتاب.
القصص التسع تتناول أدب الرعب والغموض والإثارة التي اعتاد توفيق التعبير عنها في أدبه الغريب نوعاً ما في المكتبة العربية، حتى أصبح رائداً فيها، وهذه القصص تختلف في عدد صفحاتها، فمنها القصير جداً حتى أنه لا يتجاوز الصفحات العشر، ومنها الطويل جداً، لكنها جميعها التزم توفيق خلالها بالإلتزام بالقوانين المعروفة في كتابة القصة القصيرة، مثل البداية الحماسية، والدخول في الأحداث سريعاً من دون تقديم ممل للشخصيات، أو الأماكن، وغيرها، وأيضاً الإلتزام بالتشكيل والتصميم العام في القصة القصيرة. كما التزم الكاتب بالسرد الممتع عن القصص سواء أكانت على لسان أبطال تلك القصص وكانت معظمها كذلك عدا قصتين فقط كان السرد من راوي خارج شخصيات الرواية أو خارج أحداثها.
وتتميز القصص القصيرة بالسرد الممتع غير الممل، وباللغة السليمة المتعمقة التي يمتاز بها الكاتب، حتى أنه يدخل ألفاظاً عربية عميقة المعنى في أحداث قد يتم التعبير عنها بلغة أسهل، لكن رونق الكتابة وسهولة السرد كانا دائماً يطغيان على الأسلوب وهو ما يجعل معظم سرد الرواية القصيرة ممتع وغير ممل.
أما عن تيمات القصص القصيرة، فكلها تيمات تتحدث عن الرعب والغموض، فكل الروايات تتحدث عن الرعب والماورائيات والميثولوجيا وفيها كم كبير من المعلومات التاريخية والميتافيزيقية التي حدثت بالفعل أو التي تحدث عنها آخرون في روايات عالمية سابقة. وهذا لا يختلف أبداً عن أسلوب الكاتب في الروايات قديمة العهد التي كتبها.
وتتسم رواية الأحداث بوجود حس الفكاهة، حتى أنك من الممكن أن تبتسم بالرغم أن الأحداث مرعبة أو مشوقة ولا مجال للابتسام أو الفكاهة والسخرية في كتابة الأحداث، لكن هذا تكنيك كتابة يجيده توفيق جيداً، بل إنه لا يجاريه فيه أحد من كتاب الرعب والغموض والإثارة خلال الفترة الأخيرة.
نيولوجيزم .. التحدث بلغة غريبة لا يعرفها البطل
يبدأ أحمد خالد توفيق المجموعة القصصية بنوع من التشويق بالتحدث عن ظاهرة غريبة، حيث يتعرض بطل الرواية الذي يروي قصته لنوبات مستمرة ومتكررة، يتحدث خلالها بلغة غريبة بعيدة عن اللغة العربية التي يتحدث بها، ويكتشف أن هذه اللغة غريبة ولا تمت بصلة للغات المتداولة.
هكذا يشك البطل في مرض ما أصابه، أو هلاوس، حتى أنه يبحث كثيراً عن تلك الظاهرة ويتواصل مع بعض الأفراد لعله يجد إجابة، إلا أنه يكتشف أن أباه كان كذلك وأنه ترك قبل موته مفكرة يخبر ولده أنه سيتعرض لهذه الظاهرة الغريبة.
هنا يخلط توفيق الرغب بمتلازمة حقيقية تحدث نادراً، لكنها تحدث، وهي متلازمة زينوغلوسيا، وهي التعرض للنوبات القلبية أو العمليات الجراحية ليخرج منها من تعرض لتلك الحوادث بلغة جديدة لا يتقنها في الحقيقة ولم يتعلمها لكنه يتحدث بها بطلاقة، وهذه حدثت بالفعل في العام 2006 في بريطانيا عندما تعرضت سيدة عجوز بريطانية لعملية جراحية تحدثت بعدها بلغة غير مفهومة تبين أنها من جامايكا بالرغم أنها لم تغادر بريطانيا قط.
يستخدم توفيق هذه المتلازمة النادرة في غموض تلك الرواية القصيرة، لتضفي رعباً وإثارة وتشويقاً على أحداث قصة نيولوجيزمNeologism القصيرة.
موعدنا الليلة .. عندما يتحول كتاب رعب إلى حقيقة
" نحن نبحث عن ذريعة لبقائنا .. هذه الذرائع التي تبقينا أحياء ساعة أخرى .. يوماً آخر.. عاماً آخر .. قد تكون الذرائع طفلاً جميلاً أو قصة حب .. ربما تكون، في أقل صورة لها، كتاباً ننتظره في شغف".
يعتمد توفيق في هذه القصة القصيرة على تيمة أكثر إبهاراً، وهي أن أحداث كتاب رعب يدعى "موعدنا الليلة" لكاتب رعب يدعى جون كالوزي، تتحقق سطور الكتاب حرفياً على كل من يقرأه، فهذا هو بطل هذه القصة التي يدعى فايز يشتري هذا الكتاب وعندما يبدأ في قراءة الكتاب يكتشف أن غلاف الكتاب ينتفخ من دون داعٍ ليبرز من خلال ذلك الانتفاخ قطعة معدنية عليها لغة غير مفهومة، وكأنها الإشارة إلى أن هذا الكتاب غير طبيعي. وعندما يقرأ فايز الكتاب يتعرض لحادثة مثل التي يقرأها، فكل السطور التي قرأها تحققت حرفياً في الحقيقة ضده، لقد تعرض لهجوم من آكل لحوم البشر أودى بحياته.
لم تنتهِ القصة يوضحها الكاتب أكثر فأكثر عندما يتحدث عن بائعة أخرى، تبدأ في قراءة بعض سطور لكتاب "موعدنا الليلة"، تنتظرها قصة أخرى، ويترك توفيق هذه القصة القصيرة مفتوحة لخيال القارئ أن كل من يتعرض لقراءة سطور الكتاب سيكون على موعد فيه تهديد واضح لحياته، ويمرح بليلة رعب تليق به، فإسم كتاب جون كالوزي موحٍ، إنه ليس موعد غرامي، بل هو موعد يتعرض فيه أبطال روايته للخطر الذي يودي بحياتهم.
هذه التيمة المرعبة استخدمها أحمد خالد توفيق، فخلط بين أحداث كتاب آخر بالرواية التي يسردها، حتى يختلط بك الأمر بين الخيال والواقع، وهو ما أراده الكاتب فيما يبدو.
سفاح المستنقعات.. عندما تختلط الميثولوجيا بأدب الجريمة
هذه الرواية القصيرة، تخلط الميثولوجيا بأدب الجريمة، وهي رواية قصيرة، تتميز بالحبكة الدرامية الممتعة، وأسلوب قصصي ممتع مشوق، فهي تتحدث عن حوادث غامضة لرجال مقتولين وملقاة جثثهم في إحدى مستنقعات محافظة الشرقية المصرية، حتى يلتفت أربعة صحافيين إلى تلك الحوادث ويتعاونون في ما بينهم حول فك ألغاز هذه الجرائم، فهي تبدو جرائم قتل، لكنها غير عادية، فتجد الجثة غير مقتولة لكنها مرعوبة ومذعورة قبل الموت.
تتميز هذه الرواية بالتشويق الذي يتميز به أدب الجريمة، لكن هذا الأدب يختلط بالمعلومات عن الميثولوجيا اليونانية والأحداث التاريخية الحقيقية، وتخلطه ضمن أحداث الرواية، حتى تجعل القارئ يتساءل عند كل حدث من أحداث الرواية، فهو يتحدث حول أسطورة الربة الليبية لاميا، وهي إحدى الربات التي عجت الأساطير اليونانية بسردها، وربط توفيق هذه الأحداث الاسطورية بالصحافية لميا ذات الأصول الليبية والتي تعمل كصحافية ضمن مجموعة الصحافيين الأربعة في تلك الرواية.
تصل الأحداث إلى ذروتها مع استمرار غموض أحداث القتل، حيث ربط الكاتب أحداثاً تاريخية مرتبطة بالميثولوجيا المغربية عندما ربط قصة عيشة قنديشة أو الكونتيسة عائشة ذات الأصول الأندلسية والتي حاربت ضمن الجيش المغربي ضد البرتغال، حتى صوّرها الجند البرتغاليون أنها جنية وتأتي بالخوارق من شدة المقاومة. وقد توارث الأجيال منذ القرن الخامس عشر حتى الآن في المغرب هذه الأحداث حتى أصبحت بالفعل أسطورة تتحدث عن جنية تغري الرجال بجمالها ثم تقتلهم، وقد ربط توفيق هذه القصة التاريخية والأسطورة المغربية المتداولة بإحدى الصحافيات أيضاً، لتنفك رموز الحقيقة في النهاية.
علم النفس هو بطل الرواية الأول
يسبر توفيق أغوار النفس البشرية في قصة "الأخرى"، بأبطالها الثلاثة، وهما الأختان، إلى جانب الطبيب النفسي، لكن البطل الحقيقي لتلك القصة هو علم النفس بكل ما يحتويه من ديناميكية ظاهرة في أحداث الرواية. لكن هذه القصة القصيرة بفكرتها الكبيرة كانت تحتوي على عيوب أدت إلى عدم اكتمالها، وذلك بسبب قصر الأحداث على ثلاثة أو أربعة مشاهد، وكان من الممكن أن يسرد الكاتب تفاصيل أكثر يوضح بها أهمية الفكرة، لكن لم يحدث ذلك.
وتعتبر تيمة علم النفس، ليس فقط مرعبة، كما يستخدمها توفيق دائماً بل إنها تحتوي على معلومات يقحمها أحياناً الكاتب كعادته، فهو كان يهدف إلى الرعب، مع سرد تفاصيل عن علم النفس والطب النفسي بكل تفاصيله، وهو ما حدث في تلك الرواية لكن عيبها أنها مفتوحة النهاية بشكل مخل.
"عشر علامات".. الفضول الذي قتل صاحبه
ذكر الموتى الأحياء في أدب الرعب، من أشهر التيمات على الإطلاق، وقد أجاد في تلك القصة من حيث الحبكة الدرامية المتكاملة، وتكامل أركان القصة القصيرة، هذا إلى جانب أسلوب التشويق والإثارة.
وأسرد الكاتب خلال تلك القصة علامات عشر يرويها بطل هذه القصة، والذي يتميز بالفضول، وكما يقول الغربيون في أمثالهم أن الفضول قتل القط، فإن هذا صحيح، فقد قتل الفضول صاحب هذه الرواية عندما اتفق مع زميل له على اكتشاف لغز أسرة سمير ناجي المهندس غريب الأطوار وعائلته التي لا تقل غرابة عنه. فقد كانوا جيران لبطل الرواية وقد أصر على مراقبة تلك الأسرة، وتتصاعد الأحداث عندما قرر دخول المنزل واكتشاف علامات كان يدركها من قبل أنها علامات غريبة.
واستمر توفيق في سرد القصة من خلال أحداث تكشف رويداً رويداً عن العشر علامات التي يبحث عنها البطل. وهذه العلامات أكدت في النهاية أن تلك الأسرة ما هي إلا موتى أحياء، حيث تعرضت تلك الأسرة إلى جريمة قتل جماعية بشعة ودفنوا بطريقة مهينة داخل منزلهم في الستينيات من القرن العشرين، حتى أصبحت أرواحهم هائمة تبحث عن الإنتقام، ولقد جاء بطل الرواية وزميله ليدركا الحقيقة في النهاية أنهما في قبضة الأسرة ومن ثم يهلكان.
القصة تتميز بالحبكة عالية الإثارة والتشويق، والنهاية المنطقية للأحداث، وتتميز بالرعب الحقيقي بين أحداثها، ولحظات الكشف والإبهار في سرد العلامات العشر.
"نادي أعداء مصاصي الدماء".. نهاية غير متوقعة
هي أطول قصص مجموعة "أفراح المقبرة"، وهي تتحدث عن أكثر الأساليب المفضلة للكاتب في أدب الرعب وهي قصص مصاصي الدماء. لقد بدأ توفيق في مقدمة عن مصاصي الدماء، تلك القصص المرعبة التي توجد في جميع الثقافات والحضارات، ثم يبدأ في سرد القصة التي تدور أحداثها في الولايات المتحدة، عن نادي أعداء مصاصي الدماء الذي أسسه أحد الأشخاص الذين يتميزون بالغموض. وقد اكتشف هذا الشخص أن مصاصي الدماء ينتشرون بكثرة، فقرر في ظروف غامضة بناء شبكة اجتماعية أو جماعة سرية تحارب مصاصي الدماء وتتخلص منهم بوسائل غير عادية. وكان هذا الشخص يختار هؤلاء الذين قاموا بمواجهة سابقة لمصاصي الدماء، حتى التقى بأحدهم وهو بطل الرواية الذي يدعى جيرمي والذي انضم إلى تلك الجماعة وشيئاً فشيئاً وبأحداث سريعة أصبح هو بطل الجماعة.
القصة متشابكة ولكنها يعيب عليها في بعض الأحيان التشابك غير المفهوم، خاصة عندما ينتقل الكاتب غلى مصر، في تشابك للرواية في امريكا، او لمحاولة كشف الحقيقة عن هؤلاء مصاصي الدماء، خاصة بما يتعلق بأسطورة سخمت إحدى ربات الاساطير المصرية والتي يتداول حولها قصص مرعبة حول مص الدماء.
أما عن النهاية فهي أكثر نهايات المجموعة القصصية تشويقاً وإثارة، لأنها غير متوقعة، وهي إحدى أساليب أحمد خالد توفيق في كتابته عموما.
"قصة تنُصت" .. أرواح شريرة أم كائنات فضائية
"قصة تنُصت" تحكي عن صديقين، أحدهما رجل عملي جاف وهو عماد حيث كان لا يؤمن بأي أساطير، والثاني مصطفى الذي رجع لتوه من دراسته في إحدى الجامعات الأميركية، ويطمح في بناء مشروع علمي، لكنه مشروع خطير غريب الأطوار. لقد كان المشروع الذي بنى له مختبراً خاصاً، يقوم على اكتشاف إشارات الكائنات الفضائية، وبالفعل نجح بطل الرواية أن يتلقى بعض الإشارات، في وسط عدم تصديق من الصديق الآخر.
شيئاً فشيئاً، تبدأ الرواية في ذروة السرد، عندما يكتشف عماد أن المعمل به قوى استاتيكية فيزيائية خاصة، وهذا فيما يبدو بسبب الإشارات الغامضة الآتية من الفضاء، وفجأة مع سرد الأحداث يبدأ الكاتب في لحظة الكشف عندما يتعرض مصطفى للقتل لكنه يتحدث لعماد قبل القتل بأيام حول فشل المشروع وأنها ليست كائنات فضائية بل إنها نوع من العفاريت والجن التي سيطرت على المعمل، ليبدأ عماد في الاكتشاف الحقيقي لوجود قوى خارقة طاردت صاحبه وقتلته وتحاول قتله هو أيضاً.
القصة مشوقة، وبها جميع أركان الرواية، وأسلوبها ممتع، وتتميز بالوتيرة السريعة في الانتقال بين حدث وآخر، وهو ما ميّزها لتكون من أفضل قصص "أفراح المقبرة".
الكائن المرعب الذي أصبح بطلاً للرواية عند نهايتها
تلك الرواية التي تتحدث عن هشام المهندس الشاب الوسيم الذي يقع في حبائل حب صفاء، وهي بطلة الرواية التي تسرد القصة، فهي تتحدث عن هشام المهندس المؤدب الغني الذي يعمل في نفس الشركة الهندسية التي تعمل في ها السكرتيرة صفاء ذات الجمال الطاغي. فالقصة هنا تتحدث عن قصة حب بينهما ولحظة كشف الحب بين هشام وصفاء لتبدأ الرواية الغامضة حول سر يخفيه هشام، وسلسلة حوادث غامضة ترتبط بهشام بشكل رئيسي عندما يتقدم بخطبة صفاء. وهذه الحوادث غريبة وهي موت كل من يغضب هشام مثل زميله في العمل، وأبو صفاء نفسه الذي مات في ليلة قام فيها بإغضاب هشام وصفاء في ليلة كانا فيها في الخارج وتأخرا عن موعد الرجوع ليلاً، تلك الحوادث كانت ذروة الأحداث في هذه القصة الشيقة.
يسرد توفيق القصة بسلاسة وإمتاع كبيرين، مع ازدياد غموض السر الذي يخفيه هشام، والذي يظهر في النهاية كلحظة من أكثر لحظات الرعب في المجموعة القصصية، عندما يتزوج هشام بصفاء حيث يظهر شيء عبارة عن كائن ومخلوق بشع المنظر يرتبط بهشام وينتقم من كل ما يحاول إيذاءه، حتى فتك بهشام في النهاية لأنه وقع في حب زوجته صفاء ويحاول الإيقاع بها.
القصة فيها حبكة درامية عالية، وسلسة الوصف والأسلوب اللغوي، مع ربط جميع المشاهد ببعضها، حتى تأتي لحظة الرعب الخاصة بالقصة.
روح سفاح أميركي تطارد زوجات مصريات
هي آخر قصص المجموعة، وهي قصة قصيرة للغاية لا تتعدى السبع صفحات، لكنها سريعة الوتيرة في الحكي والسرد، حيث تحكي عن جلسة تحضير أرواح، حيث يقوم بعض الأصدقاء الذين يشعرون بالملل، بتحضير روح سفاح أميركي شهير يدعى تيد باندي. وهذا السفاح الوسيم كان يقتل الزوجات والنساء الحسناوات، ولقد قامت المجموعة بتحضير روحه، من دون معرفة صرف تلك الروح لتبدأ القصة المرعبة.
تظهر سلسلة من الحوادث المرعبة للأصدقاء، لكن تلك الحوادث كانت من خيالات أبطال الرواية الذين تأثروا بليلة تحضير الأرواح، لكن الحوادث المرعبة الحقيقية كانت في منازل هؤلاء الرجال عندما اكتشفوا مقتل أزواجهن على يد تلك الروح الشريرة.
هذه القصة قصيرة سريعة الأحداث، وأسلوبها سهل، لكن يعيب عليها أن نهايتها معروفة منذ البداية، وهو ما جعل الملل يتسرب إليها في بعض أحداث الأقصوصة.