"غبار سحري" لتبريد كوكب الأرض من الاحتباس الحراري!
بعض الخبراء يشعرون بالقلق من أن تقنيات إزالة الكربون بهذه الطريقة قد تصرف انتباه الناس عن أكثر أولوية إلحاحاً لخفض الانبعاثات، بل واستخدامها مبرراً لمواصلة العيش في عالم يعاني من كثافة الكربون.
-
تخوّف من الاحتباس الحراري
في محجر محاط بضجيج الآلات الثقيلة في اسكتلندا، ينحني جيم مان ليلتقط حفنة من الصخور السوداء الصغيرة، وبابتسامة بسيطة، يقول: "هذا هو الغبار السحري"، نطقها وهو يفرك صخوراً سوداء بين أصابعه، بحسب موقع «بي بي سي» البريطاني.
وكان الرجل يحمل قطعاً من البازلت هي في الأصل صخرة بركانية صلبة ليست نادرة ولا تتميّز بشيء خاص عن غيرها، لكن من خلال عملية تُعرف باسم "تعزيز تجوية الصخور" أصبح بالإمكان المساعدة في تبريد كوكبنا الذي يعاني من الاحتباس الحراري.
وبات علماء الأمم المتحدة الآن واضحين بأن الحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحده لن يكون كافياً لوقف المستويات الخطيرة للاحترار، إذ يشيرون إلى الحاجة في المستقبل إلى إزالة جزء من ثاني أوكسيد الكربون، بإخراجه بنشاط من الغلاف الجوي.
وتقع عملية «تعزيز تجوية الصخور» في منطقة ما بين الطبيعية وما صنعه الإنسان، حيث تتطلّب عملية «التجوية» تدخّل الطبيعة بشكل تدريجي للغاية، لكن باستخدام محرّك «توربو» لإزالة الكربون بشكل أسرع.
لآلاف السنين، استمرت الصخور والمنحدرات البركانية في إزالة الكربون ببطء أثناء عملية التجوية خلال هطول الأمطار. غير أن عملية «التجوية الصخرية المعززة» تستخدم قطعاً صغيرة لزيادة كمية التلامس بين المطر والصخور، وبالتالي تعزيز التجوية وإزالة الكربون.
سواء كانت في جرف أو مكدّسة في محجر، فإن عملية تفتيت البازلت تجري ببطء شديد. ولتحقيق سرعة أكبر في إزالة الكربون، هناك حاجة لنشر البازلت عبر مساحة أكبر.
ويذكر أن هذا المكان هو الذي يأتي إليه المزارعون المحليون لمساعدة الكوكب، وأيضاً للحصول على سماد مجاني في المقابل. ناهيك عن فائدته في التخلص من الكربون، فقد أثبتت التجارب فائدة البازلت في تحسين نوعية المحاصيل وكذلك رعي الماشية.
غير أن بعض الخبراء يشعرون بالقلق من أن تقنيات إزالة الكربون بهذه الطريقة قد تصرف انتباه الناس عن أكثر أولوية إلحاحاً لخفض الانبعاثات، بل واستخدامها مبرراً لمواصلة العيش في عالم يعاني من كثافة الكربون.