لبنان: منتجات بيئية عطرية من "وادي الأحاسيس"
استصلاح الأراضي البور الصخرية في قرية بدر حسون البيئية، وتتريبها بالتدريج، وتقسيمها مساكب وأجزاء، خُصّص كلّ قسم منه لصنف معين من النباتات، والأشجار البريّة العطريّة، مع مُقَطِّرة خاصّة لكل صنف في كل قسم.
-
قطاف الأفوكادو لاستخدامه في المنتجات البيئية
بدأ "وادي الأحاسيس" التابع لقرية بدر حسون البيئية في شمال لبنان يعطي ثماره، وينتج المواد العطرية المؤثرة في الإنسان . فما الذي بدأ الوادي يقدّمه؟
إقرأ أيضاً: أهم فوائد الأفوكادو التي تطيل العمر وتحسن الصحة
فمنذ سنوات عديدة، بدأ العمل على تأسيس "وادي الأحاسيس" في قرية بدر حسون البيئية، لكنّ الإعلان رسميّاً عن البدء بها، جرى منذ أقل من عام عندما جرى وضع حجر الأساس للوادي برعاية البطريرك الماروني بشارة الراعي.
يؤثر مؤسس القرية الدكتور بدر حسون اعتماد هذا التاريخ للوادي، ويوثّق منجزاته ابتداء منه، وللتذكير، فالوادي يقع على حافة مجرى هاب في الكورة، العابر على التخوم الشمالية للقرية البيئية التي تغطي أكثر من 35 ألف متر مربع.
على حافة الوادي، جرى استصلاح الأراضي البور الصخرية، وجرى تتريبها بالتدريج، وتقسيمها مساكب وأجزاء، خُصّص كلّ قسم منه لصنف معين من النباتات، والأشجار البريّة العطريّة، مع مُقَطِّرة خاصّة لكل صنف في كل قسم.
اقرأ أيضاً: "الشجرة العجيبة".. تعرّف على أسرار شجرة السدر
الوادي "المعطّر"
يفيد حسون "الميادين نت" بأن العمل لن ينتهي بتوسيع الوادي لأنه شاق في أرضٍ صخرية، وتعتمد توسعته على الظروف وتوافر الإمكانات لذلك".
-
د. بدر حسون يتحدث عن منافع الأفوكادو
أما لماذا اعتمد اسم "وادي الأحاسيس"، فيقول لأن "إنتاجه يرتبط بأحاسيس الإنسان، حيث يتركّز إنتاجه على المواد العطرية المؤثرة في الأحاسيس عن طريق الحواس خصوصاً الشمّ، والتذوّق، والنظر".
بدأ الوادي يؤتي ثماره، وباتت عشرات الأصناف تؤمّن مادة خصبة للابتكار في مختبرات القرية، ومشاغلها، ومصانعها المتطورة، ولا يتوقّف العمل بين بحث، وتفحُّص، وتجريب، بلوغاً لذروة الإنتاج، بتقنية بات تراثها مكرّساً في القرية.
وفي لقاء مع حسّون، يتحدّث عن المنتجات التي بدأ "وادي الأحاسيس" ينتج مادتها الخام، راغباً بالتمييز بين "الزيوت الأساسية الناقلة، والزيوت العطريّة"، لافتاً إلى أن الاثنين مترافقان في كل العمل، بأصنافه المختلفة.
كما يلفت إلى أن الحديث عن فوائد كل مادة لوحدها غير مفيد، ذاكراً أننا "نبحث عن الإفادة المطلوبة، ونقوم بتصنيعها، وتركيب خلطاتها، من نباتات الوادي ومستخرجاته".
أشجار مثمرة و... صحية
-الأفوكادو هو من أوائل منتجات الوادي، يصفه حسّون بالمهم جدّاً، ومن مستخرجاته، يمكن خلط مادته المطحونة مع الكركم، ومواد أخرى لنستخرج منها مرهماً مفيداً للجلد، ولحالات مختلفة.
-
قطف وتقطير إكليل الجبل
-ولـ"المشمش" المنتج في الوادي موقع خاص لدى حسّون، يتحدّث عنه بشغف. ويروي حكاية المشمش بإرساله إلى مصانع المشروبات، وإعادة نواته "بذرته" التي تشكّل مادة اهتمام حسّون.
يجري تكسير البذور، ويتحوّل خشب البذرة إلى مدافئ وقود الطاقة البديلة الطبيعية، ويتم عصر النواة، واستخراج الزيوت منها.
وبعض خشب النواة يطحن ويدخل في تركيب مراهم لمعالجة حالات خاصة للجلد، ثم يتحوّل الخشب إلى حفر أشبه بالحفر الصحية التي تعطي غازاً طبيعياً للوقود، وبعد استخراجه من الحفرة، يستفاد منه كسماد للأرض.
يحتوي زيت لبّ المشمش على فيتامين B17، وهو من أهم العلاجات النباتية للسرطان، كما أن زيته مضاد للتعفّن، ويدخل في تصنيع الصابون، والشامبو، والكريمات.
-
آلة مستحضر النقيع
-الجوز: يستفاد من ورقه بالعناصر الشبيهة بورق السنديان، لكن مع لون أخضر أجمل ولون طبيعي غير كيميائي، ومن قشرة الثمرة والنواة باستخراج الزيوت المستخدمة في عدّة تركيبات لمعالجة مشاكل الجلد.
أشجار برية مهمة
ومن منتجات الوادي، البلوط وورق السنديان بما فيه من مادة تسمى "العفص"، يتمّ استخراجها منه بعد تجفيف البلوط والأوراق، ومن مواصفاتها المهمة أنها قابضة للجلد، أي لشدّه.
ويشرح حسون طريقة تصنيعه، بطحن الأوراق، واستخلاص زيته بآلات معروفة، والبلوط يجري طحنه، ثم يُنقع مع زيت الأوراق، ثم يعاد عصره، وتستخرج منه مادة زيتية غنية، قابضة للجلد، ومغذيّة بعدة فيتامينات، ويكون زيته سميكاً عادةً.
-الازدلخت الذي زرع منه حسون 300 شجرة، يستفاد من مستخرجاته في مكافحة البكتيريا، وتدخل في المعقمات الطبيعية، ويستفاد من فضلاته وخشبه بالوقود.
-
حلّات تسخين وتقطير النباتات
-الكينا: النبتة مدهشة وقد قام حسون مع العاملين في مختبرات القرية برصد فوائد وأهمية شجرة "الكينا" للاستفادة من حاجة البشر لمنتجات صحية تجميلية منها.
نباتات وزيوت
ولـ"إكليل الجبل" حضور لافت بين منتجات الوادي، يُسْتَخْرَج منه الزيت الأساسي، والزيت العطري، مع مستخلصات زيتيّة ومائيّة وكحوليّة مضادة للالتهابات، وهو منظّف، ومعقّم، ومضاد للتعفّن، استخداماته متعدّدة، منها تقوية الشعر، ومكافحة الأكزيما، والحكّة الجلدية، ونظراً لجمال رائحته، ينضم لقسم التجميل (cosmetics).
وأهميته الأبرز تقوم في دوره في تقوية الشعر، وعلى مستوى الصحة العامة، يستخدم، كمنتج طبيعي، لضبط مستوى السكري في الدم.
من نباتات الوادي، "حشيشة القزازة" أو الجروح، تدخل في صناعة الكولونيا المعطِّرة، كبديل من العشبة التي اعتاد الريفيون استخدامها لمداواة الجراح، لكن حسون طوّرها إلى كولونيا مستخلصة من العشبة، بالكحول الأثيلي، والماء، ويتم رشّ الجرح بها، فيجف على الفور، بحسب حسون.
أسرار الصبّار
ولـ الصبّار حكايات وأسرار ليست في متناول العامة، يتبع له فصيل من نوعه هو "الألوفيرا"، لكنّ أوراق الصبّار الشائكة تحتوي على مواد أغنى بكثير من الألوفيرا، ويستخرج حسون منه الزيت الأساسي (الناقل)، ومستخلص مائي، وآخر كحولي، ويجري تجفيفه ثم طحنه، وتبقى فضلات ليفية منه يمكن الاستفادة منها بديلاً من إسفنجة الحمام.
وتصَنّع من الصبّار مراهم (كريمات) مختلفة ومواد مفيدة، خصوصاً منها ما هو لحماية البَشَرَة من أشعة الشمس.
-
تجهيز بذر الخروع
وعلى المستوى الغذائي، يلفت حسون إلى أن الصبّار يمكن أن يدخل في 20 صنفاً من الطعام، ويتم ذلك بتقطيعه قطعاً صغيرة مثلاً، ليضاف للسلطات، أو عند طبخ البطاطا أو اللحمة، وسواها، وهذا المفهوم موجود في ثقافة الطعام لدى العديد من حضارات العالم بالأخص في أميركا اللاتينية.
يُعلّق حسون على "الصبار" كطعام بأنه يمكن استخدامه عندما لا نجد ما نأكله، بتقطيعه، ففيه مكوّنات غذائية مهمة جداً، بينما لا يمتلك "الألوفيرا" هذه المواصفات، ونقتصر منه على استخراج مستخرجات زيتية ومائية وكحولية، والـ"جل" (Gel) الذي يشتهر به المكافح للحكّة، وللحروق، والمطهّر للكثير من الجراثيم.
"زيت الخروع": فزاعة الأطفال نظراً لطعمه الكريه، عندما كان يفرَض كـ"شَرْبَة" قديمة لتسهيل الأمعاء، يوم لم يكن الطبّ قد طوّر علاجات لانقباض الأمعاء المعروف ب"الكتام" لدى العامة.
-
اختبار النباتات
يستخدم زيت الخروع بكل منتوجات القرية، فبعد حصاد حباته، يتم تجفيفها، ثم تحميصها، فطحنها ليستخلص منها زيت الخروع المتعدد الفوائد، فهو مسهّل للأمعاء، مغذٍّ للشعر، ويدخل في مواد التجميل.
"شلش القبّار": تستخرج منه زيوت وماء وكحول يستفاد منها بعلاج الروماتيزم، ويتم خلطه بالنعناع، وزيت "إكليل الجبل" من أجل فوائد أوسع.
الشومر: منه البذور ومنه الأوراق العطرية، يستخرج من البذور الزيت الأساسي، ومن الورق الزيت العطري، وتصنّع منه عدة مركّبات عطرية.
-
حسون بين أشجار الصبّار