نيويورك تغرق... هل يعقل؟
مدينة نيويورك الأميركية تغرق بين ميلميترين وأربعة ملليمترات سنوياً... بسبب الوزن الاستثنائي لمبانيها الشاهقة؟!
-
دراسة تقول إن نيويورك تغرق!
اقترحت ورقة علمية نُشرت مؤخراً أن نيويورك بأكملها تغرق وستستمر في ذلك.
وقالت الدراسة التي نشرتها صحيفة The New York Times إن نيويورك تغرق ما بين مليمترين وأربعة ملليمترات في السنة تحت وطأة وضغط جميع المباني، "مع غرق بعض المناطق بشكل أسرع من الأخرى".
اقرأ أيضاً: تايلاند: غرق مدينة أيوثايا التاريخية بسبب الفيضانات
وأوضحت الدراسة المذكورة أن "بضعة ملليمترات قليلة جداً وقد لا تؤخذ الدراسة على محمل الجد من قبل القرّاء".
لكن القلق هو أن القوة الهبوطية للمباني، إلى جانب ارتفاع منسوب المياه من الاحتباس الحراري، يمكن أن تجعل المدينة أكثر عرضة للكوارث الطبيعية.
ويؤكد المؤلف الرئيسي للدراسة والجيولوجي توم بارسونز، من هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن "هذا الهبوط التدريجي يجعل مدينة نيويورك معرّضة بشدة للكوارث الطبيعية".
ووفقاُ للدراسة، فإن منطقة مانهاتن السفلى في نيويورك معرّضة لخطر الغرق بشكل خاص، كما أن هنالك قلقاً على أحياء بروكلين وكوينز.
وبحسب الدراسة "تواجه نيويورك تحديات كبيرة بفعل مخاطر الفيضانات، إذ إنّ خطر ارتفاع مستوى سطح البحر أعلى من 3 إلى 4 مرات من المتوسط العالمي على طول ساحل المحيط الأطلسي لأميركا الشمالية، فيما يواجه سكان المدينة البالغ عددهم 8.4 ملايين شخص درجات متفاوتة من المخاطر من الفيضانات في مدينة نيويورك".
ولفتت الدراسة إلى أن نيويورك شهدت بالفعل هذه الآثار القاسية منذ أكثر من 10 سنوات.
وجاء في الورقة البحثية التي نُشرت في مجلة Earth's Future هذه العوامل "تعني مشكلة متسارعة على طول المناطق الساحلية وواجهة النهر». «الهدف من الورقة هو زيادة الوعي بأن كل مبنى شاهق إضافي» على طول النهر «يمكن أن يساهم في مخاطر الفيضانات في المستقبل".
ما يحدث في نيويورك "يمكن مقارنته تماماً بما يحدث في مدينة البندقية إحدى مدن دولة إيطاليا.
رغم أن البندقية شهدت خلال شهر شباط/فبراير الماضي بعض القنوات الثانوية في مدينة البندقية (فينيسيا) الإيطالية جفافاً حادّاً، بسبب موجة طويلة من المد والجزر المرتبطة بنظام ضغط جوي عالٍ طال أمده.
وانخفض منسوب المياه في القنوات بأكثر من نصف متر. ونتيجة لذلك، لا يمكن لقوارب الجندول الشهيرة وقوارب الطوارئ التنقل في بعض القنوات.
ومنذ أيام، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن جاكرتا، عاصمة إندونيسيا، تعاني مشكلات عديدة، أبرزها الاكتظاظ الضخم وغرقها بما يعادل نحو قدم واحد كل عام.
ورأت الصحيفة الأميركية أنه يستحيل إنقاذ مدينة تغرق. وعليه، يفكّر المسؤولون الإندونيسيون في خطة أخرى تقوم على بناء عاصمة جديدة لتخفف الضغط عن عاصمة البلاد، مبينة أن نحو 10 ملايين شخص يعيشون في جاكرتا التي تبلغ مساحتها نحو نصف مساحة نيويورك، فيما يعيش 20 مليوناً آخرون في المنطقة المحيطة بها التي تكتظ بالمنازل والأكواخ الصغيرة.