باسل الخطيب: فن الوطن الحلم
في كل زاويةٍ من سوريا حكاية، خلف شبابيك البيوت، في الشوارع والأزقّة قصص من يختبرون الحياة يوميًا بحلوها ومرّها. فَتَنه الحب وسَرقته الحرب وسَحَره التاريخ، باسل الخطيب عدسةٌ خرجت من حياة المشرقيين. هل ضاقت به السُبُل لتجسيد مشروعه الفني أم لا شيء مستحيل؟
في كل زاويةٍ من سوريا حكاية، خلف شبابيك البيوت، في الشوارع والأزقّة قصص مَن يختبرون الحياة يومياً بحلوها ومرّها، فَتَنه الحب وسَرقته الحرب وسَحَره التاريخ، باسل الخطيب عدسةٌ خرجت من حياة المشرقيين فهل ضاقت به السُبُل لتجسيد مشروعه الفني أم لا شيء مستحيل؟
لانا مدوّر: كيف هي الحياة معك؟
باسل الخطيب: هكذا وهكذا.
لانا مدوّر: كيف؟
باسل الخطيب: أيام جيّدة وأيام سيّئة ولكنني اعتدتُ على ذلك، الأهمّ هو كيف يبدأ الشخص نهاره لأن الطريقة والمزاج الذي تبدئين به نهاركِ هو الذي يحكم يومك. أنا أستيقظ عند الرابعة والنصف أو الخامسة فجراً، أقرأ وأتابع الأخبار ثم أمارس الرياضة لساعة ونصف الساعة.
لانا مدوّر: هل هذا نظامك اليومي؟
باسل الخطيب: هذا برنامجي اليومي، والصباح يكون مرتبطاً بالليلة التي سبقته، مثلاً إذا حلمتُ حلماً سيّئاً أستيقظ مزعوجاً.
لانا مدوّر: مَن أكثر مَن يزور أحلامك؟
باسل الخطيب: أبي وأمّي، أرى أبي شاباً في منامي حينما كان في عزّ عطائه.
لانا مدوّر: لأنك كنتَ تحبّ تلك المرحلة؟
باسل الخطيب: كانت مرحلة فيها الكثير من التحدّيات وكنتُ مُعجباً به وبعصاميّته واستقلاليّته. في السنوات الأخيرة من حياته لم يكن سعيداً بسبب الوضع العام في المنطقة، كان حسّاساً تجاه الأحداث العامة، وكان يتأثّر بكل ما يحدث. توفّى بعد ثلاثة أشهر من الحرب في سوريا، كان يتابع الأخبار ويضرب على رأسه ويقول هذه سوريا، كان يعرف أن ما سيحدث في سوريا كبير جداً وكانت قراءته تذهب بهذا الاتجاه.
لانا مدوّر: أنت تعيش في قلب الأزمة كيف كنتَ تفصل نفسك عن الأحداث لتتفادى تأثيرها عليك وعلى صحّتك النفسية والعقلية؟
باسل الخطيب: من الصعب أن أفصل نفسي مئة بالمئة، القذائف تنزل من كل جانب. الحياة يجب أن تستمر بغضّ النظر عمّا يحدث، الأهمّ كان بالنسبة لي في تلك الفترة ألا أتوقّف عن العمل، العمل والإنجاز هما اللذان يمنحان القيمة ليومكِ، كان مهمّاً بالنسبة لي ألا أدع هذه الأمور تؤثّر عليّ لأن هذا شكل من أشكال الاستمرار على قَيْد الحياة. أكثر ما يفرحني هو أن أرى والدتي أطال الله بعُمرها، أشرب القهوة معها ونأكل سوياً وحين أغادر أراها عند النافذة وهي تتلو آية الكرسي.
لانا مدوّر: أخبرني عن والدتك.
باسل الخطيب: والدتي سيّدة عظيمة، هذه الصورة قديمة، أمّي وأبي ونحن كنا هنا على بُعد حوالى 50 متراً من فلسطين.
لانا مدوّر: أين؟
باسل الخطيب: في غور الأردن، هذا بعدما أنهيتُ دراستي في العام 1987 ذهبنا في زيارةٍ إلى الأردن وزرنا الغور، وكانت تلك المرة الأولى التي أقف فيها عند تلك المسافة القريبة من فلسطين.
لانا مدوّر: كيف يتربّى الطفل الفلسطيني في سوريا؟
باسل الخطيب: منذ حوالى 25 عاماً قمتُ باستطلاعٍ حول كل مخيّمات اللاجئين في سوريا، الناس لا ينسون، وأجيال المخيّم الذين يُقال بأنهم نسوا فلسطين يفاجئونك بأنهم يعرفون أدقّ تفاصيل حياة أهاليهم في فلسطين، هذا شعب لا ينسى. عندما أنهيتُ دراستي لم يكن ببالي أن أستقرّ وأعمل في سوريا.
لانا مدوّر: لماذا؟
باسل الخطيب: كانت لديّ طموحات بأن أسافر إلى أوروبا، بعد ذلك قدَّمتْ لي الحياة حلاً مختلفاً تماماً، اكتشفتُ أن المكان الذي كنتُ أحاول الهروب منه هو المكان الوحيد الذي يمكنني أن أحقّق فيه أحلامي وهو الذي سيحتضنني، هكذا كانت سوريا بالنسبة لي.
لانا مدوّر: هناك شيء ناقص يحمله الفلسطيني دائماً منذ الصِغَر، هل تشعر بذلك؟
باسل الخطيب: بالتأكيد لأن هناك الشغف والحلم بالعودة إلى فلسطين يوماً ما، أن أرى منزل جدّي والمكان الذي تربّى فيه أبي، أنا لا أنسى أنا إبن مَن وهذا ما يحدّد خياراتي، لو كنتُ إبن أيّ شخصٍ آخر ربّما كانت خياراتي في الفن والحياة مختلفة ولكن كوني إبن يوسف الخطيب هذا الرجل الذي قدّم كثيراً للقضية الفلسطينية، هذا يُلزمني بخياراتٍ وطنيةٍ وأخلاقيةٍ وإنسانية، شئنا أمْ أبينا أنا إبن لاجئ فلسطيني، نحن من الخليل في فلسطين.
لانا مدوّر: هل لديكم منزل في الخليل؟
باسل الخطيب: نعم منزل جدّي.
لانا مدوّر: هل هو مسكون؟
باسل الخطيب: نعم هناك أعمامي وما تبقّى من عمّاتي.
لانا مدوّر: هل تعرفهم؟
باسل الخطيب: أعرف قسماً كبيراً منهم.
لانا مدوّر: ألم يكن بإمكانكم العودة؟
باسل الخطيب: أبي كان يرفض العودة في ظلّ الاحتلال، كانت الفكرة مرفوضة تماماً بالنسبة إليه، حتى حين عُرِض عليّ في العام 2010 أن أزور غزَّة كان شرطنا الأساسي ألا نضطر لأية مواجهة مع الاحتلال، كانت الزيارة الوحيدة لفلسطين واستمرّت 48 ساعة ثم عدنا.
لانا مدوّر: ماذا قلتَ لوالدتك؟
باسل الخطيب: طلبتْ مني أن أزور قبر والديها، أتيتُ معي بشتلةٍ من الزيتون وزرعتها وهي موجودة حتى اليوم.
لانا مدوّر: ما هو موقع الدين في حياتك؟
باسل الخطيب: علاقتي بالله سبحانه وتعالى علاقة خاصة جداً.
لانا مدوّر: كيف؟
باسل الخطيب: أؤمن بوجوده وبأنه معي ويحميني، الدين بالنسبة لي هو الأخلاق والمعاملة مع الناس وعدم إيذائهم ومساعدتهم.
لانا مدوّر: ولكنك عملتَ في مواضيع تحتوي على التنوّع الديني، كيف تفهم الدين في منطقتنا؟
باسل الخطيب: أُعيد الدين إلى مضمونه الإنساني، حين قدّمتُ عمل "موكب الإباء" في العام 2005 عن قصّة الحسين وكربلاء، قدّمته من وجهة نظري، الحسين هو شخصية تراجيدية في تاريخ الإنسانية، قلّما نصادف شخصية عاشت مأساةً من هذا النوع، رأيتُ البُعد الإنساني للشخصية. حين قدّمتُ حارس القدس حول المطران كبوجي رأيتُ أيضاً البُعد الإنساني أكثر من البُعد الديني، علاقة الإنسان بوطنه وقضيّته، الدين بحدّ ذاته لا يستهويني. درستُ في روسيا، الاتحاد السوفياتي سابقاً.
لانا مدوّر: هل تتحدّث الروسية؟
باسل الخطيب: نعم.
لانا مدوّر: أذكر لي كتاباً روسياً أثّر بك، ما هذه الصورة؟
باسل الخطيب: هذا أنا وديانا في يوم كَتْب الكتاب في العام 1992. أنا أحبّ هذا الكتاب عن مخرج روسي إسمه سوكوروف لديه أفلام سينمائية خاصة ذات طابع مُميّز.
لانا مدوّر: هل تأثّرتّ به؟
باسل الخطيب: أتابع أعماله، جميع أعمالي قدّمتهُا في ظلّ ظروفِ إنتاجية صعبة، مشكلتنا أن طموحاتنا وأحلامنا أكبر من إمكانيات الواقع الذي نعمل فيه، ومن هذا القليل عليكِ أن تقدّمي شيئاً كبيراً ومهمّاً، هذا له جوانب سلبية وإيجابية، السلبي أنك تكونين مدفوعة بالتحدّيات.
لانا مدوّر: هل شاهدتَ جميع هذه الأفلام؟
باسل الخطيب: تقريباً وأفكّر بافتتاح محل تأجير أفلام، هناك أيضاً المزيد من الأفلام.
لانا مدوّر: أعطني فيلماً تحبّه.
باسل الخطيب: هل تريدين أخذه أمْ رؤيته فقط.
لانا مدوّر: سنرى.
باسل الخطيب: هذه الأفلام ذات المكانة الخاصة، هذه الزاوية خصَّصتُها لأفلام المخرج تاركوفسكي.
لانا مدوّر: أحبّه جداً.
باسل الخطيب: هناك أيضاً ريدلي سكوت أحبّ أفلامه.
لانا مدوّر: أنت تقسّمها وفق الإخراج، أين تيرينس ماليك؟
باسل الخطيب: هنا، وأيضاً هناك المخرج الأسترالي باز لورمان الذي أخرج فيلم المطحنة الحمراء، وأستراليا.
لانا مدوّر: هذا منزل آل الخطيب وجبّور، هكذا تُعرِّف عن الموضوع؟
باسل الخطيب: هذا منزل مشترك بنيناه سويّاً وتعبنا من أجله.
لانا مدوّر: كم عُمر هذا المنزل؟
باسل الخطيب: منذ العام 2004.
لانا مدوّر: هذا البيت كان على مشارف المعارك، أليس كذلك؟
باسل الخطيب: نعم، هذه المنطقة كانت خالية وهذه الأبنية لم تكن موجودة، كانت المنطقة عبارة عن بساتين صبّار، منطقة المزّة مشهورة بالصبّار المزّاوي. مع بداية الأحداث تحوّلت هذه المنطقة إلى مرتعٍ للمُسلّحين وكانت التظاهرات تمرّ من تحت منزلنا تماماً، صدر قرار لاحقاً بإزالة جميع البساتين.
لانا مدوّر: المعارك كانت تجري في داريا، كيف عشتم؟ أنتم قريبون جداً.
باسل الخطيب: طلب منا الجيش أن نُخلي المنزل خوفاً علينا من المعارك والقصف ريثما يقوم بتمشيط المنطقة. لقد تلقّينا تهديداتٍ بالقتل أنا وديانا حين كانت مديرة عامة لمؤسَّسة الإنتاج التلفزيوني، تلقّينا تهديداتٍ بالقتل عبر الهاتف، كنتُ أتفقّد السيارة قبل نزول ديانا وأقوم بفحصها عبر المرآة.
لانا مدوّر: وبقيتم رغم ذلك؟
باسل الخطيب: نعم، لقد خرجنا من فلسطين مرة ولن نخرج مرة ثانية.
لانا مدوّر: أسمع هذه الجملة كثيراً من الفلسطينيين، لن نلتجئ مرتين. هل تلعب الشطرنج؟
باسل الخطيب: طبعاً.
لانا مدوّر: لنقم بتحدٍّ.
باسل الخطيب: هل تلعبين الشطرنج؟
لانا مدوّر: كلا، هذا الملك وهذه الملكة وهؤلاء الجنود. مَن هي الملكة في حياتك؟
باسل الخطيب: أمّي وزوجتي.
لانا مدوّر: ما هو الأجمل في ديانا؟
باسل الخطيب: هل تريدين توريطي في هذه المقابلة؟
لانا مدوّر: إنْ شاء الله.
باسل الخطيب: هي شريكة بكل معنى الكلمة، من الجيّد أن مجالات عملنا مُتقاربة فبالتالي هي تستوعب جيّداً ظروف عملي. في الفترة الأخيرة أصبحتْ عصبيّة ولديها ردود فعل مباشرة وعنيفة، أقول لها لا تقومي بأيّ ردّ فعلٍ مباشر وآني تجاه أيّ أمر أزعجكِ، اتركي الموضوع لليوم التالي ريثما تتوضَّح الأمور وحينها يمكن اتّخاذ القرار المناسب.
لانا مدوّر: هل هذه النصيحة التي تُسديها لها الآن؟
باسل الخطيب: من ضمن عشرات ومئات النصائح التي أسديتها إيّاها خلال حياتنا الزوجية، إذا سمعتْ ذلك سوف تضحك.
لانا مدوّر: سأسجّل هذا الكلام. كيف تتعامل مع الأذيّة؟ هل تنتقم؟
باسل الخطيب: في فترةٍ من الفترات كنتُ عنيفاً جداً ولا أسكت، كنتُ صِدامياً وأسعى لإيذاء مَن يؤذيني، هذا قبل 15 سنة أو 20، الآن اختلفت الأمور.
لانا مدوّر: ماذا تغيَّر؟
باسل الخطيب: وصلتُ إلى قناعةٍ بألا أدع أيّ شخص غريب يُحدّد زمان ومكان المعركة معي، لم أعد أقبل بأن يجرّني أحدهم إلى صراعاتٍ جانبيةٍ هدفها أن يكبر هو على حسابي.
لانا مدوّر: إذا خاطبتَ باسل الذي كان عُمره 30 عاماً ماذا تقول له؟
باسل الخطيب: أقول له لا تضيِّع المزيد من الوقت، وهذا ما أقوله يومياً لإبني مجيد.
لانا مدوّر: لماذا يضيع الوقت؟
باسل الخطيب: هناك عدّة أسباب، أحياناً تُصيبكِ خيبات أمل وإحباط، على سبيل المثال في العام 1999 – 2000 كنتُ أحضّر لمسلسلٍ تاريخي كان هو الأضخم في سوريا إسمه نداء المتوسّط عن حضارة أوغاريت، حدثت مشكلة وتوقَّف المشروع ودخلتُ على إثرها في أزمةٍ كبيرة، ولازمتُ المنزل لمدة ستة أشهر كنتُ ألعب فيها البلاي ستيشن، جرَّبتُ جميع الألعاب. هذا كان واحداً من الدروس التي تعلّمتُها في الحياة.
لانا مدوّر: متى تزوّجتما؟
باسل الخطيب: لا أنسى هذا التاريخ، 26-12-1992.
لانا مدوّر: تزوّجتما في الشتاء.
ديانا: حين خرجنا من الصالة كانت الشام تكتسي اللون الأبيض.
لانا مدوّر: هذا فأل خير، كيف مرَّت هذه السنوات الثلاثون؟
ديانا: كانت جميلة بالنسبة لي ولكن باسل يشعر وكأنها 60 سنة.
لانا مدوّر: سأسأل مجيد عن الموضوع، كيف كانت السنوات التي عشتها معهما؟
مجيد الخطيب: لا يوجد أفضل منها.
لانا مدوّر: أمّ وأب لذيذان.
مجيد الخطيب: لذيذان وحريصان.
لانا مدوّر: ما هي ملاحظاتك على والدك إخراجياً؟
مجيد الخطيب: أخرجتُ فيلم "نفق الجلاء" من كتابة والدتي، زارني أبي ذات مرة في موقع التصوير فقلتُ له دعني أشرح لك تفاصيل المدرسة الحداثية في الإخراج.
باسل الخطيب: إبني هو أهمّ ما في حياتي، هو مشروعي كإنسان ومخرج، لقد حقّقتُ كل ما أريده والله أكرمني وأعطاني، هدفي الآن في الحياة هو مجيد، أن يواصل هذا الطريق الصعب وهو يدرك ذلك جيّداً، وأن يثبت نفسه كمخرجٍ لديه رؤية جديدة مختلفة.
لانا مدوّر: ماذا لديك الآن أستاذ باسل؟
باسل الخطيب: لقد دعوتموني إلى الغذاء في المقهى الذي أرتاده في العادة.
لانا مدوّر: هل يجب على الإنسان المُبْدِع أن يكون له مكان خاص في المدينة؟
باسل الخطيب: أحب الهدوء، أستمع إلى الموسيقى.
لانا مدوّر: ماذا تسمع؟
باسل الخطيب: أنا أحب سماع موسيقى الساوند تراك الخاصة بالأفلام لأنها تتضمّن الدراما.
لانا مدوّر: لمَن تستمع؟
باسل الخطيب: هانز زيمر، برأيي هو موسيقي لا يتكرَّر في تاريخ الموسيقى التصويرية، ما يقدّمه هو استثنائي ومُلْهِم. الدرس الذي تعلّمته من الحياة ألا شيء مستحيل، لا أقول ذلك على سبيل الطوباوية أو المثالية، هذا نتاج تجربة حياتية استمرّت لعشرات السنين، حين يضع الإنسان هدفاً لنفسه ويعمل من قلبه ويكرِّس جهده لتحقيق هذا الهدف فإنه سيتحقَّق عاجلاً أم آجلاً. هناك مشاريع عملتُ عليها قبل ثلاثين سنة ووضعتُ رؤوس أقلامها وكنتُ على يقينٍ أنه سيأتي اليوم الذي أنفّذها فيه، وهذا ما حصل، قناعتي بألا شيء مستحيل وأن الإنسان قادر على تحقيق المستحيل إذا وُجِدَت الرغبة والحماس والشغف والتفاني.
أحياناً لا يبدو كل شيء واضحاً، لتتوضّح الرؤية ربّما علينا أن نغمض عيوننا لننظر بقلبنا، التجربة تُعلّم، عدم الاستسلام يقوّي، الاستمرار يُنضج، لن يضيع امرؤ تبع شغفه، فالقلب يعرف الطريق دائماً، القلب يدرك أن لا شيء مستحيل...