دور الإعلام السوري في الحرب السورية
آذار/ مارس 2011، منذ هذا التاريخ تغيّرت الصورة المعروفة عن سوريا وحلّت محلّها صورة الحرب والاضطراب، إلا أن الطلقات الأولى في الحرب السورية كانت صرخات مضطربة وصوَراً مشوّشة وشهادات تبدو عفوية، ثم بمرور الزمن بان انتظامها وتنظيمها وتجنيدها، فماذا حدث في الحرب الإعلامية السورية؟ مَن كانت أطرافها؟ ما هي أدواتها؟ وماذا قُدّمت عن ومن سوريا؟
فُتحت أبواب جهنم في سوريا على مصارعها وخلفها كانت عشرات الكاميرات والميكروفونات مُترصّدة لالتقاط نيرانها بسرعةٍ كانت أكبر من قوانين الاشتعال الطبيعية، وبدأ ضخٌّ مُنتظمٌ لأفكارٍ ومعلومات ومعالجةٍ جاهزة وحاضرة.
نهلة عيسى: في اليوم الثاني للأحداث في سوريا ظهرت قوائم عار، وُضع كل مَن قال إن ما تقولونه ليس صحيحاً وتمّت إدانته وشيطنته لأنه كان مطلوباً شيطنة الدولة السورية.
حبيب سلمان: الضغط على سوريا أو استهدافها لم يتوقّف يوماً لكن بدأ بشكل واضح ومُنظّم وعلني منذ ما أطلق عليه اصطلاحاً "الربيع العربي". سرعة الأحداث التي تمّت كانت أكثر من توقّعاتنا كعاملين في الإعلام.
رفيق لطف: الإعلام بدأ قبل ما سُمّي بالربيع العربي، الإعلام التضليلي تمّت تهيئته قبل ذلك، ولحظة بداية الحرب على سوريا تحديداً دخل هذا الإعلام وتمركز في عدّة مناطق.
حبيب سلمان: كان القصف التمهيدي إعلامياً، كانت هناك مشاهد مُركّبة وترويجات جاهزة، بالتالي كانت هناك شيطنة لكل خطوة أو مُكتسب أو شيء تعتزّ به سوريا.
هبة محمود: ما الذي حدث في الحرب الإعلامية في سوريا؟
رفيق لطف: الذي حدث في سوريا أن هناك قنوات كبرى أرادت أن تؤثّر في الشارع السوري من خلال التضليل الإعلامي، وهذه القنوات كانت بأعداد كبيرة وتعمل للتأثير على عقول الشارع السوري للوصول في نهاية المطاف إلى حربٍ داخلية. حبيب سلمان: كانت هناك أخبار تصدر أو تُصنَّع في مخابر وزارة الخارجية الأميركية، كانت هناك 14 وحدة تعمل على تصنيع الأخبار التي كانت تُبَثّ من خلال 25 وسيلة إعلامية تتوزّع بين إلكترونية وإذاعية وتلفزيونية، وهذه الوسائل ال 25 كانت توزّع على أكثر من 157 محطة أخرى ناطقة بجميع اللغات، كان مجموع وسائل الإعلام التي تصدَّى لها الإعلام السوري كان حوالى 211 وسيلة إعلامية. قناة العربية مثلاً أعدّت ترويجاً أسمته الثورة السورية يحتوي على مجموعة من الصوّر لأحداث ليست في سوريا.
نهلة عيسى: خرجت التظاهرات فوراً بنداء أو بشعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، وهي عبارة ليست باللغة العربية بل هي مُترجمة من اللغة الإنكليزية، طريقة صوغ العبارة توحي بأنها عبارة أُعطيت، عبارة "جَلَب".
تركّز استراتيجيات الحرب الإعلامية على تغطيةٍ مُكثّفة لقصصٍ مختارة من دون غيرها، واستثارة المشاعر لتحقيق ردود أفعالٍ عاطفية وتثبيط التفكير العقلاني، إضافةً إلى استخدام لغةٍ بسيطة يتسنّى للجميع فَهْمها وتصوير أحد الجانبين على أنه الخير والصواب وتشويه الجانب الآخر بإظهاره كشرٍّ وخطر.
رفيق لطف: استطاعوا أن يؤثّروا في الشارع، لا أستطيع أن أخفي أن الشارع السوري انجرف في بداية الأمر بشكلٍ كبير، وصدّق الكثير من الأمور التي كانت تحدث في العديد من المناطق.
نهلة عيسى: صاغوا "حدّوتة" فيها كل عوامل الجذب الجماهيري، قصة شعبية يسهل التماهي معها ويسهل أن تتحوّل إلى بُعديْن فقط، صراع ما بين خير وشر بغضّ النظر عن الحقيقة التي تجري على الأرض، لدرجة أننا نحن مَن نعيش في داخل سوريا ونُدرك أبعاد ما يحدث على الأرض، أصبح العديد منا يخشى أن يُعلن موقفه الحقيقي، أن يقول إن ما يحدث مختلف تماماً خوفاً من أن يُتّهم بأنه ليس ثائراً وليس ديمقراطياً وأن يُتّهم بأنه شمولي وعميل للنظام أو "شبّيح" كما درج الإعلام على تسمية كل مَن يوالي الدولة السورية.
مفاصل قاسية مرّ بها الإعلام السوري شدّت الخناق حول العنق السورية إذ حُجب أيّ صوتٍ مختلف ومعارض ومُنع من الوصول إلى الجماهير لتخلو الساحة أمام رواية واحدة تدير الأحداث الضخمة والمفصلية والحسّاسة كتفجير مبنى الأمن القومي.
حبيب سلمان: حصلت صدمة وإرباك ولكن سرعة اتخاذ القرارات وتعيين وزير للدفاع مباشرةً ورئيس أركان بدلاً من القادة الذين استشهدوا أعادت مباشرةً زمام المبادرة للإعلام لكي يتجاوز هذه الصدمة التي كانت قاسية جداً. حجم الضغوط التي مورست على سوريا، الحصار الكبير على الإعلاميين وأيضاً الحصار التقني، وقرارات وزراء الخارجية العرب بإنزال القنوات التلفزيونية السورية عن الأقمار.
شادي حلوة: كانت هناك خطط لإسقاط حلب إعلامياً كما سقطت إدلب، نحن نتحدّث عن مدينة لطالما تشدّق إردوغان بأنه سيقوم بزيارتها بعد أن" تُحرَّر" من الجيش العربي السوري.
حبيب سلمان: تردّد أن عُمْر النظام كما أطلقوا عليه القيادة أو الرئاسة في سوريا، كانوا يلوّحون أنه أسبوعان أو شهران.
هبة محمود: هذا ما قُدّم عن سوريا، ماذا قُدّم في المقابل من سوريا؟
نهلة عيسى: في الحقيقة هناك بوْن شاسع بين ما قُدّم عن سوريا وبين ما قُدّم من سوريا، البوْن الشاسع سببه أولاً أن هؤلاء كانوا مُستعدّين، لديهم خبرات وميزانيات ولديهم وضوح رؤية وهدف. الإعلام الوطني والإعلام الذي والى الإعلام الوطني أُخذ على غفلة.
حبيب سلمان: الإعلام السوري كما الدولة السورية تلقّى الصدمة الأولى، دعيني أكون صادقاً، أشهر في موقع ردّ الفعل ومن ثم استوعب الصدمة وبدأ يعرّي كل ما يجري من خلال الحقائق والوقائع.
رفيق لطف: كان الإعلام أمام مشكلة كبرى يجب أن يواجهها، صار هناك نوعٌ من الانتفاضة، أنت أمام حرب جديدة لستَ متمرّساً فيها فكانت هناك حال دفاعية بدايةً، هذه الحال الدفاعية استمرّت لفترة طويلة وفي ما بعد استطاع الإعلام السوري أن يبدأ بطريقة أخرى بحيث أنه يستطيع أن يكشف الطرف الآخر وما كان يخطّط له.
شادي حلوة: هناك الكثير من المراحل التي مرّ بها الإعلام السوري وخاصةً أننا كإعلاميين لم نكن مُهيّئين ومُدرَّبين في بداية الحرب على التغطية الميدانية أو حتى على إعداد التقارير الميدانية الحربية، فكان الميدان هو الذي يدرِّب الإعلامي في الحقيقة.
نهلة عيسى: الإعلام الوطني اكتفى بنقل الصورة ولم يُجِد صناعتها، كان هناك عدم رغبة من الدولة السورية بجعل الأمور تذهب إلى مرحلة الاصطفاف النهائي بمعنى إما مع وإما ضد.
شادي حلوة: كانت هناك حرب إعلامية شرسة جداً بأنه تمّ فكّ الحصار عن حلب وأنها ستتحرَّر وانقلب السحر على الساحر، لم نكن ننام في تلك الفترة، مَن كان سيثبت لكل العالم أن لعبة الكيميائي في خان العسل كانت صنيعة وهم مَن استخدموها لولا وجود الإعلام السوري على الأرض. كنتُ من أوائل المراسلين الذين دخلوا إلى تلك المنطقة ووثّق كل شهادات الأهالي. دائماً في حلب وغيرها كان الإعلام سلاحاً مهماً جداً وفعّالاً ومتواجدين على الأرض.
انتقال الإعلام السوري إلى مرحلة الردّ جعله في مواجهةٍ مباشرة مع الإعلام الآخر الذي وضعه بشكلٍ واضح في مرمى الاستهداف الصريح والشرس.
هبة محمود: رُفع كثيراً شعار "الإعلام السوري كاذب"، لماذا؟
حبيب سلمان: إذا تابعتِ مجريات الأحداث التي تمّت في تونس وليبيا ومصر لم يُرفع هذا الشعار سوى في سوريا لسببين حقيقيين، الانتماء الكبير الذي أبداه الإعلام السوري وتبنّيه الكامل لدولته ولخطاب الدولة السورية. كان هناك تفنيد لكل ما يُبثّ على منصّات وإعلام القنوات الأخرى، عندما يتحدّثون عن حدث في منطقة مُعيّنة كان فريقاً من وسائل الإعلام السورية يذهب ويقوم ببثّ مباشر.
رفيق لطف: إن لم يكن الإعلام السوري مؤثّراً فلماذا كل هذه الاتهامات اليوم! الإعلام السوري نجح على الأرض أكثر، كان لديه كوادر قوية كانت تعمل انطلاقاً من عقيدة، لذلك حينما كانوا ينزلون إلى الأرض كنا نرى مراسلين قلّ مثيلهم.
شادي حلوة: الإعلامي لم يكن فقط مصدراً للخبر وإنما كان يقوم بالتوثيق وتقديم كل المعلومات، في إحدى المراحل كان السيّد وزير الإعلام عمران الزعبي والسيّد وزير الخارجية وليد المعلّم رحمهما الله على اتصال بالدقائق.
حبيب سلمان: أعتقد أنه فاجأهم وجود وحضور وثقة الشعب السوري بإعلامه خاصةً بعد أن انتقل الإعلام من مرحلة امتصاص الصدمة إلى مرحلة المواجهة والفعل وليس ردّ الفعل، وبالتالي رفعوا شعارات "الإعلام السوري كاذب"، وحرّضوا في أكثر من مسيرة ضدّ الإعلاميين، استهدُفت بعض وسائل الإعلام، المبنى الذي نحن موجودون فيه تعرّض للتفجير من الداخل وأيضاً لتفجير سيارة مفخّخة على سور الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، الإخبارية السورية أيضاً دُمِّرت ونُسِفت وتمّ الاعتداء بوحشية على الإعلاميين، استُهدف الإعلاميون في مناطق وجودهم.
شادي حلوة: نحن أمام حال لا يمكن أن تلتزمي فيها الحياد، كيف أكون حيادياً في قضية تخصّ الوطن، سأكون منحازاً تجاه قضيّتي كمواطن سوري وكإبن مدينة حلب وكإعلامي.
حبيب سلمان: كان مراسلونا جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري وفي ساحات الميدان، وأصيب زملاء كثر وارتقى خلال هذه السنوات من العدوان 40 شهيداً وشهيدة، وكان لدينا حوالى 116 مصاباً.
شادي حلوة: كان هناك تهديد دائم ومحاولات كثيرة لوضع عبوات ناسفة سواء لي أو لغيري، نحن نتحدَّث عن خمس إصابات ومحاولة اغتيال، وأنا كنتُ الإعلامي الوحيد في سوريا الذي يتمّ استهدافه بعبوة ناسفة بجانب سيارتي ولكنني لم أمت. رغم كل ما حصل أخذنا القرار بالبقاء في الميدان.
اعتمد الإعلام السوري بشكلٍ كبير على كوادره البشرية والخبرات والمبادرات الفردية ولا سيّما في التجارب الاستقصائية كفيلم "ڨيتو" الذي كشف كيفية فبركة الأحداث وتصويرها، وعُرض في مجلس الأمن الدولي وأوسلو.
رفيق لطف: كنتُ مقيماً في أميركا وكنتُ أتابع ما يجري في مصر وفي بعض الدول كتونس وغيرها، ودخلتُ ضمن هذه المجموعات وسمعتُ منهم الكثير من المخطّطات التي تستهدف سوريا وكنتُ أسجِّل.
هبة محمود: مجموعات ماذا؟
رفيق لطف: مجموعات بعضها خليجي وبعضها من تركيا وبعضها الآخر من دولٍ غربية، كانوا يتواجدون في برنامج إسمه Paltalk، بدأتُ في بابا عمر حيث كانت مدرسة التضليل الإعلامي هناك. تمّ تدريب الكوادر وإرسال المراسلين من دول غربية بأعداد كبيرة جداً، لقد وثّقتُ كل ذلك بالأسماء والصوَر أثناء وجودهم داخل بابا عمر علماً أنه لم يكن أحد يعلم أن هناك أيّ جهة خارجية موجودة في بابا عمر، الذي كانوا يعرفونه أن هناك أشخاصاً سوريين يتحدّثون إلى الإعلام وينقلون الحقائق.
نهلة عيسى: كل ما تابعناه في العشر سنوات الماضية كان حقائق مصاغة تلفزيونياً، إعادة إنتاج للواقع وليس واقعاً.
رفيق لطف: في الغرف السوداء كانوا يضعون كيفية وآلية عملية البثّ المباشر الذي يُسمّى بال "تو واي"، استخدموا في ذلك الوقت برنامج bambuser وهو عبارة عن موقع يقدّم خدمة نقل البثّ المباشر من خلال الموبايل، رأيتُ المراسل وهو على أرض الواقع وفي الوقت نفسه أرى القناة والحديث الدائر بينهما لأنني أسمع ما يدور بين القناة من جهة والمراسل من جهة أخرى قبل أن يظهرويبدأ بنقل الحدث، بإمكاني أن أريكِ الصورة قبل البثّ وبعده. هذا الأمر شكّل صدمة لهم أنني كيف دخلتُ، وحين تحدَّثتُ عن داني عبد الدايم الذي استخدم هذا الأمر وقام بهذه التمثيليات وقال إنه لا توجد معركة، وظهر لاحقاً على السي أن أن وخلفه حرائق وتفجيرات وقتلى في الشوارع وهو يدّعي أنهم يسحبون الجثث في حين أن واقع الأمر في الصورة التي أظهرتُها وهو يقف لمدة نصف ساعة ويقول إنني متعب وأريد أن أنام، كان الجو هادئاً ولم يكن هناك أيّ صوت.
هبة محمود: أين أخطأ الإعلام السوري وأين أصاب؟
نهلة عيسى: حاول جهده بأن يقدّم الحقيقة، لم ننتبه في سوريا إلى أن الإعلام أصبح واحداً من أدوات الحرب، وبالتالي كان يجب أن نكون مستعدّين أكثر، ولو كانت لدينا هذه الجاهزية لربما كنا تفادينا الكثير من العقبات.
حبيب سلمان: أعتقد أنه تأخّر قليلاً كي يكون فاعلاً وأن يخرج من دائرة ردّ الفعل، ولكن الصدمة كانت كبيرة جداً.
رفيق لطف: الإعلام السوري أخطأ بأنه لم يعمل على الأعمال الاستقصائية واعتمد على التحليل بالدرجة الأولى، وأنتِ تعلمين أن التحليل بالنسبة للشارع غير مُقنع لأنه عبارة عن رأي، هم حاولوا تقديم برامج وثائقية ولكنها لم تكن بالمستوى المطلوب.
شادي حلوة: في الميدان كان الرقم واحد، في الأمور الخدمية والمعاشية ونقل الواقع من الشارع كان لدينا الأريحية الكبيرة جداً.
إدراك مكامن القوّة والضعف في الحرب الإعلامية يقتضي معرفة السياق التاريخي لتطوّر الأحداث، وكيف كانت تُدار الجولات التمهيدية والتبريرية ولماذا.
حبيب سلمان: كان الهدف الأساسي هو الوصول إلى سوريا، سوريا كما تعلمين هي عقدة المنشار في المخطّطات الغربية. عند احتلال العراق قدّم كولن باول فاتورة شروط على سوريا.
نهلة عيسى: رُفِضَت هذه المطالب آنذاك من الرئيس الأسد، كان واضحاً أن هناك قراراً بالحرب على سوريا، وبالتالي كان غريباً ألا يكون إعلامنا الوطني مستعداًّ وأن يرتجّ بهذا الشكل.
حبيب سلمان: نعمل حالياً على تحقيق شخصية واضحة ومتخصّصة لكل قناة سورية سواء تلفزيونية أو إذاعية، ونعمل أيضاً على التخصّص البرامجي وعلى إعادة تأهيل وتدريب الكوادر.
رفيق لطف: للأسف نحن نفتقر في هذا الزمن إلى الإعلاميين، الإعلام اليوم هو أساس في إدارة أية لعبة على الأرض خاصةً في السياسة وغير السياسة.
نهلة عيسى: ساعد في ما بعد ظهور قنوات صديقة وحليفة قلّصت هذه الفجوة، لديها إمكانيات وخبرات أفضل.
أمام الإعلام السوري تحديات كثيرة، فأدوات الحرب الناعمة تتغيّر باستمرار، ووسائل التواصُل الاجتماعي مثالٌ على ذلك بفضائها الفوضوي الذي بات ساحة جديدة للعبةٍ ذات قواعد أقلّ انضباطاً وربما أكثر تأثيراً.
حبيب سلمان: في سوريا كان هناك قرار بعدم حَجْب وسائل التواصُل الاجتماعي، بالتالي فإن معركة التواصُل الاجتماعي هي معركة مستمرة.
رفيق لطف: مواقع التواصُل هي أول مَن يردّ على أية أكذوبة، تسبق الإعلام، إذاً أصبحت هناك حال من الوعي لدى الشعوب بشكلٍ عام.
نهلة عيسى: لا تنسي أن الانطباع الأول يدوم طويلاً، هم تسيّدوا في السنة الأولى كل الشاشات، كانت عشرات آلاف الصوَر تنهمر على رأس الناس يومياً وهذا يؤدّي إلى حال عدم يقين.
رفيق لطف: الإعلام الغربي نجح بقوّة خلال الأزمة لأن هذا ملعبه، كان يُجيد اللعبة تماماً واستطاع أن يُقدّم مادة إعلامية يُقنِع بها الشارع، لكن بما أنه كان هناك تصدّ وردّ على هذا الإعلام بدأت هذه القنوات تفقد مصداقيّتها.
حبيب سلمان: البعض يظنّ أن دور الإعلام أصبح أقلّ أهمية عن بداية الحرب، أعتقد أن دور الإعلام في هذه الأيام هو أكثر لأن معسكر الأعداء انتقل من الحرب التقليدية الصلبة إلى الحرب الناعمة التي يعتمد في أساسها على الإعلام.
شادي حلوة: إن شاء الله كما انتصرت سوريا إعلامياً بنقل الواقع العسكري سننتصر إعلامياً بنقل الواقع والتحرّر من براثن القرارات المُجحفة بحق الاقتصاد السوري والشعب السوري.
رفيق لطف: اللعبة القديمة انتهت، أن تخترعي شيئاً وتقنعين به الشارع بسهولة، ليس لأن إعلامنا قوي بل لأن الذي يعيش في منطقة فيها حدث أصبح يفهم هذه اللعبة.
وجباتٌ جاهزة ومتخِمةُ قُدّمت لشعوب العالم عن حرية الإعلام واستقلاله، اليوم باتت فاسدة ومُنتهية الصلاحية، وأمام إمبراطورياتٍ إعلامية هائلة الإمكانيات المادية والقدرات الفنية صمد البيت السوري بأدواتٍ بسيطة وكوادر بدت وكأنها تقاتل بالسلاح الأبيض وتتدرَّع بالإيمان المُطلق وتسير على قاعدةٍ واحدة، لا خيار إلا المُضيّ إلى الأمام، هذا ما حدث.