النسخة
En Es
شبكة الميادين
  • الأخبار
  • الفيديو
  • الشاشة
  • إنفوغراف
  • اقرأ
  • رياضة
  • ثقافة وفنون
  • بودكاست
  • وظائف
  • المزيد
    • مجتمع
    • بيئة
    • علوم وتكنولوجيا
    • صحة
    • أخبار منوعة
  • • مباشر
أخبار
  • الأخبار العاجلة
  • سياسة
  • اقتصاد
الفيديو
  • الميادين GO
  • تقارير أونلاين
  • فقرات
  • وثائقي الويب
  • ومضات
الشاشة
  • آخر الحلقات
  • قريباً
  • نشرات الأخبار
  • البرامج
  • تقارير إخبارية
  • وثائقيات
اقرأ
  • مقالات
  • الكلمة الأسيرة
  • رأي
  • تحليل
  • متابعات
  • صحافة
  • المدونة
إنفوغراف
رياضة
  • أخبار رياضية
ثقافة وفنون
  • أخبار ثقافية
  • أخبار فنية
  • فضاءات
  • تحقيقات
المزيد
  • مجتمع
  • بيئة
  • صحة
  • علوم وتكنولوجيا
  • أخبار منوعة
مباشر
  • التغطيات
  • ترددات البث
بودكاست
  1. الرئيسية
  2. حلقات تلفزيون
  3. لبنان
  4. ميرفت وهيستر: توأم يلتحم بعد 45 عاماً

ميرفت وهيستر: توأم يلتحم بعد 45 عاماً

17 آذار 20:30 تقديم: لانا مدور إعداد: لانا مدور إخراج: تيدي حبيب المنتج: لور الموراني الشخصيات المشاركة: ميرفت فواز، هيستر بوميستر، خليل عجور - محامي

لستة وأربعين عامًا، كانتا تنظران إلى القمر نفسه .. وتدوسان الأرض نفسها. كانتا تشعران بخفقان القلب نفسه… قلب الأم التي حملتهما… كانت واحدة هنا…وأخرى هناك… بينهما قارات وأبحر… وشر وظلم وجشع. وفي غفلة، وبعد تعاقب الخيبات، انفتح ثغر السماء… هذا المدى الذي فرّق أختين، التحم وتقلص، وكانت إحدى تلك النهايات السعيدة حيث يقول الراوي، وهو يُعلن انتصار الأبطال الخيرين على الأشرار: "اسمعوا، لا أحد يستطيع قتل حقيقة وراءها روح تسعى وقلب يؤمن، مهما طال الزمن….لأن لا شيء مستحيل".

 

لانا مدوّر: ما اسمكِ؟ 

هستر ياناكا بوميستر. 

لانا مدوّر: ما اسمكِ؟

ميرفت ديب فواز.

لانا مدوّر: ما هو تاريخ ميلادك؟

هستر بوميستر: 16 نوفمبر 1977.  

لانا مدوّر: ما هو تاريخ ميلادك؟

ميرفت فواز: 16/11/1977.

لانا مدوّر: مَن سمّاكِ هيستر عندما وُلدتِ؟

هستر بوميستر: والديّ بالتبنّي، يان وهني. 

لانا مدوّر: مَن سمّاكِ ميرفت؟   

ميرفت فواز: أمّي فاطمة. 

لانا مدوّر: أين عشتِ خلال طفولتك؟

هستر بوميستر: في هولندا، لقد ترعرعتُ في مزرعة. 

لانا مدوّر: أين عشتِ طفولتك؟ 

ميرفت فواز: في لبنان، الشياح. 

لانا مدوّر: متى علمتِ أنكِ كنتِ طفلةً مُتبنّاة؟ 

هستر بوميستر: عندما كنتُ في الرابعة من عمري على ما أعتقد لأن اللحظة التي استطعتُ فيها إدراك الأمر أخبرني والديّ بالتبنّي بأنني وُلدتُ في لبنان وتبنّوني، فلطالما كنتُ فخورة إذ كنتُ أقول في صِغري إنني مُتبنّاة من لبنان، ولم أكن أدرك المشاعر والعواطف التي كانت مجبولة بذاك الكلام.

لانا مدوّر: هل كنتِ تشعرين بالفخر؟

هستر بوميستر: أجل لأن والديّ أخبراني بأن الأمر كان مميّزاً بحق، وكانا يضفيان على الأمر طابعاً جمالياً، لا لم أكن أعرف حقاً، لم أكن أنا وإختي المُتبنّاة نعرف حقاً ما معنى التبنّي، وعندما يتساءل الناس عن حقيقة الأمر يعدّون المسألة مثيرةً للاهتمام، ونحن حالياً نقول إنه جرى تبنّينا من لبنان فقد كنا على متن إحدى الطائرات، لذا فإن الأمر مميّز حقاً لكن الداخل يبعث على الألم.  

لانا مدوّر: متى استطعتِ إدراك المعنى الحقيقي لكونكِ طفلة مُتبنّاة؟ 

هستر بوميستر: أعتقد أنه خلال دراستي كان عليّ أن أكتب كيف أصحبتُ الشخص الذي أنا عليه، وقد أثار ذلك الكثير من التساؤلات لأنني لم أكن أمتلك كثيراً من الإجابات.

لانا مدوّر: كم كان عمركِ؟ 

هستر بوميستر: 17 عاماً، لكن عندما كنتُ في الخامسة عشرة من عمري كنتُ أفكّر كثيراً، لطالما كنتُ أشعر بأن شيئاً ما ليس على ما يرام، وأنه ثمّة خطبٌ بي أو كنتُ أفتقد شيئاً، لم أعرف ما الأمر لذا تحرّيتُ عن كثيرٍ من الأمور بشأني، أردتُ التوصّل إلى الحقيقة حتى وإن كانت مؤلمة فأنا باحثة عن الحقيقة.  

لانا مدوّر: ما الذي كنتِ تعرفينه عن لبنان خلال طفولتك؟ 

هستر بوميستر: لطالما كانت أمّي تروي لنا القصة بكثيرٍ من الفخر وقد قالت إن كل شيء جيّد، ولقد أحبّت لبنان. والدي كان قلقاً بسبب الحرب في البلاد وكان حذِراً قليلاً في شأن ذلك إلا أن أمّي بالتبنّي كانت تبتسم، وقبل أن أذهب كانت جاثية على ركبتيها على الأرض حاملةً خارطة بيروت بين يديها وقالت لي ليتني أستطيع الذهاب معكِ، لكنني اعتذرتُ إذ عليّ المضيّ بمفردي. لقد ذهبنا عام 2004.  

لانا مدوّر: لقد أتيتِ مع أمّك إذاً؟      

هستر بوميستر: نعم أتيتُ في البدء مع أسرتي وقمنا بجولة في صيدا وبعلبك وصور وإلى جبال الأرز إضافةً إلى جبيل، وكانت تلك المرة الأولى التي أدرك فيها أنني هناك، وقد شعرتُ بأنني في وطني فعلاً، وفي كلّ مكانٍ كنتُ فيه كنتُ بحاجة إلى خلوةٍ مع نفسي. لقد فكّرتُ كثيراً وانتابتني الكثير من المشاعر، بكيتُ كثيراً. عندما أقلعت الطائرة خارج بيروت شعرتُ بأن معدتي تقطّعت إرباً، وقد تحدّثتُ إلى أحدهم بشأن هذا وقد أخبرني بأن الأمر أشبه بفكرة أن هذه العلاقة قد قُطعت مجدّداً.   

لانا مدوّر: أليس الأمر غريباً لأنك ترعرعتِ في هولندا.

هستر بوميستر: أعي ذلك لكنني شعرتُ حقاً بأنني في وطني، ولنصف عامٍ من الزمن شعرتُ بأنني منفصلة عن هولندا، وقفتُ أمام بيتي لنصف ساعة وتساءلتُ ماذا أفعل هنا، لم أرغب في الدخول، وقد استحضرتُ أغنية ل"دايدو" هي "الرمال في حذائي"، ما زالت الرمال في حذائي، كلمات هذه الأغنية تعبّر بالضبط عما شعرتُ به. وما زالت في حذائي رمال.  

لانا مدوّر: ما أصعب لحظة في حياتكِ إذا ما استطعتِ استذكار أصعب لحظات حياتك، عندما بدأتِ بالتساؤل أكثر فأكثر عن جذورك وأصولك وهويّتكِ ومَن تكونين؟   

هستر بوميستر: أجل إنها مسألة مرتبطة بالحياة.

لانا مدوّر: بحياتكِ كلها؟

هستر بوميستر: نعم.

لانا مدوّر: يا للعجب.  

هستر بوميستر: عذراً لا أريد لدموعي أن تنهمر. إبراهيم الرجل الذي تبنّاني من جمعية أبناء الأرز، لقد روى للناس القصة نفسها، حاولتْ والدتي بالتبنّي أن تسأل عني فلاحقاً ستكون لديّ أسئلة، فقال لها من الأفضل ألا تسألي وألا تعرفي الحقيقة، أدركتُ الآن لماذا قال لها ذلك.     

لانا مدوّر: ماذا كان إسمه؟ 

هستر بوميستر: إبراهيم شمايل، كان من جمعية أبناء الأرز.

لانا مدوّر: لديه جمعية؟ 

هستر بوميستر: نعم. 

لانا مدوّر: وكان معروفاً بأنه قسّيس.

هستر بوميستر: نعم.   

لانا مدوّر: هل كان قسّيساً حقاً؟ 

هستر بوميستر: يُفترض ذلك، قالوا لي إن والدتي كانت امرأة مسيحية وكانت عزباء ولكنها لم تكن متزوّجة، كان ثمّة شيء كالثأر في العائلة لأنه كان من العار أن تحمل المرأة من دون زواج وكانت ستُقتَل، لهذا السبب ذهبتْ إلى المدينة الكبيرة لتلد.

لانا مدوّر: يا لها من قصةٍ اخترعوها.   

هستر بوميستر: وذهبتْ إلى الكلية، هذا ما قالته، فأنجبتْ الطفل ثم عادت إلى المنزل، هذه هي القصة التي قالوها لنا.

لانا مدوّر: وهل صدّقتِ هذه القصة؟  

هستر بوميستر: لقد كتبتُ أغنية عنها، تعرّفتُ إلى رجلٍ على الإنترنت، المسلم الوحيد الذي أعرفه من لبنان إسمه محمد وأخبرني بأن كل شيء هراء، لكن لا هذه هي الأغنية، أخبرني عن جواز السفر البني وعن شمايل والحكومة وأنّ كل شيء مزوّر، وقد تحدّثتُ الآن إلى كثير من المُتبنّين الآخرين وربّما لا إجابات لديهم، لكنهم ذهبوا إلى بيروت وذهب أحدهم إلى الحكومة، قال لي هذه أوراق مزوّرة، بحوزتنا جميعاً الأوراق نفسها، لديّ أيضاً هذه الورقة التي تنصّ على أن الطبيب يعلن وهو لم يكن طبيبي، يعلن أن الأمّ قد تخلّت عن الرضيع بمحض إرادتها.

لانا مدوّر: لكن ذلك كذب.

هستر بوميستر: نعم، لأنهم أخذوني بعد ولادتي وقالوا إنه ثمّة خطبٌ في قلبي. 

لانا مدوّر: كنتِ تتحدّثين مع المُتبنّين الآخرين من اللبنانيين؟

هستر بوميستر: ثمّة نحو 300 منهم.

لانا مدوّر: أيعرف بعضكم بعضاً؟  

هستر بوميستر: أجل كلنا ننتمي إلى جمعية واحدة "أبناء الأرز"، إنه إسم المنظمة التي تبنّتنا. 

لانا مدوّر: جميعهم يريدون أن يعرفوا هويّاتهم وآباءهم

هستر بوميستر: نعم.

لانا مدوّر: 300 شخص؟     

هستر بوميستر: في هولندا فقط على ما أعتقد وأيضاً في السويد والبرازيل وسويسرا وفرنسا وبلجيكا. 

لانا مدوّر: أهذه أنتِ؟

هستر بوميستر: أجل، كلّ يومٍ مزيّف، كذب وهراء، عيناي مفتوحتان كلياً والحيرة تخيّم على الأرجاء، الوقت قد حان للمضيّ قُدُماً في الأغنية، أريد معرفة السبب، عندما ظهر الألم بعد أن خبّأته بما فيه الكفاية ولا يمكنني التظاهر بعد.  

لانا مدوّر: تملكين صوتاً جميلاً بالمناسبة. هيستر ما الشعور الذي كان يخالجكِ عندما لم تستطيعي إيجاد أية معلومة عن والديكِ؟      

هستر بوميستر: في العام التالي عدنا إلى البلاد وقال والدي لا تبحثي عن أحد، كانت والدتي بالتبنّي عاطفية جداً، كانت تريد الذهاب إلى الفندق الذي أخذوني منه وتبنّوني، ونفّذتْ ذلك بالفعل، ما زالت تتذكّر منطقة الحمرا ومن ثم بدأت تبكي.

لانا مدوّر: إذاً جئتِ إلى لبنان للبحث عن عائلتكِ فحسب.    

هستر بوميستر: نعم ذهبنا إلى المستشفيات وسألنا عن الدكتور جميل مالك لكن لم يسمع عنه أحد.     

لانا مدوّر: لعلّه كان إسماً مستعاراً.      

هستر بوميستر: أعتقد ذلك، ثم عدنا إلى هولندا وانتابني الحزن بالطبع، ومن ثم قلتُ إن عليّ تقبُّل أن الفصول الأولى من حياتي كانت موجعة جداً وسأحمل هذا الألم معي طيلة حياتي، ومن ثم بدأتُ أشعر بالارتياح تجاهه أكثر لأن عليّ تقبُّله لا محالة، لكن لم تجمعني أية صلات دمٍ بأحد، لستُ متزوّجة وليس لديّ أطفال وليس لديّ أقرباء تجمعني بهم صلة دمٍ، لقد ذقتُ طعم الوحدة حقاً.  

لانا مدوّر: ميرفت أنتِ وُلدتِ في العام 1977 وعشتِ في بيروت.

ميرفت فواز: صحيح في الشياح بين أبٍ وأمّ وعائلة طبيعية وإخوة، عشتُ في محيطي وبيئتي، كنتُ سعيدة جداً بطفولتي، كنتُ مدلّلة.     

لانا مدوّر: هل كنتِ تعرفين بأن لكِ أختاً توأماً؟ 

ميرفت فواز: نعم بعُمر التاسعة، سمعتُ أن توأمي توفّيت، كنتُ دائماً أحبّ أن أسمع عن كيفية وفاتها، سألتُ أمّي، فقالت لي إننا وُلدنا بوزن كيلوغرامين، كنتُ أنا التي وُلدتُ أولاً، وقالت لها الطبيبة إن أختي وُلدت ضعيفة وتعاني من مشاكل صحية ويجب وضعها في الحضّانة، كانت عيادتها في حارة حريك، وأخبرتهما بأنه لا لا توجد لديها حضّانة في العيادة وبأن عليها أخذها إلى مستشفى معربس في عين الرمّانة، عاد والديّ إلى منزلهما في الشياح، ذهبت أختي في اليوم التالي وأخبرتها الطبيبة أن أختي التوأم توفيت ليلاً واضطروا إلى دفنها، ذهب أبي إلى المستشفى وتشاجر معها.  

لانا مدوّر: هل تعرفون إسم الطبيبة؟  

ميرفت فواز: القابلة القانونية أوديت عون.     

لانا مدوّر: وأنتم صدّقتم هذه الرواية.

ميرفت فواز: نعم، سألها والدي عن مكان الدفن فأرشدته إلى المكان، ذهب أبي إلى المقبرة حيث قال له هناك أحدهم إنه من غير الجائز نبش القبر، وسابقاً لم يكونوا يدقّقون في هكذا أمور. 

لانا مدوّر: أيام الحرب.

ميرفت فواز: نعم، أعتقد والديّ أن الطبيبة محقّة خاصةً وأننا وُلدنا بوزن كيلوغرامين. عاد والدي إلى المنزل وأخبر أمّي بأن أختي توفّيت. 

لانا مدوّر: هل تعرفون مكان هذه القابلة القانونية أو مصيرها؟ 

ميرفت فواز: يُقال إنها توفّيت ولكنها سافرت إلى فرنسا وكانت متزوّجة من ضابط في الجيش الفرنسي، وأُشيع عنها أنها كانت تبيع الأطفال. كانت هناك امرأة خرساء في المقبرة أشارت إلى موضع القبر وقالت بألا أحد دُفِن هنا، أردتُ أن أصدّق هذه الرواية وأصبح لديّ أمل وشعرتُ بأن توأمي على قيد الحياة. 

لانا مدوّر: في اليوم الذي قرّرتِ فيه أن تقدّمي طلباً لإجراء فحص الحمض النووي على الإنترنت، ماذا حدث؟ 

هستر بوميستر: لا أعرف، الله دفعني إلى ذلك.

لانا مدوّر: هل تذكرين ذلك اليوم؟

هستر بوميستر: بالطبع، لا أذكر كل الأيام التي مررتُ بها لكنني أذكر ما شعرتُ به آنذاك إذ زرع الله فيّ إحساساً يحثّني على اتخاذ هذه الخطوة حينذاك. كنتُ أشاهد التلفاز وشعرتُ بأنه عليّ أن أطفئه وأصلّي، أنا مسيحية والإنجيل يقول إن لا شيء مستحيل مع وجود الإيمان ولجأتُ إلى الله. وفي اليوم التالي اكتشفتُ أن حمضي النووي أنا وديما متطابق بنسبة 17%.

لانا مدوّر: إبنة خالتك؟ 

هستر بوميستر: نعم، في اليوم التالي.   

ميرفت فواز: في 6 كانون الأول من العام 2022 اتّصلت بي إبنة خالتي من أميركا وأخبرتني بأن أمراً غريباً حدث معها، هي تدرس علم الأحياء وأرادت بسب الفضول أن تُجري فحص الحمض النووي لتعرف الأمراض الوراثية في عائلة أمّي، فوضعت النتيجة في موقع 23 and me، فتمّ إرسال رسالة إليها مفادها بأنها مُتطابقة مع فتاة لبنانية مُتبنّاة تبحث عن أهلها وهي القريبة الأولى لها بنسبة 17.25%، أرسلت لي الصوَر في المساء، صورتها وهي صغيرة وكأنها أنا، صُدِمتُ من الشبه بيننا، قالت لي إبنة خالتي إن تلك الفتاة تريد أن تكلّمني، وافقتُ على الأمر وقرّرتُ إجراء فحص الحمض النووي لنقارن وأجعلها تستريح من دون أن أعرف أنها أختي.   

هستر بوميستر: أخبرتني أن أمّي وأبي البيولوجيين قد وافتهما المنيّة لكن لديكِ أخت توأم فقلتُ ماذا؟              

لانا مدوّر: انصدمتِ؟

هستر بوميستر: أجل، لم أستطع تصديق ذلك لكن كل ما في داخلي كان يقول لي هذا ما شعرتِ به طوال حياتك، كنتُ مُتحمسّة جداً ولم أستطع تفسير ما يخالجني. 

لانا مدوّر: لنتذكّر ما حصل. 

هستر بوميستر: حسناً.  

لانا مدوّر: الآن تريدين الاتصال بميرفت، ماذا حصل؟  

هستر بوميستر: المرة الأولى؟

لانا مدوّر: نعم. 

هستر بوميستر: كانت كلٌّ منا تنظر إلى الأخرى.

ميرفت فواز: حين رأيتها رجفت ركبتاي، نظراتها تشبه نظراتي، إبنتي قالت لي سبحان الله إنها عيناكِ.

هستر بوميستر: لم أستطع تصديق ذلك وعائلتها كلها كانت تحدّق بي، كنتُ مصدومة، لم أستطع تصديق ما يحصل وهي كانت مصدومة أيضاً، كنا ننظر إلى بعضنا بين الفينة والأخرى، لم نصدّق ما يحصل.

ميرفت فواز: قلتُ هذه هي توأمي. قبل أن تصل انهرتُ وبكيتُ كثيراً، لا أعلم إذا ما كنتُ سعيدة أم حزينة، كنتُ أريد أمّي، مَن كنتُ معها في بطن أمّي لتسعة أشهر سأراها بعد 45 سنة، إحساس لا يوصف. 

هستر بوميستر: أدركتُ أنني طيلة حياتي كنتُ أعيش بنصف قلب بسبب الألم الذي شعرتُ به في الكنيسة، كانت تبكي، جلّ ما أردتُ فعله هو احتضانها وطمأنتها، شعرتُ وكأننا شخص واحد في تلك اللحظة وأردتُ احتضانها وشعرتُ بأن الأمر ليس غريباً عليّ.

لانا مدوّر: بعد 45 عاماً؟

هستر بوميستر: نعم.    

لانا مدوّر: يا إلهي. 

هستر بوميستر: إنها مدة طويلة جداً.        

ميرفت فواز: شعرتُ بالظلم الذي تعرّضتْ له هستر، سُرِقت وبيعت وعاشت في بيئةٍ لا تنتمي إليها، كل هذا بكفّة وأنها لم تعش مع أمّي بالذات فهو ظلمٌ بحدّ ذاته.  

لانا مدوّر: منذ متى لم تأتِ إلى هنا؟ 

ميرفت فواز: منذ وفاة أمّي من 22 سنة.

لانا مدوّر: هذه المرة الأولى التي تعودين فيها؟

ميرفت فواز: نعم. 

 لانا مدوّر: والدتكِ توفّيت هنا في حادثة صعبة، كيف حصل ذلك؟

ميرفت فواز: تعرّضتْ لصعقةٍ كهربائية أثناء وجودها على سطح المبنى. 

لانا مدوّر: كان من المفترض أن تترعرعي هنا، كيف تشعرين؟

هستر بوميستر: من المفترض أن تكون شقّتنا هنا، الأمر عجيب.  

لانا مدوّر: كانت الشقّة هنا وهذا كان متجر والدكِ، كان من المفترض أن تكون ذكرياتكِ هنا. 

هستر بوميستر: نعم. هذا كان متجر والدينا؟ 

ميرفت فواز: نعم. 

هستر بوميستر: وكنا نعيش في الطابق الرابع وأخبروني أن أمّي وقعت من الطابق ال 11. 

لانا مدوّر: لآخذ صورة لكما معاً.

هستر بوميستر: نعم. مرحباً أمّي اجتمعنا مجدّداً، نحن بخير.  

ميرفت فواز: هي حيّة يا أمّي. 

هستر بوميستر: كيف أقول شكراً لكِ لأنك أعطيتني الحياة؟ نحن بخير، نحن معاً، هذه المرة الأولى التي أكون فيها قريبة من أمّي.

لانا مدوّر: أنت تتابع قضيّتهما حضرة المحامي خليل؟ 

خليل عجور: نعم. 

لانا مدوّر: الموضوع في القانون اللبناني يُعتَبر جريمة.

خليل عجور: من أشدّ الجرائم وأخطرها. 

لانا مدوّر: حتى وإن كان في وقت الحرب؟

خليل عجور: نعم. 

لانا مدوّر: هل ملف بيع الأطفال خلال الحرب هو ملف كبير؟ 

خليل عجور: على الأرجح نعم لأنهما تعرّفتا على بعضهما البعض عن طريق الصدفة التي كشفت جريمة الخطف. ابتداءً من هذه اللحظة سنتقدّم بإخبارٍ إلى النيابة العامة التمييزية في هذا الموضوع. يبدو أنه كانت هناك عصابة منظّمة لبيع الأطفال خلال فترة الحرب اللبنانية. وفاة الجاني في هذه الحال تعفيه من العقاب وبالتالي لا يمكننا أن نحاكم شخصاً ميتاً، ولكن وجود هذا الطفل على إسم أشخاص ليسوا بأهله يُعتبر في القانون جريمة حيازة مستند مزوّر.

لانا مدوّر: هل الأوراق التي بحوزة هستر غير صحيحة؟ 

خليل عجور: حتى الطفل اللقيط يجب تنظيم وثيقة ولادة له. 

لانا مدوّر: هل بإمكاننا الاطّلاع على أوراقك؟ 

هستر بوميستر: نعم إنها معي هنا.

لانا مدوّر: لأننا نتحدّث عنها حالياً إذا ما كانت قانونية أم لا.

هستر بوميستر: كنتُ أفكّر بهذا الأمر.

لانا مدوّر: هل وثيقة الولادة الصادرة لها غير صحيحة؟ 

خليل عجور: بالتأكيد لأن الأب مجهول وهذا غير صحيح لأن الأب والأمّ معلومان، وعملية تنظيم الوثيقة سواء من الطبيب أو المختار فهي مزوّرة.   

لانا مدوّر: إذاً الطريقة الوحيدة للأهل الذين فقدوا أبناءهم تقديم فحص الحمض النووي بنفس الطريقة.

خليل عجور: صحيح في بنك حفظ الخلايا الذي قد يُخبِر بالنتيجة تلقائياً. 

لانا مدوّر: ميرفت أنتما تربّيتما بطريقةٍ مختلفةٍ وفي بلادٍ مختلفةٍ رغم أنكما من الأمّ نفسها، هل تشعرين بالفارق بينكما؟ 

ميرفت فواز: بالتأكيد، صحيح إننا من بطنِ واحدة ولكن محيطها وبيئتها مختلفة، هي عاشت في مزرعة.

لانا مدوّر: هل بإمكانكما التواصل؟

ميرفت فواز: نعم لأن هناك رابط الدم، صلة الرحم تجمع. 

لانا مدوّر: هل تفكّرين بالانتقال للعيش في لبنان؟ 

هستر بوميستر: أتمنّى ذلك، لا أحد يعلم، لا تقل لا أبداً، وأريد أن أقول إن أعظم هدية قدّمها الله لي في حياتي هو حاضري الآن.

ميرفت فواز: هذا خيارها وإذا أرادت ذلك فنحن نرحّب بها لأننا تقبّلنا الفكرة، وإذا أرادت أن تبقى هناك فبإمكانها المجيء متى شاءت، ونحن نذهب إليها أيضاً. وأخيراً وجدتُ توأمي التي تكمّلني.

لانا مدوّر: لا شيء مستحيل؟

ميرفت فواز: بالتأكيد لا شيء مستحيل، إذا أراد الشخص أمراً وبحث عنه فسيجده لأن الله معه ولا مستحيل على رب العالمين.

لانا مدوّر: لا شيء مستحيل؟  

هستر بوميستر: بالطبع، أشعر بالطمأنينة أكثر، الأمر مدهش لا أستطيع وصفه، وحتى في هولندا أشعر بأنني في موطني وبالسكينة أينما كنتُ، أشعر بحالٍ أفضل هناك وأشعر بالسعادة في لبنان فلطالما شعرتُ بأنه موطني، ولديّ أخواتي وأختي التوأم والأمر مثير للدهشة، لا أعتقد أن بإمكاني أن أكون أكثر سعادةً أبداً.  

لخمسةٍ وأربعين عاماً كانتا تنظران إلى القمر نفسه وتدوسان الأرض نفسها، كانتا تشعران بخفقان القلب نفسه، قلب الأمّ التي حملتهما، كانت واحدةً هنا وأخرى هناك بينهما قارات وأبحر وشرٌّ وظلمٌ وجشع، وفي غفلةٍ وبعد تعاقُب الخيبات انفتح ثغر السماء، هذا المدى الذي فرّق أختين التحم وتقلّص، وكانت إحدى تلك النهايات السعيدة حيث يقول الراوي وهو يعلن انتصار الأبطال الخيّرون على الأشرار، إسمعوا لا أحد يستطيع قتل حقيقةٍ وراءها روحٌ تسعى وقلبٌ يؤمن مهما طال الزمن لأنّ لا شيء مستحيل...   

حلقات أخرى

الكـــــل
عائلة الحارس: ضجيج الحياة تسمعه الروح!
مهدي ليث: صداقة مع الحياة البرية
الساحل السوري: حياة تُزهر من بين الدمار
شبكة الميادين

شبكة الميادين الإعلامية قناة فضائية عربية إخبارية مستقلة انطلقت في الحادي عشر من حزيران من العام 2012 واتخذت من العاصمة بيروت مقرا لها.

  • الرئيسية
  • الأخبار
  • آخر الأخبار
  • المقالات
  • الفيديو
  • الفيديو
  • البث المباشر
  • آخر الحلقات
  • البرامج
  • وثائقي الميادين
  • منوعات
  • إنفوغراف
  • من نحن؟
  • سياسة الخصوصية
  • ترددات الميادين
  • اتصل بنا
  • الميادين بالإسبانية
  • الميادين بالإنكليزية
Android
iOS

جميع الحقوق محفوظة