قصص صمود من غزة و"حنيّة بالفطرة"!
بالرغم من المصاعب التي يواجهها القطاع الطبي في غزة نتيجة الحرب التي تشنها "إسرائيل"، أخذ الطبيب حسّان زين الدين على عاتقه علاج المرضى المصابين بأمراض مزمنة في مدارس اللاجئين، عبر التنقّل من منطقة إلى أخرى باستخدام دراجته الهوائية.
-
صورة من صفحة "الصليب الأحمر الدولي"
تنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر كرم وتضامن أهالي قطاع غزة فيما بينهم، رغم ضيق الحياة والحصار المفروض عليهم من قبل العدو الإسرائيلي.
وقد مضى أكثر من 42 يوماً على عدوان الاحتلال على قطاع غزة، في إثر عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب القسام في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من الشهر الماضي.
من قصصهم.. حنية بالفطرة
منذ الحصار الجائر قبل أعوام، سعت "إسرائيل" لمحاصرة أهالي القطاع والتضييق عليهم وخنقهم بإغلاق المعابر وقصف المخابز وخزانات المياه وقطع الوقود، في محاولة منها لإنهاء أي وسيلة حياة في غزة.
محمود زعيتر، فنان فلسطيني من أهالي غزة يوثق يومياته عبر حسابه على منصات التواصل الاجتماعي، حيث نشر عبر حسابه على إنستغرام فيديو بعنوان "حنيّة بالفطرة".
ويظهر الفيديو محمود خلال مروره من أمام محل للشاورما قدم له أصحاب المحل "سندويشة" شاورما بالمجان، كما يظهر في محل ألعاب محاولاً إدخال البسمة على وجوه الأطفال.
بث الفرح في نفوس الأطفال وإدخال الفرحة عليهم في غزة..جهاد ومقاومة
— خالد وليد الجهني (@KhaledEljuhani) November 9, 2023
مما لفت النظر طريقة التعامل مع الأطفال في المستشفيات والمدارس والبيوت، الأمر ليس عفويا، هناك تجهيز وتهيأة، هناك اهتمام بأدق الأمور، هناك مجتمع متقدم في الإعداد عسكريا وإنسانيا
شاهد محمود زعيتر من غزة#غزه_تقاوم pic.twitter.com/8MDcs7qGlw
اختراع طنجرة خبز على الفحم يوثقه الفنان محمود زعيتر ل بلينكس عن كيفية تحويل طنجرة الكهرباء إلى أخرى على الفحم بسبب قطع الكهرباء. #فلسطين #غزة #محمود_زعيتر pic.twitter.com/1C2ANWYYwN
— blinx (@BlinxNow) November 10, 2023
ولم يقتصر الموضوع على المبادرات الفردية، فالكثير من المؤسسات والجمعيات الخيرية تعمل على إيصال الوجبات والطرود الغذائية إلى النازحين في مراكز الإيواء، رغم صعوبة عملية النقل بسبب شح الوقود.
حسان زين الدين، طبيب اضطر إلى شراء دراجة هوائية ليتنقل بها بين مناطق قطاع غزة لمتابعة المرضى خاصة أصحاب الأمراض المزمنة، بعد أن انعدم البنزين في القطاع.
وبالرغم من المصاعب التي يواجهها القطاع الطبي في غزة نتيجة الحرب التي تشنها "إسرائيل"، أخذ الطبيب حسّان زين الدين على عاتقه علاج المرضى المصابين بأمراض مزمنة في مدارس اللاجئين، عبر التنقّل من منطقة إلى أخرى باستخدام دراجته الهوائية.
كلنا مقاومة
الحاج أبو جهاد من مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة قرر اقتسام أغطية منزله مع المقاومين الذين يستعملونها عرشا لتحميهم من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي لا تفارق الأجواء في سماء القطاع.
ورغم أن أبو جهاد لا يملك إلا النزر اليسير من تلك الأغطية، فإنه قرر اقتسامها مناصفة مع مقاومين أرادوا حماية أنفسهم مما يطلق عليه الغزيون "الزنانة"، وأقسم بالله ثلاث مرات أن ما تركه في بيته لا يكفي أطفاله الستة.
مراكز الإيواء
ويتوزع النازحون على عديد المرافق جنوب قطاع غزة ووسطه، في المستشفيات والجامعات والنوادي والملاعب وصالات الأفراح، ومنازل الأقارب، ويتكدس أغلبهم في مدارس الأونروا، لضمان شيء من المساعدات الشحيحة التي تدخل من معبر رفح عبر مؤسسات الإغاثة الدولية.
الأعداد الكبيرة جدا للنازحين، جعلت المأساة تطال كل مكونات الحياة الأساسية، فالماء شحيح للغاية، والمستشفيات في النزع الأخير، أما الطعام فحدث ولا حرج، فالمخابز أغلقت أبوابها بالكامل لنفاد الغاز والوقود الذي يشغل آلاتها.
وجاء تساقط الأمطار خلال اليومين الماضيين مع الرياح القوية في انهيار وغرق عدد من خيام النازحين بمناطق متفرقة من جنوب القطاع.
يتقاسمون اللقمة
ويسهم عطاء الناس وتكاتف أبناء المجتمع الواحد، في تخفيف الأعباء الكبيرة حتى على من يساهم، فالمواطنون يتقاسمون الخبز وعبوات المياه وأشرطة الدواء، ولا يتفرد أحد بأملاكه، حتى بات كل ما يجلبه رب الأسرة لأبنائه مشاعا لأبناء الحمولة وللجيران، لا يحرم أحد أحدا من شيء.
وكعادتهم في الثبات والصمود والإيمان بحتمية الفرج القريب، يحاول الفلسطينيون النازحين، التمسك بخيوط حياتهم والأمل الكبير، رغم فقدان أدنى شروط العيش الكريم والمتطلبات الإنسانية.
ممكن حد يحكيلي هالشعب كيف رح ينهزم ؟
— Lavēndēr🪻 (@daffawia) November 2, 2023
منصورين بإذن الله يا شعبي
شعب غير عادي تبارك الرحمن
والله أخجل من كل همومي ويأسي وقت بشوف هالعزيمة وهالإيمان والأمل
الله يحميكم
الفنان #محمود_زعيتر بيعطيني أمل وطاقة حلوة
الله يحفظه #غزة_العزة #غزة_تنتصر #غزه_مقبرة_الغزاة pic.twitter.com/6vWB9L5uxr
ومع انعدام الموارد، يحرص نشطاء على طبخ كميات كبيرة على الحطب وتوزيعه على النازحين، ويغلب على الطبخات أنواع العدس والفاصوليا، وفي حالات يجري تقديم وجبات من الرز والدجاج بتبرعات من الداخل والخارج.
مبادرات وحملات تطوعية
المار بجوار مناطق الإيواء، يلاحظ خلايا نحل من المتطوعين، الذين يعملون على تقديم الماء وتوزيع الغذاء والأغطية، ومستلزمات الحياة الأساسية.
كما ينشط عشرات المبادرين الشباب في توفير الضرورات التي تحتاجها فئات خاصة من النازحين، كالمعاقين والأطفال الرضع، والنساء الحوامل، والمرضى، ويعملون عبر تبرعات يقدمها الخيّرون على توفير ما يلزم لهؤلاء.
ويحرص مبادرون على توفير ملابس وأغطية لتأمين احتياجات النازحين الذين غادروا منازلهم دون أن يأخذوا شيئاً.
ومع استمرار القصف الإسرائيلي على غزة والتوغلات البرية نزح قرابة 1.5 مليون شخص داخل القطاع.
ويقدّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تكلفة تلبية الاحتياجات الإنسانية لـ2.7 مليون شخص في غزة والضفة الغربية بنحو 2.1 مليار دولار.