حبوب الفحم: لعلاج حالات التسمم.. وهل حقاً تنقص الوزن؟

ما هي حبوب الفحم؟ 

حبوب الفحم أو "الفحم النشط "عبارة عن مسحوق أسود بلا نكهة وبلا رائحة، استخدم في علاج العديد من الأمراض منذ العصور القديمة ويُستخدم الآن لعلاج الجرعات الزائدة من المخدرات والتدخل الطارئ لمعالجة السموم.

هذا النوع من الفحم تمت معالجته بالأكسجين على درجات حرارة عالية جداً، ما يساعد على تغيير الهيكل الداخلي للفحم وتقليل حجم مسامه وزيادة مساحة سطحه.

يمكن شراء هذا المسحوق كما هو أو على شكل مكملات.

اقرأ أيضاً: تطبيق الكتروني لعصابات المخدرات يكشف الفظائع في أوروبا 

كيف تعمل حبوب الفحم؟

عملية تنشيط الفحم بالغاز وعلى درجات حرارة عالية يساعد على زيادة مساحة سطحه من خلال تكوين ثقوب مجهرية. لا تمتص القناة الهضمية حبوب الفحم وتصل إلى الأمعاء بشكلها الغير متغير.

فوائد حبوب الفحم

يُقال أن حبوب الفحم تقدم العديد من الفوائد الصحية وأشهرها تقليل الغازات ومنع انتفاخ البطن، ويدّعي البعض أنها تساعد على تبييض الأسنان! ومعظم هذه الفوائد تعتمد على أبحاث مضى عليها الكثير من السنوات لذلك يجب أن تؤخذ صلاحيتها بحذر.

ما هي فوائد حبوب الفحم؟

اقرأ أيضاً: أعراض الزائدة الدودية.. هل تختلف من شخص إلى آخر؟

علاج السموم الطارئ

منذ أوائل القرن 19، تم استخدام حبوب الفحم كعلاج طارئ للسموم لأنه يمكن أن يرتبط مع بعض الأدوية ويقلل من أثرها. كما أن استخدامه كان لعلاج الجرعات الزائدة من الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل المهدئات والأسبرين.

أظهرت بعض الدراسات، أن تناول 100 غرام من حبوب الفحم بعد 5 دقائق من تناول الدواء يساعد على تقليل امتصاص هذا الدواء بنسبة 75%. وأن فعالية هذه الحبوب تكون أكثر عند تناولها خلال الساعة الأولى بعد جرعة زائدة أو تسمم. 

يجب الأخذ بعين الإعتبار أن حبوب الفحم ليست فعالة في جميع حالات التسمم مثل التسمم بالكحول أو الأحماض أو الحديد أو الليثيوم، وأنه لا يمكن تناوله ذاتيًّا لعلاج هذا التسمم.

تعزيز وظائف الكلى

قد تساعد حبوب الفحم على تعزيز وظائف الكلى من خلال تقليل عدد الفضلات التي يتعين على كليتيك تصفيتها، وتُعتبر هذه الحالة مفيدة للأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة.

ترتبط هذه الحبوب بـ "اليوريا" وتساعد الجسم على التخلص منها، إذ تنتقل اليوريا من مجرى الدم إلى الأمعاء عبر عملية تُعرف باسم "الإنتشار" وتقوم بإفراز البراز.

تقليل أعراض متلازمة رائحة السمك

يُعتقد أن حبوب الفحم قد تساعد على تقليل الروائح الكريهة لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة رائحة السمك أي تريميثيل أمين البول (TMAU). تُعتبر هذه المتلازمة وراثية، يتراكم فيها مركب تنبعث منه رائحة مثل الأسماك المتعفنة في الجسم يسمى "ثلاثي ميثيل أمين (TMA)". 

يعمل الجسم عادةً على تحويل التحليل الحراري الميكانيكي (TMA) إلى مركب عديم الرائحة قبل إفرازه عن طريق البول، لكن من يعانون من TMAU يفتقرون إلى الإنزيم اللازم لإجراء هذا التحول. وتراكم هذه المادة يؤدي إلى دخولها في العرق والنفس والبول والتسبب بالرائحة الكريهة.

أظهرت دراسات أخرى، أن السطح المسامي لحبوب الفحم قد يرتبط بمركبات صغيرة ذات رائحة مثل TMA مما يزيد من عملية إفرازها. وأن إعطاء 1.5 غرام من حبوب الفحم لمدة 10 أيام، ساعد على خفض تركيزات التحليل الحراري الميكانيكي (TMA) في البول إلى المستويات الطبيعية.

تقليل مستويات الكوليسترول

يمكن أن تساعد حبوب الفحم على تقليل مستويات الكوليسترول. كيف؟

ترتبط هذه الحبوب بالكوليسترول والأحماض الصفراوية التي تحتوي على الكوليسترول في الأمعاء مما يمنع عملية امتصاصها. وقد أظهرت بعض الدراسات القديمة، إلى أن تناول 24 غراماً من حبوب الفحم لمدة 4 أسابيع ساعد على خفض مستويات الكوليسترول الكلي LDL بنسبة 25%، ورفع مستويات الكوليسترول HDL بنسبة 8%.

أما الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في مستويات الكوليسترول، ساعد تناول 32 غراماً من حبوب الفحم على تقليل الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار بنسبة 41%.

استخدامات منزلية وفوائد أخرى لحبوب الفحم:

معالجة الإسهال.
تنقية المياه: تساعد حبوب الفحم على تنقية المياه وإزالة المواد الصلبة العالقة والبكتيريا والملوثات دون التأثير على درجة حموضة المياه.
تبييض الأسنان.
منع صداع الكحول.
معالجة بعض شوائب الجلد مثل حب الشباب.

حبوب الفحم للتخسيس

يدعي الكثيرون أن عملية إنقاص الوزن من خلال حبوب الفحم تكون عبر التخلص من السموم Detox. لأن البعض يزعم أن من يعانون من زيادة في الوزن لديهم تراكم للسموم في القناة الهضمية، وأن تنظيف هذه السموم عن طريق الكلى والكبد لا يحدث بالطريقة الجيدة.

لكن، لا دليل علمياً إلى الآن يؤكد أن حبوب الفحم تساعد على إنقاص الوزن وإزالة الكرش.

أخطار محتملة للتخلص من السموم عبر حبوب الفحم

ترتبط حبوب الفحم ببعض الأدوية وتجعلها أقل فعالية مثل مضادات الإكتئاب والأدوية المضادة للإلتهابات بالإضافة إلى حبوب منع الحمل (OCP).

ترتبط حبوب الفحم بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الموجودة بشكل طبيعي في الأطعمة، وتناول هذه الحبوب يمكن أن يؤدي إلى عدم امتصاص هذه العناصر.

يمكن أن تسبب حبوب الفحم ترسبات الفحم على جدار القناة الهضمية وحدوث مشاكل خطيرة في الجهاز الهضمي مثل انسداد الأمعاء.

اقرأ أيضاً: حبوب منع حمل: ماهي وكيف يتم اختيارها؟

حبوب الفحم للغازات

قدرة حبوب الفحم على معالجة حالات التسمم والجرعات الزائدة تم ربطها بقدرة هذه الحبوب على تخفيف الغازات والإنتفاخ. لكن، لا دراسات تدعم هذا الإدعاء.

أسئلة شائعة عن حبوب الفحم

هل تعتبر حبوب الفحم آمنة؟

تُعتبر هذه الحبوب آمنة في أغلب حالات الإستخدام، لكنها قد تؤدي إلى بعض الآثار الجانبية المزعجة وأكثرها شيوعاً "القيئ".

أحد الآثار الجانبية النادرة التي ذُكرت، هي حدوث انسداد الأمعاء إذا كنت تتناول أدوية أفيونية أو تعاني من اضطرابات حركية في القناة الهضمية.

من جهة أخرى، تحذر الأكاديمية الأميركية لعلم السموم السريرية (AACT) من تناول حبوب الفحم في حالات الإنسداد أو الثقوب في المعدة ومن حالات النزيف. وفي حال تناوله لمعالجة السموم، يمكن أن تدخل هذه الحبوب إلى الرئتين بدلًا من الأمعاء إذا كان الشخص يتقيأ أو فاقداً للوعي.

اقرأ أيضاً: مادة جديدة لعلاج التهاب الرئتين الحاد

الإستخدام الطويل الأمد لحبوب الفحم يؤدي إلى:

لسان أسود.
براز أسود.
إمساك.

ما هي جرعة حبوب الفحم؟

الجرعات المطلوبة دائماً ما تكون مذكورة على ملصق حبوب الفحم. 

في حالات التسمم بالمخدرات، يتطلب ذلك التدخل الطبي الفوري وعادة ما تكون الجرعة المأخوذة 100 غرام. 

متى تؤخذ حبوب الفحم؟ 

يفضل تناول حبوب الفحم على معدة فارغة قبل 60-90 دقيقة من تناول الأكل أو أي دواء آخر. 

متى يبدأ مفعول حبوب الفحم؟ 

يبدأ المفعول عادةً بعد ساعة إلى 4 ساعات من تناولها.

حبوب الفحم من العلاجات المستخدمة في حالات التسمم وتناول الجرعات الزائدة والمخدرات. لكن، الفوائد التي يقدمها تعتمد على أبحاث قديمة يتطلب إعادة إجراءها للتأكد منها أو لاكتشاف فوائد جديدة.