• 

تشهد مدينة طرابلس وجوارها في الشمال اللبناني العديد من الفعاليات الشعبية، والمبادرات الانسانية المتضامنة مع فلسطين، خصوصاً مع ما تتعرض له غزة من أعمال وحشية غير مسبوقة، كما تقوم فاعلياتها المختلفة بالتحضير لمواجهة احتمالات تطور الأحداث، واتساع رقعتها في لبنان، وما يمكن أن ينجم عن ذلك من تداعيات.

بعض المبادرات التي تظهر بين حين وحين، تتخذ طابعاً عاطفياً، تضامنياً، ويتم خلالها التعبير بطرق مبتكرة، ومنها ما نظمته "أكاديمية حقوق طرابلس" من وقفة تضامنية بمشاركة واسعة من فاعليات المدينة، ووجوهها الرسمية والاجتماعية والشعبية، إضافة إلى حشد من الأهالي وذلك في “ملعب محرم الرياضي” بالمدينة حيث تم تجسيد لوحة رسمت كلمة "غزة" شكّلها الأطفال بأجسادهم من خلال سلسلة بشرية. 

وأقامت "لجنة رعاية الأسرة" التابعة لدار الفتوى في طرابلس والشمال بالتعاون مع الجمعيات والهيئات الإسلامية في طرابلس، لقاء تضامنياً "نصرةً لأهلنا في غزة" على مسرح جمعية مكارم الأخلاق في طرابلس بمشاركة 400 سيدة، تحدثت خلاله الممثلة عن لجنة "رعاية الأسرة" رنا صابونجي عن "غزة التي انتصرت في إيمانها وجهادها وأيقظت في الأمّة روح الجهاد”، كما قالت.

وشاركت في اللقاء حركة "حماس" مُمثّلةً بإيمان الراشد بكلمة تحدثت فيها عن غزة، كما شاركت "جمعية الاتحاد"، و"هيئة نصرة الأقصى"، وجمعية "النجاة" في الشمال، وجمعية "الارشاد والاصلاح"، و "الرابطة النسائية"، وجمعية "أنا وأنت"، و جمعية "حسم".

وقفات  

ونظم اللقاء اليساري اللبناني والفلسطيني في الشمال وقفة تضامنية حاشدة في الميناء طرابلس بعنوان "تنديداً بالجرائم والمجازر الدموية الصهيونية بحق الأطفال والنساء والشيوخ في غزة والضفة وجنوب لبنان وتضامنا مع الشعب الفلسطيني ومقاومته والمقاومة في الجنوب" شارك فيها على كورنيش مدينة الميناء، حشد جماهيري وفاعليات فلسطينية ولبنانية.
وفي معرض طرابلس، أقيمت احتفالية تضامنية مع غزة جرت فيها إضاءة عبارة "طوفان الأقصى"، وذلك عبر مشاعل صفّفها الناشطون على شكل العبارة وسط حشد شبابي، وشعبي كبير.

• 

وأقيمت في ساحة حلبا، بدعوة من "الحزب الشيوعي اللبناني" في عكار و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في الشمال، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة والضفة الغربية ومع المقاومة في جنوب لبنان، بعد مرور أكثر من شهر على عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي.

وشارك في الوقفة: "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، جبهة "النضال الشعبي الفلسطيني"، جبهة "التحرير العربية" و"الاحزاب الوطنية والاسلامية"، وممثل للمطران باسيليوس منصور.

"تأهب"  في الرابطة الثقافية

واستضافت "الرابطة الثقافية" في طرابلس برئاسة الدكتور رامز فري وفداً من حركة "حماس" برئاسة مسؤولها في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، الذي ألقى محاضرة تحدث فيها عن معركة غزة، وطوفان الأقصى، ورأى أن  معركة طوفان الأقصى حدث تاريخي استثنائي، وإن كانت تأثيراته على صلة مباشرة بالقضية الفلسطينية، إلا أن تأثيرها كبير على المنطقه والعالم .

وقال إن حالة غزة الانسانيه "غير مسبوقة بفعل المجازر الصهيونية، والارهاب الصهيوني، والاجرام الصهيوني المغطى أمريكيا وغربيا بشكل كامل". 

• 

تحدّث عبد الهادي عن طروحات العدو وخططه قبل "طوفان الأقصى"، والهدف الهيمنة الكاملة على الضفة الغربية من خلال تشريع الاستيطان، وتهويد القدس، والمسجد الاقصى، والمقدسات، واستهداف اهلنا في أراضي 1948، وسواها من مشاريع وخطط لتصفية مختلف جوانب القضية.

وتناول عمليات التطبيع، ثم معركه "طوفان الأقصى" التي أسقطت كل الرهانات على إمكانية الحلول مع العدو الغاصب.

وقال: "جاءت معركه طوفان الاقصى لتضرب مفهوم الأمن والردع فاختل توازن الكيان، وبدا أنه يتهاوى لولا هرولة من زرعوه في منطقتنا، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، والغرب وجاؤوا بكل ما يملكون من قوة ليحتضنوه، ويقولوا لمن فيه نحن نحميكم، والطوفان جاء ليغير الموازين ولينهي الكيل بمكاييل مع القضيه الفلسطينيه، لذلك نستطيع ان نقول الانجاز الضخم للتاريخ تم يوم 7 تشرين الأول\أوكتوبر.

• 

وختم مؤكداً إننا "نحن ندافع عن الأمة وعن أحرار الأمة، وسينتصر شعبنا صاحب الحق، وإذ هي إلّا معركة مصير ووجود، لذلك سننتصر على الباطل، وستكون دماء الشهداء سببا للتحرير باذن الله".

ثم  كانت مداخلات لعدد من الحضور تؤكد على دعم غزة والوقوف الى جانبها على أمل الاحتفال بالنصر في القريب العاجل.

وفي الختام أعلنت الرابطة الثقافية عن إطلاق لجنة إغاثية لدعم غزة بمشاركة العديد من الهيئات والجمعيات المشاركة في لقاءاتها.

مبادرات استباقية

واستباقاً لتطورات الأحداث، استضافت "الرابطة الثقافية" لقاء طوارئ طرابلس بحضور رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، وفاعليات من المدينة، وجرى خلاله عرض للخطوات التي تقوم بها لجنة الكوارث في المحافظة تحسباً لأي طارئ، ومن أولوياتها تأمين مراكز إيواء مؤهلة ومجهزة بالوقت الحالي تحسبا لأي موجة نزوح من المناطق التي قد يستهدفها العدو الاسرائيلي فيما لو تدهور الوضع الأمني.

• 

وتناول المشاركون، كل من طرفه، الخطوات التي يقوم بها من جهود تحتاجها حالات الطواريء، وأُعلِن عن التحضير لعقد لقاء موسع لجمعيات وهيئات وناشطي المدينة في الرابطة للتشاور والاستعداد لأية مفاجآت.

كما أعلنت الرابطة عن تنظيم دورة في الإسعافات الأولية استعداداً لمخاطر تطورات الأحداث بإشراف جهاز الإغاثة والطواريء وبالتعاون مع جمعية الكشاف المسلم، والندوة الشمالية، وجمعية الوفاق الثقافية.

• 

تصوير: إسبر ملحم