ألمانيا تحاول مزاحمة الصين في أميركا اللاتينية.. والهدف "الليثيوم"
المستشار الألماني أولاف شولتس يسعى خلال زيارته أميركا الجنوبية إلى الحصول على إمدادات إضافية من مادة الليثيوم التي تحتاجها عمالقة السيارات في ألمانيا.
-
الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز والمستشار الألماني أولاف شولتس أمس السبت (أرشيف)
تعتزم ألمانيا مُزاحمة الصين التي تنشط على نطاقٍ واسع في أفريقيا وأميركا اللاتينية، وتنافس الولايات المتحدة، ولا سيما أنّ المنطقة غنية بالمواد الأولية والمعادن النادرة كالليثيوم الذي يوصف بـ"الذهب الأبيض" والمهم لقطاع الطاقة المتجددة، وفق وكالة بلومبيرغ.
ومع انطلاق رحلة المستشار الألماني أولاف شولتس إلى أميركا الجنوبية، أمس، دعت أوساط اقتصادية ألمانية إلى إعطاء الأولوية لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع القارة اللاتينية.
واستهلّ شولتس جولته بزيارة العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس أمس، تليها تشيلي اليوم، ثم زيارة تستغرق يومين إلى البرازيل، حيث يلتقي الرئيس اليساري الجديد لولا دا سيلفا.
اقرأ أيضاً: الأرجنتين ترفض الطلب الألماني بشأن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا
ويأمل شولتس أن تُساعد رحلته، إلى أميركا اللاتينية نهاية هذا الأسبوع، ألمانيا على تأمين إمدادات إضافية من الليثيوم التي يحتاجها عمالقة السيارات مثل "مرسيدس بنز غروب" و"فولكس فاغن" لبطاريات سياراتهم الكهربائية.
والليثيوم يُعتبر عنصراً مهماً في صناعة البطاريات وبطاريات السيارات الكهربائية.
وتأتي الزيارة في حين تبحث الشركات الألمانية عن فرصٍ جديدة في الخارج بعد تعرّضها لصدمةٍ على الصعيد الاقتصادي من جرّاء الأزمة في أوكرانيا، فضلاً عن ازدياد القلق بسبب الاعتماد الكبير تجارياً على الصين.
ووفق "بلومبيرغ"، تنشط الصين على نطاقٍ واسع في أفريقيا كما في أميركا اللاتينية، إذ إنها تنافس الولايات المتحدة والأوروبيين، وتعتزم ألمانيا كما الاتحاد الأوروبي مزاحمتها.
وقال مصدرٌ حكومي ألماني: "يجب أن نكون أفضل منهم ببساطة"، مؤكداً أنّ ألمانيا "ترددت" سابقاً في المشاركة في استخراج الليثيوم، إذ إنّه "أمرٌ حساس" اجتماعياً وبيئياً، "لم نعد قادرين على عيش هذه الرفاهية إذا أردنا حقاً الاتكال على أنفسنا والتمتّع بمصادر إمداد خاصة بنا".
يُذكر أنّ الصين تُسيطر حالياً على أصول كبيرة من الليثيوم في أميركا الجنوبية، وحققت أعمالها ما يقرب من 4.5 مليار دولار في استثمارات الليثيوم على مدى السنوات الـ3 الماضية في أميركا الجنوبية والمكسيك.