بكين تعلّق التعاون مع واشنطن على وقع التطورات في تايوان
في ظل تدهور العلاقات بين واشنطن وبكين بسبب تايوان، وزارة الخارجية الصينية تعلن وقف التعاون مع الولايات المتحدة بشأن مجموعة من القضايا الأساسية، بما في ذلك تغيّر المناخ ومكافحة المخدرات والمحادثات العسكرية.
أعلنت الصين، اليوم الجمعة، وقف التعاون مع الولايات المتحدة في مجموعة من القضايا الأساسية، بما في ذلك تغيّر المناخ ومكافحة المخدرات والمحادثات العسكرية، في ظل تدهور العلاقات بين القوتين العظميين، بسبب تايوان.
ورأى البيت الأبيض أن تعليق بكين للحوار بشأن التغير المناخي قرار "غير مسؤول".
وأكّدت الخارجية الصينية أيضاً تعليق التعاون القائم في مجال إعادة المهاجرين غير النظاميين والجرائم العابرة للحدود والشؤون القضائية.
وقالت الخارجية الصينية إنّ بيلوسي "تدخّلت تدخّلاً فاضحاً في الشؤون الداخلية الصينية، منتهكة سيادة الصين ووحدة أراضيها"، مع إعلان فرض "عقوبات" في حقّها، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
أمّا بيلوسي، فدافعت عن موقفها، مشيرةّ إلى أن واشنطن "لن تسمح" للصين بعزل تايوان.
غوتيريش: من المستحيل حل مشاكل العالم من دون حوار صيني - أميركي
وأكدر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنّ "من المستحيل حلّ المشاكل الأكثر إلحاحاً"، على غرار الاحترار المناخي العالمي، من دون حوار "فاعل" بين الصين والولايات المتحدة، وفق ما صرّح، اليوم الجمعة، متحدث باسمه.
وفي مؤتمر صحافي بشأن إعلان بكين تعليق التعاون مع واشنطن في عدد من الملفات، من بينها مكافحة التغير المناخي، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش: "أعتقد أن الأمين العام (للأمم المتحدة) يرى أن من المستحيل حل المشاكل الأكثر إلحاحا في العالم، من دون حوار وتعاون فاعلين بين البلدين".
واستدعى البيت الأبيض السفير الصيني في واشنطن احتجاجاً على السلوك "غير المسؤول" للصين إزاء تايوان.
وصرّح الناطق باسمه، جون كيربي، المعني بشؤون الأمن القومي: "نشجب العمليات التي تنفذها الصين، والتي هي غير مسؤولة، ومخالفة لهدفنا القاضي بالمحافظة على السلم والاستقرار في مضيق تايوان".
الصين: من المتوقَّع أن تتواصل المناورات العسكرية حتّى ظهر الأحد
وردّاً على هذا الإجراء، قال وزير الخارجية الصيني إنّه "من عادة الولايات المتحدة أن تُحْدث مشاكل، ثم تسخّر هذه المشاكل لبلوغ مآربها"، مؤكداً أن "هذه الوسيلة لا تؤتي أكلها مع الصين".
ومن المتوّقع أن تتواصل المناورات العسكرية حتّى ظهر الأحد.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع التايوانية، في بيان، إنه "منذ الساعة الحادية عشرة، أجرت مجموعات متعدّدة من طائرات حربية وسفن حربية صينية تدريبات حول مضيق تايوان وعبرت الخط الأوسط للمضيق".
وأوضحت، في بيان لاحق، أن 68 طائرة صينية مقاتلة و13 سفينة حربية عبرت "الخط الأوسط"، الواقع على طول مضيق تايوان، خلال مناورات الجمعة. وذكرت شبكة "سي سي تي في" الرسمية أن الصواريخ الصينية حلّقت مباشرة فوق تايوان، ولم تؤكّد تايبيه هذا الخبر.
وقال رئيس الوزراء التايواني، سو تسينغ - تشانغ، للصحافيين: "لم نتوقع أن يستعرض الجار الخبيث قوّته على عتبتنا، وأن يعرّض للخطر، على نحو تعسفي، الممرات المائية الأكثر نشاطاً في العالم، عبر تدريباته العسكرية".
الجدير ذكره أن الصين نظّمت أوسع مناورات عسكرية بالقرب من تايوان، حاشدة لها طائرات وسفناً حربية، وتواصلت اليوم الجمعة لليوم الثاني على التوالي.
ووصف وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بعد محادثات مع وزراء خارجية من دول جنوبي شرقي آسيا، في بنمو بنه، المناورات العسكرية الصينية في محيط تايوان بأنها "تمثّل أعمالاً استفزازية، وتشكّل تصعيداً كبيراً"، مضيفاً أنّ "الحقيقة هي أن زيارة رئيسة مجلس النواب (نانسي بيلوسي) كانت سلمية. لا يوجد مبرّر لهذا الرد العسكري المتشدّد والمبالغ فيه والتصعيدي".