ترجيح فوز تحالف نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية.. هل سيكون قادراً على الحكم؟
نتائج العينات الأولية لانتخابات الكنيست الإسرائيلي تشير إلى فوز أحزاب اليمين بقيادة زعيم حزب "الليكود"، بنيامين نتنياهو، وحصولها على 62 مقعداً.
أشارت نتائج العينات الأولية لانتخابات الكنيست الإسرائيلي، إلى فوز أحزاب أقصى اليمين، بقيادة زعيم حزب "الليكود"، رئيس الوزراء الأسبق، بنيامين نتنياهو، بحصولها على أغلبية المقاعد (62 مقعداً)، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ورجَّحت النتائج الأولية فوز كتلة نتنياهو بنحو 62 مقعداً في الكنيست المكون من 120 مقعداً، بحيث فاز حزب "الليكود" بـ 31 مقعداً، وحزب "يهدوت هتوراة" بـ 7 مقاعد، وحزب "شاس" بـ 10 مقاعد، وحزب "الصهيونية الدينية" بـ 14 مقعداً.
كما رجَّحت حصول أحزاب حكومة رئيس الوزراء الحالي، يائير لابيد، مجتمعةً، على 52 مقعداً، بينما حصلت الأحزاب العربية، أي "الجبهة والحركة العربية للتغيير" و"القائمة العربية الموحدة"، مجتمعةً، على 9 مقاعد.
ويواصل الناخبون في "إسرائيل" التصويت، في الانتخابات البرلمانية الخامسة لاختيار أعضاء الكنيست، وسجلت نسبة المشاركة 66.3% بحلول الساعة الـ 20:00، وهي أعلى نسبة مشاركة تسجّل منذ عام 1999.
وأشارت الصحافية المتخصصة بالشأن الإسرئيلي، بيروت حمود، إلى أنّ "نسبة التصويت حقّقت رقماً قياسياً غير مسبوق، لأنّ الانتخابات تأتي هذه المرّة عقب تطورات أمنية في الساحة الفلسطينية، وبعد سلسلة من عمليات المقاومة ضد الاحتلال خلال الشهور الفائتة".
وأضافت حمود أنّه "في حال ثبتت النتائج لمصلحة معسكر نتنياهو، وحلت الصهيونية الدينية قوةً ثالثة، فإنّ الاقتراع في صفوف الإسرائيليين سيعبّر عن الكيفية التي يرى فيها هؤلاء مستقبل أمنهم ومن يحدّده"، لافتةً إلى أنّ "الخوف من مسألة اللاحسم بين المعسكرين (نتنياهو ولابيد)، واحتمال الذهاب إلى انتخابات كنيست سادسة مبكرة، دفعا أيضاً الإسرائيليين إلى التصويت بكثافة، على أمل أن يتمكنوا من سد الطريق أمام هذا الاحتمال".
ويبلغ عدد النّاخبين 6 ملايين و788 ألفاً و804، في حين يبلغ عدد صناديق الاقتراع 11 ألفاً و707 صناديق. وتخوض 40 قائمة الانتخابات، لكن استطلاعات الرأي العام رجّحت فوز 11 منها فقط، وتصدُّر حزب "الليكود" اليميني النتائج.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى ارتفاع كبير في نسبة التصويت لدى الفلسطينيين من أصحاب حق الاقتراع في الأراضي المحتلة عام 48، مبينةً أنّه "إذا زادت نسبة التصويت على 55 % فإنّ ذلك سيغير كل الصورة من ناحية الكتل".
وأكدت حمود أنه، بالنسبة إلى الفلسطينيين من أصحاب حق الاقتراع في الأراضي المحتلة عام 48، فإن "النتائج تشير إلى أنّ 56% منهم أدلوا بأصواتهم، وهذه النسبة فاقت تقديرات استطلاعات الرأي الإسرائيلية، التي قالت قبل شهرين أنها لن تتخطى الـ41%، وعادت لتشير إلى أنها قد تفوق الـ50% مؤخراً".
ورأت حمود أنّ "التجارب أثبتت أن حكومات اليسار لا تتباين جوهرياً عن حكومات اليمين، وخصوصاً حين يتعلق الأمر بممارسة الاضطهاد والتمييز والعنصرية ضد الفلسطينيين".
وبشأن توقعات المسار السياسي في حال فوز نتنياهو، وتمكنه من تشكيل الحكومة، قالت حمود: "قد تُعيّن شخصيات إسرائيلية معروفة بعدائها الشديد ضد الفلسطينيين، في وزارات حساسة، مثل الأمن، والأمن الداخلي".
ولفتت إلى أنّ ذلك "لن يغير جوهرياً السياسات العامة المتبعة من جانب سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين، فالحكومات الإسرائيلية، على اختلافاتها السياسية، أثبتت أنها معادية لهم".
وتابعت: "في الشكل العام، إذا فاز معسكر نتنياهو، فإنّ ذلك سيمثل مؤشراً إضافيّاً على صعود اليمين الصهيوني وبروزه في المجتمع الإسرائيلي، وعلى تأثيره العميق في التبدلات والتحولات القائمة في هذا المجتمع".
ولا يزال من المبكّر لأوانه القول إنّ معسكر نتنياهو انتصر، وخصوصاً أنّ حزب "التجمع" يقترب من نسبة الحسم، طبقاً للقنوات الإسرائيلية المتعدّدة، ولا يزال في حاجة إلى آلاف الأصوات فقط.
وبذلك، قد تستقر كتلة نتنياهو عند 60 مقعداً، الأمر الذي سيضطره إلى عقد تحالفات حرجة لن توافق عليها كل مركبات معسكره. ولأنّ النتائج تتوقف على نسبٍ بسيطة، فمن المهم الانتظار حتى فرز النتائج الحقيقية، والتي ستصدر ظهر يوم الخميس.