روابط القرى فشلت
لن يكون بوسع مقترح ليبرمان الصمود، إلا أنه سيثقل على إسرائيل. ولا يوجد هناك شخص واحد في العالم يمكن له أن يصدق أن الحكم في البلاد مصاب بالفوضى، إلى الدرجة التي تسمح بأن يتجرأ وزير الأمن على الإعلان عن تبني سياسة خاصة به في موضوع رئيسي إلى هذه الدرجة، من دون الحصول على موافقة رئيس الحكومة والمجلس الوزاري المصغر.
-
الكاتب: دان مرغليت
-
المصدر: إسرائيل اليوم
- 18 اب 2016 14:13
تصريح ليبرمان عبارة عن وجبة ممجوجة من الفشل المتواصل
تصريح افيغدور ليبرمان بأنه سيقوم بالالتفاف على رئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس، وتعيين زعماء فلسطينيين على شاكلته للتحاور معهم،
هو عبارة عن وجبة ممجوجة من الفشل المتواصل. فإسرائيل كانت قد خَبِرَت الوهم المرّ
عندما أقامت "روابط القرى"، والتي تم حشوها بزعماء مجهولين ليتلاشوا بعد
ذلك. هذا ما حصل في يهودا والسامرة، وعلى الرغم من أن هذه الخطوة قد انهارت، إلا
أنها كانت الأقل سوءاً مقارنة بالأحداث في قطاع غزة.
لقد أرادت إسرائيل أن تقضي على "منظمة التحرير
الفلسطينية" على حدودها الجنوبية. فقامت بتشجيع النشاط المحموم لرابطة من
المسلمين المتشددين التي كانت تعمل على هيئة أخصائيين اجتماعيين، وهي كانت راضية
عن نفسها إلى أن تحولت هذه الرابطة لتصبح حركة حماس منذ ذلك الوقت وحتى الآن.
وإلى أن حط ليبرمان في وزارة الأمن، تم استخلاص
العبرة الصحيحة من المهزلة. إن الأمة تستطيع (في بعض الأحيان) أن تفرض على جارتها
أن تقيم حكومة من الكفيشلينغيين (فيدكن كفيشلينغ عمل رئيساً للحكومة النرويجية تحت
وصاية النازيين حتى تم إعدامه في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945. وهو قد
أصبح مرادفاً للتعاون المشين مع الأعداء). إلا أنه ليس بوسعها أن تفرض زعامة شرعية
للأمة الجارة، وبخاصة إذا كان الشعب معادياً.
لن يكون بوسع مقترح ليبرمان الصمود، إلا أنه سيثقل
على إسرائيل. ولا يوجد هناك شخص واحد في العالم يمكن له أن يصدق أن الحكم في
البلاد مصاب بالفوضى، إلى الدرجة التي تسمح بأن يتجرأ وزير الأمن على الإعلان عن
تبني سياسة خاصة به في موضوع رئيسي إلى هذه الدرجة، من دون الحصول على موافقة رئيس
الحكومة والمجلس الوزاري المصغر. وسيفسر من يتربصون بها السوء هذا الأمر على أنه
تعاون منسق بين بنيامين نتنياهو وبين ليبرمان بهدف شطب السلطة الفلسطينية من
الخارطة، وذلك خلافاً لإرادة معظم دول العالم.
لكن الحقائق أقوى من أي منطق. فليبرمان يسمح لنفسه
بإدارة سياسة باسم الدولة لم تجرِ أبداً مناقشتها في الحكومة، ونتنياهو صامت. وهو
يعلن أنه سيقوم باستخدام هيئات حكومية – الإدارة المدنية في المناطق – بهدف تنفيذ
سياسته الشخصية الحزبية. وهذا هو جزء رئيسي من سلوكه الشبيه بسلوك فيل في حانوت
للخزف في الوقت الذي يقوم فيه بتهديد الدكتور افيحاي مندلبليت، بأنه ما لم يقم
بتفسير القانون وفق رغبته فإنه سيقوم بنفسه بالمثول أمام محكمة العدل العليا مع
محامٍ خاص ضد المستشار القضائي.
نتنياهو مشغول. فهو يمسك بحقائب أكثر من اللازم.
وهناك فرار من مكتبه ومن مكتب الحكومة. ولكن يجب عليه أن يلجم الثور البري.