معرض بيروت الدولي للكتاب: مشاركة دولية في الدورة الـ ٥٩

بحلول أوائل كانون الثاني/ ديسمبر وكما في كل عام، انطلقت الدورة التاسعة والخمسين لـ "معرض بيروت الدولي للكتاب" في "البيال" في بيروت، من تنظيم "النادي الثقافي العربي" بالتعاون مع "اتحاد الناشرين اللبنانيين"، وفي برنامج المعرض مروحة واسعة من عروض الكتب، والأنشطة المواكبة من تواقيع وندوات وعروض فنية وتشكيل.

يستمر المعرض حتى العاشر من كانون الأول الحالي
أبرز ما يتمتع به المعرض هذا العام مشاركة لست دول عالمية وعربية، بصورة رسمية، وحضور دار نشر صيني للمرة الأولى، وثلاثة دور تركية، بالإضافة إلى أربع جامعات لبنانية، ويقام معرض تشكيلي لعدد من الفنانين، ذلك رغم ما يواجهه المعرض من مصاعب نتيجة الظروف والتطورات اللبنانية الدائمة، وتراجع الإقبال على الكتب، وكذلك تراجع دور النشر في قدراتها على نشر الكتب، ما دفع رئيسة اتحاد الناشرين سميرة عاصي إلى الشكاة من صعوبة العمل والانتاج الكتبي، ملمّحة أمام رئيس مجلس الوزراء اللبناني-راعي افتتاح المعرض تمام سلام- إلى "ضرورة الاهتمام بالكتاب، وهو أمر يستدعي همة واهتمام الحكومة من خلال النظام التربوي لأن اختصار التربية والمعرفة على اللوح الالكتروني سيجرّد الأجيال القادمة من التاريخ، ومما حملته الرواية والقصيدة من أثير اللغة”.

 

تترافق العروض مع مئات تواقيع الكتب التي تناهز الثلاثمائة، بالإضافة إلى نحو سبعين ندوة فكرية، وسياسية، وفعاليات ثقافية وفنية تشارك فيها جمعيات متخصصة، وللمرة الأولى تقدم عروض من الفضاء الرقمي بالتعاون مع غرفة بيروت للتجارة و الصناعة، وتتناول التطبيقات الجديدة، وما شابه من رقميات حديثة.

 

كما لوحظ اتساع أعداد الدور المشاركة، حيث يشارك في عروض الكتب مائتان وأربعون دار نشر، منها ١٧٠ لبنانية، و٧٠ عربية. وتشير مناسبات التوقيع إلى مدى انتشار حركة التأليف على مستوى عام، ومنها دواوين الشعر على مستوى الشباب وطلاب الجامعات.

 

لفتت عروض الكتب الدينية المتنوعة، وهي ليست ظاهرة جديدة، لكنها دفعت رئيس الوزراء اللبناني إلى الإنتباه مما ينسب إلى الدين، ويمكن أن يسيء اليه ويشوّهه، وذلك بحسب ما قال في كلمته في الافتتاح. 

 

توقف القيمون على المعرض عند شخصيات بارزة ساهمت في نهضة الكتاب، والشأن الثقافي العربي، ومن هذه الشخصيات الدكتور غازي قهوجي- السنوغرافي والفنان والاديب الناقد الساخر والاستاذ الجامعي- الذي شكل حلقة وصل بين النادي والأطر والقوى الثقافية والفنية في لبنان، بحسب ما قال رئيس النادي سميح البابا في كلمة افتتاحية له- متحدثا عن خسارة كبيرة برحيله صديقاً وفياً، كما خسرت الحركة الثقافية والفنية في لبنان قامة إبداعية هامة".

 

وخص القيمون على المعرض الواقع المسيحي المتردي في الشرق متمثلاً بمجازر سيفو حيزاً هاماً، فأقيمت ندوة تناولت إشكالية الحضور المسيحي وما يصيبه من نزوع دائم نحو الهجرة، وتفريغ الشرق منه، وقد تحدث فيه عدد من المطلعين والمتخصصين في هذا المجال منهم الإعلاميون: غسان الشامي (معد برنامج أجراس المشرق في "الميادين")، وعماد مرمل، وجورج غانم.

 

ويمكن التوقف عند ندوة مبكرة للمعرض عن مآسي الحرب العالمية الأولى، عبر ثلاثة كتب عن تلك المرحلة، وهي "الناجون" لرمزي توفيق سلامة، و"وسط المجاعة" لميريام بيز الذي قدمه الدكتور كرستيان توتل، وكتاب "البنك العثماني" للمؤلف المصري سمير زكي.

 

وفي إطار الفعاليات الثقافية، قدم المركز التركي محاضرة بعنوان "واحة في وسط الحداثة: الأدب" ألقاها الأديب والشاعر التركي علي أُرال.

 

وفي التواقيع الكثيرة يمكن التوقف عند بعض الموضوعات المميزة مثل كتاب: خريف دمشق لعلي عبد المجيد عباس، وفي المسرح كتاب طلال درجاني "جدلية ستانيسلافسكي ومايرخولد" قدمته الدكتورة ماريا باخوس، والإسلام والعولمة للدكتور شوقي أبو لطيف، ورواية "سمسم في بطن ماما" لفاطمة شرف الدين ولوركا سبيتي. إلى العديد من الكتب ودواوين الشعر.

 

وجرى في الافتتاح توزيع الجوائز الخاصة لأفضل كتاب إخراجاً وطباعة، ونال الجائزة الأولى، كتاب "بغداد سيرة مدينة، نجم دالي" – دار الساقي، تصميم الغلاف سومر كوكبي، وخطوط العناوين حمدي طبارة، والجائزة الثانية: ديوان " بعض مني "، الشاعرة كاترين معوض- المركز الثقافي العربي ٢٠١٥، والجائزة الثالثة: صحائف التكوين – د.محمد بازي- منشورات ضفاف،٢٠١٥.

 

ومنحت الجائزة الأولى لأفضل كتاب إخراجاً للأطفال لقصة "بابا شو يعني فقير" كنده وخليل حرب – دار الحدائق-٢٠١٥ - الإخراج الفني: لينا مرهج، والجائزة الثانية لقصة "حذاء الأزرار الملونة" د.لينة دسوقي، رسم: سمية محمدي- دار أصالة ٢٠١٥.

 

ويستمر المعرض حتى العاشر من كانون الأول/ ديسمبر ٢٠١٥.

 

 

اخترنا لك