نصر تموز... والمونديال
لبطولة كأس العالم حيّز لا يزال في الذاكرة من العدوان الحاقد الذي شنّه العدو الصهيوني صيف 2006 على لبنان والذي حطّمته المقاومة وصمود شعبها.
تعود ذكرى نصر تموز عام 2006. لبطولة كأس العالم حيّز لا يزال في الذاكرة من العدوان الحاقد الذي شنّه العدو الصهيوني على لبنان صيف ذلك العام والذي حطّمته المقاومة وصمود شعبها. حينها لم يكد ينتهي مونديال 2006 الذي احتضنته ألمانيا حتى بدأ العدوان. كانت أعلام الدول المشارِكة في الحدث العالمي الكروي لا تزال في مكانها على شرفات منازل اللبنانيين تحديداً في ضاحية بيروت الجنوبية عندما بدأت الغارات والقصف والدمار. اللبنانيون وبينهم سكّان الضاحية يُعرَفون بمتابعتهم للمونديال وتشجيعهم للمنتخبات الكبرى كألمانيا والبرازيل وإيطاليا والأرجنتين وهولندا وغيرها.
لكن الفرح الذي ملأ المكان من خلال متابعة مباريات البطولة تحوّل إلى دمار وأحزان. الشوارع التي كانت قبل أيام تضجّ ليلاً بمشجّعي المنتخبات الذين يطلقون العنان لأفراحهم بالأهداف أضحت مقفرة ولم تبق سوى أعلام المنتخبات المتدلّية من الشرفات والأسطح لتذكّر بأيام الفرح المونديالي الذي كان يشغل الجميع ويحتسبون فيه عدد الأهداف وإذ بهم يحتسبون أعداد الغارات وبدلاً من أصوات هتافات المشجعين في ملاعب البطولة باتوا يستمعون لأصوات القصف العنيف. المشهدان المتناقضان يعبّران عن إجرام العدو الصهيوني وسعيه الدائم إلى قتل أي مظهر للفرح.
لكن في الرابع عشر من آب، يوم النصر، كان المشهد معبّراً للعائدين إلى الضاحية. كان شعور الفخر بتضحيات الشهداء والمقاومين والكرامة والنصر رغم الدخان الذي كان لا يزال يتصاعد من المباني المدمّرة. كانت أعلام لبنان والمقاومة المرفرفة تحكي عن النصر، والمفارَقة أن بعض أعلام منتخبات المونديال في بعض الأماكن التي تعرّضت لدمار هائل ظلّت في مكانها كأنها تعبير عن إرادة البقاء رغم وحشية العدوان ولعل الأشهر بينها كان علم كبير لمنتخب ألمانيا لقي اهتمام وسائل الإعلام العالمية.
نحن الآن في عام 2019. مرّ 13 عاماً على عدوان تموز 2006 وانتصار لبنان والمقاومة. خلال هذه الأعوام الـ 13 لُعِبت 3 بطولات لكأس العالم في 2010 و2014 و2018. مع كل بطولة كان يتساءل البعض إن كان العدو الصهيوني سيشن حرباً على لبنان على اعتبار أن عدوان تموز 2006 جاء بعد أيام من مونديال 2006 وقبلاً فإن الاجتياح عام 1982 تزامن مع مونديال 1982. طبعاً كان التساؤل على سبيل الطرفة والمزاح، إذ إن المعادلة تغيّرت... وما بعد نصر 2006 ليس كما قبله.