"شقيق الروح" في فنزويلا
مجدّداً يحضر الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا إلى فنزويلا لتقديم الدعم لصديقه نيكولاس مادورو، ومجدّداً المشهد ذاته في حفاوة الاستقبال لمارادونا الذي لا يحظى به الرؤساء والزعماء.
"يا لها من فرحة أن أرى مارادونا مُجدَّداً في وطننا. فنزويلا بيتك يا صديق وشقيق الروح. مرحباً بك". بهذه الكلمات المُعبِّرة رحَّب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بأسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا، اليوم، واحتضنه بحرارةٍ وراح يُمازحه بأنه يبدو شاباً.
في الحقيقة هذا الاستقبال بهذه الحفاوة من رئيسٍ لنجمٍ رياضيّ لا يحظى به رئيس دولة آخر أو زعيم أو مسؤول سياسي، لكن عندما يتعلّق الأمر بمادورو ومارادونا يغيب البروتوكول والرسميات ويصبح اللقاء ودّياً بين صديقين يكنّ كل منهما الوفاء والاحترام للآخر.
أن يُعبِّر مادورو عن سروره برؤية دييغو مُجدَّداً في فنزويلا وبأن الأخير في بيته وهو "صديق وشقيق الروح" فهذا لا يقوله الرئيس الفنزويلي إلا لمارادونا، وهذا يُعبِّر بوضوح عن المكانة التي يحظى بها أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم في قلب مادورو وقلوب الفنزويليين.
المسألة لا تتعلَّق فقط بإعجاب الرئيس الفنزويلي بموهبة مارادونا الكروية وقد لعبا في إحدى المرات الكرة سوياً في العاصمة الفنزويلية خلال إحدى زيارات مارادونا لفنزويلا، بل هي مُبادلة الوفاء لهذا النجم الكبير الذي عبَّر دائماً ومراراً وتكراراً عن دعمه لمادورو وحبِّه لفنزويلا والذي يعود إلى فترة الزعيم الراحل هوغو تشافيز. هو نوع من الشكر لمارادونا الذي لم تحُل مكانته في كرة القدم وشهرته الكبيرة حول العالم من دون أن يكون دوماً إلى جانب صديقه ويقول كلمة الحقّ في وجه التدخّل الأميركي في شؤون فنزويلا ومحاولاتها زعزعة استقرارها والانقلاب على مادورو كما حصل قبل أشهر عندما قامت إدارة دونالد ترامب بالاعتراف بزعيم المعارضة في فنزويلا خوان غويدو رئيساً مؤقّتاً للبلاد، وحينها كان مارادونا كعادته مُبادِراً لتقديم الدعم لصديقه حين نشر صورة له مُرتدياً قبّعة تحمل ألوان العَلم الفنزويلي وكتب: "لن أتغيَّر. اليوم وأكثر من أيّ وقت مضى مع الرئيس نيكولاس مادورو. فنزويلا يحكمها الشعب".
وقبلها بسنواتٍ كان مارادونا حاضراً في فنزويلا إلى جانب مادورو خلال الاستفتاء لانتخابه رئيساً للبلاد.
اليوم أيضاً يحضر مارادونا إلى فنزويلا لتقديم الدعم لمادورو كما نقل مُقرَّبون من الأسطورة الأرجنتيني. مشهد الاستقبال والحفاوة لم يختلف عن المرّات السابقة، هذا طبيعي، إذ إن مارادونا لم يتغيَّر في كل تلك السنوات ورغم كل الضغوط على مادورو قَيْد أنملة تجاهه.