شريف إكرامي... الذي أفرح "الأهلاويين" وأبكاهم

بعد أن حقّق نجاحات لافتة مع النادي الأهلي المصري، ها هو الحارس شريف إكرامي يقرّر مغادرة القلعة الحمراء في نهاية الموسم الحالي تاركاً أثراً بالغاً لدى جمهور النادي.

  • شريف إكرامي... الذي أفرح "الأهلاويين" وأبكاهم
    قرّر شريف إكرامي مغادرة النادي الأهلي في نهاية الموسم الحالي

مع بداية سبعينيات القرن الماضي ظهر حارس يافع في صفوف النادي الأهلي المصري اسمه إكرامي الشحات وسرعان ما بدأ يتألّق بشكل لافت حتى أصبح اسماً لامعاً في قارة أفريقيا يصعب على المهاجمين التسجيل في مرماه وتمكّن من تحطيم رقم الحارس الراحل العملاق عادل هيكل ليصبح أكثر حارس يشارك في المباريات مع الأهلي بـ 300 مباراة.

اعتزل إكرامي الكرة مع نهاية عام 1989 قبل أن يعود الاسم إلى الواجهة مجدّداً في القلعة الحمراء في موسم 2004-2005 عبر نجله شريف إكرامي.

كان ذلك الموسم هو الأول لشريف في الفريق الأول للأهلي وقدّم مستوى جيداً جعله ينتقل عام 2008 لنادي أنقرة التركي ومنه إلى فينورد الهولندي عام 2009 وفي عام 2010 عاد إكرامي الصغير لبيته الأهلي وبقي هناك حتى يومنا هذا.

وكانت بداية شريف مع الكرة كمهاجم لكنه فشل في اجتياز اختبارات النادي الأهلي حينها فقرّر أن ينتقل لاختبارات حراس المرمى ونجح بجدارة.

عقب عودته للأهلي خطف شريف الأضواء من حراس الفريق الآخرين: أمير عبد الحميد ورمزي صالح وأحمد عادل عبد المنعم وأصبح الحارس الأساسي للقلعة الحمراء في وقت قصير ليستحوذ على قلوب جماهير الأهلي والتي اعتبرته خليفة إكرامي الكبير الذي سيدافع بقوة عن عرين "نادي القرن".

شارك شريف مع الأهلي في 249 مباراة وحافظ على نظافة شباكه في 119 مباراة، وقد حقّق مع الفريق الكثير من البطولات من بينها بطولة الدوري المصري 7 مرات والسوبر المصري 5 مرات وبطولتين في دوري أبطال أفريقيا ومثلهما في السوبر الأفريقي وبطولة واحدة في كأس مصر والبطولة الكونفيدرالية مرة واحدة أيضاً، كما أنه تخطّي رقم والده حيث احتفظ بشباكه نظيفة في 27 مباراة متتالية.

أما على مستوى منتخب مصر فقد شارك مع منتخب الشباب في كأس العالم عامَي 2001 و2003 وفاز معه ببطولة أفريقيا عام 2003 وكانت مباراته الأولى مع المنتخب الأول ضد منتخب أوروغواي يوم 16 آب/ أغسطس 2006 في الإسكندرية.

استمرّ تألُّق شريف مع الأهلي لسنوات عديدة قبل أن يتراجع مستواه بشكل كبير منذ عامين فلجأ الفريق للحارس البديل محمد الشناوي الذي ظهر بمستوى مدهش لا يزال يقدّمه حتى الآن، وأصبح مكان إكرامي الصغير دكة البدلاء ولا يشارك أساسياً إلا في بعض الأوقات التي يغيب فيها الشناوي للإيقاف أو الإصابة.

ومع تواجد الحارسَين علي لطفي ومصطفى شوبير أضحت مشاركة شريف في المباريات شبه مستحيلة فوجد الحارس الذي يبلغ من العمر 36 عاماً ورغم حبّه الشديد للأهلي ووصفه الدائم له بأنه بيته أنه لا بد من استكمال مسيرته مع الكرة حتى الاعتزال بطريقة أفضل مما هو حاصل حالياً في الأهلي.

هكذا، قرّر شريف إكرامي منذ أيام أن يغادر القلعة الحمراء بهدوء شديد مع نهاية هذا الموسم ويبدأ مشواراً جديداً مع فريق آخر لم يعلن عنه ولم ينس طبعاً توديع الجماهير "الأهلاوية" بكلمات مؤثّرة.
ورغم ذلك فإن قرار إكرامي جاء مفاجئاً للجميع وترك كلامه أثراً بالغاً لدى جمهور الأهلي الذي طلب منه البقاء مع الفريق كونه أحد "الكباتن" الكبار ولديه دور هام في النادي وتحديداً مع اللاعبين الناشئين والجدد، ولكن يبدو أن الحارس الشهير قد اتّخذ قراراً نهائياً لمسيرته التي مرّت بمراحل رائعة وانتهت بدموع وداع المكان المُحبَّب لقلبه.