ميسي في أرض مارادونا
لن تكون مباراة برشلونة أمام نابولي في ملعب "سان باولو" في ذهاب دور الـ 16 لدوري أبطال أوروبا عادية بالنسبة لليونيل ميسي. كل شيء غداً سيذكّره بدييغو مارادونا.
لن تكون مباراة برشلونة الإسباني أمام نابولي الإيطالي، غداً الثلاثاء، في ذهاب دور الـ 16 لدوري أبطال أوروبا عادية بالنسبة إلى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. نعم هي غير عادية باعتبارها المحطّة الأولى في مشوار ميسي نحو إعادة لقب "التشامبيونز ليغ" إلى مدينة برشلونة كما يطمح بشدّة إلى ذلك، وستكون أمام فريق إيطالي، لكن الأهم من ذلك بأن ميسي سيكون غداً في ملعب "سان باولو" في أرض مواطنه الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا.
لا شكّ بأن شعوراً مختلفاً سينتاب ميسي عندما سيتواجد على عشب ملعب نابولي تحديداً. ربما سيمرّ أمامه شريط ذكريات إبداعات مارادونا في ملعب "سان باولو". هنا حيث كتب دييغو المجد وصالَ وجالَ في هذا الملعب وقدَّم الروائع وأفرح جماهير نابولي كما لم يفعله غيره. هنا حيث كل زاويةٍ في هذا الملعب كتب فيها مارادونا قصة لن تُنسى. هنا حيث نثر سحره وراوَغ أعتى المدافعين وسجَّل أروع الأهداف ومرَّر واستعرض مهاراته. هنا حيث كانت الجماهير تهتف بإسمه بمُجرَّد دخوله إلى الملعب وثم يلهب الحماسة في المُدرَّجات وهو يتناقل الكرة في فترة الإحماء قبل المباراة، أما خلالها فيأخذ دييغو الجماهير إلى عالم الخيال الكروي في أمسياتٍ لن تتكرَّر.
هذه ربما ستكون حال ميسي لكن حتى إن لم تكن كذلك فإن جماهير نابولي ستذكِّره بمارادونا إذ رغم مرور كل تلك السنوات منذ مطلع التسعينيات عندما انتهت القصة المُدهِشة لدييغو مع فريقه الأزليّ، فإن صوَره لا تزال ترفعها جماهير نابولي أينما حلَّت وارتحلت. غداً بالتأكيد سيشاهدها ميسي أمامه، مَن يعلم؟ ربما قد تُنشِد جماهير نابولي لمارادونا على مسمَع ميسي خصوصاً وأنها تعتبر أسطورتها أفضل لاعب في تاريخ الكرة ولا ترضى بمُقارنته بأيّ لاعبٍ وفي مُقدِّمهم ميسي الذي لطالما وُضِعت المُقارنات بينه وبين مارادونا.
وفي الأثناء أيضاً فإن برشلونة كلّها ستشاهد صور مارادونا المرفوعة في مدرّجات "سان باولو" وستتذكّر أن هذا اللاعب الأسطوري ارتدى في يوم من الأيام قميص فريقها لفترة قصيرة قبل أن ينضمّ إلى نابولي ويصنع المجد. ستتذكّر وربما تتحسّر لأن دييغو لم يُخَلَّد في سجلّات تاريخ "البرسا" بل مرّ كنسمة عابرة على المدينة الكتالونية قبل أن يصبح نبعاً للسحر الكروي في المدينة الإيطالية.
إذاً سيكون ميسي غداً قبل مهمَّته في قيادة "البرسا" إلى تحقيق نتيجة إيجابية في ملعب "سان باولو" يعود بها إلى مدينة برشلونة قبل مباراة الإياب أمام تحدٍّ شخصيّ لتقديم أفضل ما لديه أمام جماهير نابولي وفي معقل مارادونا. ربما هي فرصة لن تتكرَّر بأن يتواجد "ليو" في هذا المكان مُجدَّداً.
ميسي في نابولي إذاً، أين مارادونا؟ دييغو سيكون في الأرجنتين حيث يُشرِف على تدريب جيمنازيا حالياً ولولا ذلك ربما لتواجد غداً في مدينة نابولي التي يحلّ فيها ميسي ضيفاً. لكن ما هو مؤكَّد أن دييغو سيكون أمام التلفاز ليتابع هذه المباراة الاستثنائية، أما قلبه فسيكون حتماً مع نابولي ولو أن ميسي يلعب في "سان باولو" إذ إن مارادونا لطالما أشاد بموهبة مواطنه وشجّعه مع منتخب الأرجنتين حيث درّبه لفترة أما غداً فلن يفعل، إذ إن عشق دييغو لنابولي لا يمكن أن يتبدّل.