رونالدو وميسي... صراعٌ من نوعٍ آخر وأخير

صراع مختلف هذه المرة بين النجمين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ويبدو الأخير في مسيرتهما الرائعة.

  • رونالدو وميسي... صراعٌ من نوعٍ آخر وأخير
    رونالدو وميسي

لأكثر من 10 أعوام كانت المنافسة بين النجمَين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي ولا تزال. شغل الإثنان العالم وتصدّرا العناوين وتنافسا على الأهداف والأرقام القياسية والألقاب واستحوذا على كل شيء تقريباً وتزعّما اللاعبين في العالم بـ 11 كرة ذهبية (6 كرات لميسي و5 لرونالدو).

لكن الآن يبدو النجمان الكبيران أمام مرحلة جديدة مقبلة وأخيرة في الصراع بينهما وعنوانها من منهما سيصمد أكثر في الملاعب مع تقدّمهما في السن حيث يبلغ "الدون" 35 عاماً فيما سيبلغ "ليو" الشهر المقبل 33 عاماً، ما يعني أن التحدّي هذه المرة بينهما سيكون حول قدرتهما البدنية واحتفاظهما بنسبة جيدة من مهاراتهما وتركيزهما وقدرة التحمّل ومواجهة الضعوط ورغبتهما في تحقيق الإنجازات والألقاب.

بطبيعة الحال لن يكون في المرحلة المقبلة رونالدو وميسي كما كانا قبل سنوات، إذ إن التقدّم بالسن يؤثّر بالتأكيد، وهذا هو الحال تحديداً في كرة القدم التي تتطلّب مجهوداً وتركيزاً كبيرَين خصوصاً مع نجمين مثلهما من خلال الدور الذي يؤدّيانه على أرض الملعب. 

وبطبيعة الحال هنا أيضاً لن يكون المطلوب من رونالدو وميسي في الفترة المقبلة مواصلة سيطرتهما على الكرات الذهبية، خصوصاً مع تواجد العديد من النجوم والمواهب البارزين والقادمين بقوة وأصغر سنّاً، بل يكفي أن يبقيا في الملاعب لأطول فترة ممكنة دون أن يعني ذلك تراجعاً كبيراً في مستواهما على نحو يؤثّر على نجوميتهما، إذ من المعلوم أن السرعة التي يتميّز بها رونالدو وميسي هي الأكثر تأثّراً مع مرور السنوات لكن بإمكان النجمين مواصلة تقديم اللمحات المميزة وتسجيل الأهداف الكثيرة وهذا ما نجده عند رونالدو الذي لا يزال في القمّة رغم سنواته الـ 35، إذ يحصل أن يبقى لاعبون في الملاعب لسن متقدّمة قد تصل حتى إلى 40 عاماً وهذا نجده كثيراً عند حراس المرمى والمدافعين أو أن غيرهم لا يعنيهم البقاء في القمّة بل مجرّد البقاء في اللعبة، إلا أن الأمر يبدو مختلفاً مع نجمين كبيرين مثل رونالدو وميسي وصلا إلى مرتبة الأساطير في الكرة والتصقت صورتهما في أذهان المتابعين وهما يرفعان الكؤوس والكرات الذهبية ويحقّقان الأرقام القياسية وليس غير ذلك، أما أن يكون استمرارهما مؤثّراً على مكانتهما وصورتهما فمن الأفضل حينها أن يودّعا الكرة وهما في القمّة.

  • رونالدو وميسي... صراعٌ من نوعٍ آخر وأخير
    لمن ستكون الغلبة؟

الرقم 40

لماذا الحديث عن هذه المسألة الآن؟ ببساطة فإن هذا الأمر مردّه إلى تصريح قبل يومين لزميل ميسي السابق في برشلونة، النجم السابق تشافي هرنانديز، في حديث مباشر عبر الفيديو مع زميلهما السابق أيضاً صامويل إيتو والذي اعتبر فيه من وجهة نظره أن ميسي سيقدّم 6 أو 7 سنوات مقبلة رائعة على أعلى مستوى وبأنه سيعتني بنفسه وسيخوض مونديال 2022. إذاً هو نوع من التحفيز من تشافي لزميله السابق وصديقه ويبدو بطريقة غير مباشرة موجّهاً ضد رونالدو الذي أكّد سابقاً أنه سيبقى في الملاعب حتى سن 40 عاماً وهذا ما يُثبته حالياً فعلاً لا مجرّد قول خصوصاً أن البعض يشكّك بقدرة النجم الأرجنتيني على الاستمرار لفترة كالتي ذكرها تشافي لناحية الاستعداد البدني على عكس رونالدو الذي يهتمّ كثيراً بهذا الجانب من خلال التدريبات القاسية وهذا سبب استمراره في التألّق بسن 35 عاماً حيث لا يزال قادراً على القفز عالياً في الألعاب الهوائية كهدفه المدهش أمام سمبدوريا في نهاية العام 2019 أو احتفاظه بتسديداته القوية والتي تعوّض تراجع سرعته.

الأمر يبدو مختلفاً عند ميسي الذي يعتمد كثيراً على سرعته وانطلاقاته لكن يمكن هنا تعويض هذا الجانب من خلال دور جديد يؤدّيه الأرجنتيني في الملعب في المرحلة المقبلة لا يتطلّب منه كل المجهود الذي يبذله.

كذلك فإن مسألة مهمة ثانية لبقاء ميسي لفترة طويلة وهي محاولة تحقيقه الألقاب مع منتخب بلاده بعد الفشل الذريع معه طيلة مسيرته، فضلاً عن التتويج مجدّداً بلقب دوري الأبطال مع برشلونة والذي أحرزه للمرة الأخيرة عام 2015 بينما أن "الدون" أحرزه في الأعوام الثلاثة التالية.

يمكن القول أن كلمة الحافز هي الأساس في المرحلة المقبلة لرونالدو وميسي رغم أن البرتغالي الذي يتقدّم ميسي بأكثر من عامين لا يزال يمتلكها وهي تبدو واضحة مثلاً من خلال ردّة فعله التي لم تتغيّر عندما لا يتمكّن من تسجيل الأهداف.

إذاً هو صراع مختلف وأخير بين رونالدو وميسي لمعرفة من منهما سيبقى أكثر لسنّ متقدّمة في الملاعب. صراع عنوانه هذه المرة: الصمود.