... وعاد مانشستر يونايتد

تمكّن مانشستر يونايتد من إنهاء الموسم الحالي من الدوري الإنكليزي في المركز الثالث والعودة إلى دوري الأبطال. أداء مُميَّز ونتائج رائعة لفريق سولسكاير خصوصاً بعد فترة التوقُّف بسبب فيروس كورونا... ما الذي تغيَّر في يونايتد؟

  • أسباب عديدة وراء تطوّر مستوى يونايتد ونتائجه الرائعة
    أسباب عديدة وراء تطوّر مستوى يونايتد ونتائجه الرائعة

صحيح أن ليفربول حظيَ بالأضواء في الموسم الحالي من الدوري الإنكليزي لكرة القدم بعد تمكّنه من استعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ 30 عاماً، إلا أن مانشستر يونايتد يستحقّ الإشادة على موسمه خصوصاً في الفترة التي تلت التوقُّف بسبب فيروس كورونا.

إذ بعد العودة إلى المُنافسات، فإن يونايتد أدهشَ الجميع بمستواه ونتائجه المُميَّزة حيث لم يتعرَّض للخسارة في أية مباراة وفاز بـ 6 مباريات مقابل تعادله في 3 مباريات، ليكون عن استحقاق "البطل" في الفترة التي تلت توقُّف الدوري.

فضلاً عن ذلك، والأهم، فإن مانشستر يونايتد عاد من بعيدٍ وراح يتقدَّم مركزاً تلو الآخر مع مرور الجولات ليصبح مُنافِساً قوياً لتشلسي وليستر سيتي على التأهّل إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، بعد أن كان بعيداً عنهما وذلك حتى المباراة الأخيرة في الموسم عندما تمكّن من إلحاق الهزيمة بليستر في "المباراة النهائية" على التأهّل، ونجح في إنهاء الموسم في المركز الثالث مُتفوّقاً أيضاً على تشلسي، وليتمكَّن بذلك من العودة إلى دوري الأبطال بعد غيابه عن البطولة في الموسم الحالي، وهو ما يُعَدّ مكسباً للبطولة باستعادتها واحداً من فِرَقها الكُبرى.

هكذا إذاً كانت حال يونايتد في ختام الموسم على عكس ما كانت في بدايته وما واجهه من صعوباتٍ ثم أتت فترة التوقّف بسبب كورونا والتي كان لها التأثير الكبير على الفِرَق والبطولات، إلا أن يونايتد عرف كيف يتفادى الأزمة على الأقل على الصعيد الفني.

وهنا فإن أسباباً عديدة تقف وراء التحوّل الذي طرأ على مانشستر يونايتد خصوصاً منذ النصف الثاني من الموسم وتحديداً في مطلع العام، عِلماً أنه حينها، وقُبيل التوقّف بسبب كورونا، كان قد بدأ يظهر التحسّن على أدائه ونتائجه، وللتذكير فإنه فاز على مانشستر سيتي 2-0 عِلماً أنه كان قد هزمه في ملعبه ذهاباً أيضاً 2-1. 

أحد هذه الأسباب ولعلّ أبرزها يعود إلى فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة حين تعاقد النادي مع النجم البرتغالي برونو فرنانديز، إذ ليس مُبالغاً القول إن هذا اللاعب قَلَبَ الأمور رأساً على عقب في يونايتد حيث يُعدّ أبرز لاعب في الفريق في النصف الثاني من الموسم، وقد تمكَّن سريعاً من الاندماج في التشكيلة وراح يُقدِّم مستويات رائعة ترافقت مع غزارةٍ في الأهداف، حيث سجَّل 8 أهداف رغم أنه لاعب وسط وأوجد ثقلاً في هذا الخط وقدَّم الإضافة تحديداً من الناحية الهجومية.

كذلك فإن عودة النجم الفرنسي بول بوغبا كان لها أثرها على نتائج يونايتد الأخيرة، حيث استعاد بطل العالم 2018 مكانه بعد فترات صعبة تخلّلتها إصابة وأحاديث عن انتقاله من صفوف الفريق ليُسجِّل عودته القوية.

أضف إلى ذلك، فإن نتائج يونايتد منذ العودة شهدت غزارة في الأهداف وهذا يعود إلى تألّق خط هجوم الفريق بوجود الثلاثي الشاب ماركوس راشفورد، الذي كان قد تعرّض لإصابة قوية مطلع العام وعاد بعد استكمال البطولة، ومايسون غرينوود والفرنسي أنطوني مارسيال وهذا لا يبدو غريباً في ظلّ الأسلوب الهجومي للمُدرِّب النروجي أولي غونار سولسكاير وما يحظى به من تجربةٍ في هذا المجال كهدَّافٍ سابق، هذا دون التقليل من شأن خط دفاع الفريق، بل على العكس فإنه من الأقوى في الـ "بريميير ليغ" مع الإضافة التي قدّمها هاري ماغواير القادم إلى يونايتد الصيف الماضي إلى جانب السويدي فيكتور ليندولف في قلب الدفاع.

وهنا لا بدّ من الإشادة بسولسكاير الذي يقف وراء كل هذا التغيُّر في فريقه وقد أصابت الإدارة عندما عيَّنته مُدرِّباً دائماً للفريق بعد أن حلَّ مؤقّتاً مكان المُدرِّب السابق البرتغالي جوزيه مورينيو، خصوصاً وأنه "إبن النادي" ومن جيل المُدرِّب التاريخي الاسكتلندي أليكس فيرغيسون وعلى إلمام بشؤون النادي وكافة التفاصيل، فضلاً عن علاقته المُمتازة بلاعبيه وقُدرته الفائِقة على إدارة الفريق وما أظهره أيضاً من براعةٍ تكتيكية.

موسم يونايتد لم ينتهِ. لا تزال هناك مسابقة "يوروبا ليغ" والفريق بين أبرز المُرشَّحين للقب. لكن أياً تكن مُحصّلته فيها فإنه يمكن القول إن يونايتد قد نجح في هذا الموسم حتى لو لم يحصد الألقاب. تكفي عودته إلى مكانه المُعتاد في دوري الأبطال الموسم المقبل لتأكيد ذلك.

يمكن من الآن القول إن يونايتد بتشكيلته الحالية ومع تعاقُداته في الانتقالات الصيفية حيث يُحكى كثيراً عن النجم الموهوب جادون سانشو سيكون مُنافساً قوياً في الموسم المقبل في مختلف المسابقات ومُرشّحاً للألقاب. يمكن القول إن موسم يونايتد الحالي للزرع... والمقبل للحصاد.