بيروت... حيث لعب بيليه
هي بيروت التي زارها بيليه في السبعينات ولعب في مدينتها الرياضية. هي بيروت التي انتصرت دوماً على مآسيها وآلامها.
وصلت أصداء انفجار بيروت إلى العالم بأسره الذي عبَّر عن مشاعر المواساة والتضامن مع العاصمة اللبنانية جرّاء الكارثة التي أصابتها وأدَّت إلى أكثر من 100 شهيد وأكثر من 5000 جريح ودمار هائل في المكان ومحيطه. العالم الرياضي بدوره أبدى دعمه لبيروت وأعرب عن مشاعر التضامن مع لبنان وبينهم نجوم في كرة القدم كالبرازيلي نيمار والفرنسي كيليان مبابي، بالإضافة إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو وأندية كبرى مثل برشلونة الإسباني.
هي بيروت. بيروت الذكريات في الزمن الكروي الجميل حين زارها أسطورة الكرة العالمية البرازيلي بيليه في منتصف السبعينات وارتدى قميص فريقها العريق النجمة. مَن يمكن أن ينسى ذاك اليوم التاريخي؟ في 6 نيسان/ أبريل 1975 حين خصّ بيليه، المُتوَّج حينها بثلاثة ألقابٍ لكأس العالم، العاصمة اللبنانية بزيارةٍ ولعب بقميص النجمة أمام منتخب جامعات فرنسا في ملعب المدينة الرياضية، حيث شارك في الدقائق الـ 15 الأولى في مركز حارس المرمى ثم هتف الجمهور الذي ناهز الـ 50 ألف مُتفرِّج "بيليه بيليه" ليعود "الجوهرة السوداء" إلى مركزه في خط الهجوم ويستعرض مهاراته حتى نهاية الشوط الأول.
هي بيروت نفسها التي زارها في عام 1974 فريق أرارات السوفياتي، وما أدراك ما كانت كرة الاتحاد السوفياتي في ذاك الزمن؟ ولعب أمام النجمة في المدينة الرياضية وخسر 0-1.
هذه المدينة الرياضية التي دُمِّرت في الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 حين صمدت بيروت ولقَّنت الاحتلال درساً وخرج منها خائِباً، ثم بعد انتهاء الحرب الأهلية أُعيدَ بناؤها... وعادت مُجدَّداً بيروت.
عادت لتنفض عنها رُكام الحرب وتُرحِّب مُجدَّداً بالرياضيين وليكون الحدث الأبرز عام 2000 حين استضافت كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخ لبنان عندما توِّج منتخب اليابان باللقب.
هي بيروت العاشِق شعبها للرياضة ولكرة القدم تحديداً. هي التي تشتهر أكثر من غيرها في بطولات كأس العالم بأجوائها وارتفاع أعلام المنتخبات الكبرى على شرفات منازلها كما لا يحصل في بلدانٍ أخرى ليعتقد المارّ في شوارعها أنه في قلب الحَدَث ولو كانت البطولة خلف المحيط في البرازيل. حتى في عزّ الحرب الأهلية والاجتياح عام 1982 كان أهل بيروت يشاهدون المباريات ولو من خلال بطاريات السيارات.
هي بيروت الرياضة التي تتواجد فيها الأندية الكُبرى في كرة القدم مثل النجمة والأنصار والعهد والراسينع وهومنمن وهومنتمن والناديين الأبرز في كرة السلّة الرياضي والحكمة.
هي بيروت التي احتفلت بفريقها العهد العام الماضي الذي أهدى لبنان أول لقب في تاريخه في كأس الاتحاد الآسيوي، وقبلاً عاشت المجد من بوابتيّه الآسيوية والعربية في كرة السلّة مع الحكمة والرياضي.
هكذا كانت بيروت... وستعود بيروت.