الإيراني مهدي تاريمي... "رونالدو الدوري البرتغالي"
موسم لا يُنسى لنجم منتخب إيران مهدي تاريمي في الدوري البرتغالي لكرة القدم... ماذا قدّم فيه؟
تألَّق العديد من اللاعبين في الدوريات الأوروبية الكُبرى بعد استكمال الموسم الحالي بعد التوقُّف بسبب فيروس كورونا بينهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب يوفنتوس، في الدوري الإيطالي وكذلك في مباراة فريقه التي فاز فيها على ليون الفرنسي في إياب دور الـ 16 لدوري أبطال أوروبا 2-1 وسجَّل الهدفين بينهما هدف رائع لكن من دون أن يتمكّن "اليوفي" من التأهّل إلى ربع النهائي لخسارته ذهاباً في ملعب مُنافسه 0-1.
لكن في بلاد رونالدو كان لاعب يتألّق على نحو لافت. في البرتغال الأضواء ليست كما في إيطاليا، لكن على الأقل فإن هذا اللاعب شغل عناوين الصحف البرتغالية التي راحت تشيد بأدائه وأهدافه... إنه نجم منتخب إيران مهدي تاريمي.
موسم لن ينساه تاريمي في مسيرته خصوصاً وأنه الأول له في الملاعب الأوروبية. أن يُسجِّل هذا اللاعب 18 هدفاً في موسم واحد هو الأول له في بطولة مثل الدوري البرتغال التي لعب فيها نجوم كثر بينهم كل النجوم البرتغاليين ومنهم رونالدو فهذا ليس بالأمر القليل. تاريمي فعل ذلك وهو لا يلعب مع أحد الفِرَق الكُبرى مثل بورتو أو بنفيكا أو سبورتنغ لشبونة أو سبورتنغ براغا بل مع ريو آفي. بأهدافه تلك تمكَّن تاريمي من أن يكون في المركز الثالث في ترتيب هدَّافي الدوري البرتغالي هذا الموسم بالتساوي في عدد الأهداف مع الأول والثاني اللذين تفوّقا عليه بصناعة الأهداف، أي أن تاريمي كاد أن يُتوَّج بلقب الهدَّاف في موسمه الأول في الملاعب البرتغالية والأوروبية.
الأهم من ذلك هو الأداء الذي قدّمه تاريمي بعد استكمال الموسم بعد التوقّف بسبب كورونا إذ إنه سجّل 10 أهداف وتمكّن من قيادة فريقه للتأهّل للمشاركة في مسابقة "يوروبا ليغ" في الموسم المقبل، وكان بطل التأهّل بتسجيله هدفَي الفوز في المباراة الختامية للموسم أمام بوافيشتا وقبلهما هدفين في المباراة السابقة، علماً أنه في هذا الموسم سجّل في مرمى الفريقَين الكبيرين في البرتغال البطل بورتو (هدفاً) والوصيف بنفيكا (هدفين).
Mehdi Taremi🇮🇷 gör mål mot Porto!
— Iransk fotboll 🇮🇷 (@Iranskfotboll) March 7, 2020
Står just nu 1-1 mellan Porto och Rio Ave 🇵🇹! pic.twitter.com/BAQMpo9TPi
كذلك فإن تاريمي، سجّل 20 هدفاً في مختلف المسابقات مع ريو آفي هذا الموسم ليُصبح أكثر لاعب تهديفاً في موسم واحد في صفوف فريقه منذ عام 1983، وهذا إنجاز آخر لتاريمي في هذا الموسم فضلاً عن إنجاز اختياره أفضل لاعب في الدوري البرتغالي في شهر تموز/ يوليو الماضي وأفضل لاعب في ريو آفي هذا الموسم.
كل هذا جعل الصحف البرتغالية تعتبر تاريمي "بطل الموسم" خصوصاً لتألّقه بعد استكمال الدوري، ويمكن تلقيبه أيضاً بـ "رونالدو الدوري البرتغالي" نظراً لما يمثّله "الدون" باعتباره أفضل لاعب برتغالي حالياً وتاريخياً.
يكفي هنا لاختصار تألُّق تاريمي وما فعله هذا الموسم المشهد الذي يُرفَع فيه عالياً من زملائه في الفريق تحيّة له بعد هدفَيه في المباراة أمام بوافيشتا وقيادته ريو آفي لمسابقة "يوروبا ليغ".
وبمُجرّد انتهاء الموسم كان العديد من الفرق الكبرى يسعى إلى التعاقُد مع تاريمي حيث حُكيَ عن اهتمام بورتو البطل به وفقاً لرئيس نادي ريو آفي، فضلاً عن اهتمام من فِرَق في إنكلترا وألمانيا وروسيا هناك حيث تألّق زميله في منتخب إيران سردار آزمون مع فريق زينيت سان بطرسبورغ وقاده للتتويج بلقب الدوري هذا الموسم وتوِّج هدَّافه.
كثُرٌ اعتبروا أن ما قدَّمه تاريمي في هذا الموسم هو الأفضل للاعب إيراني في الملاعب الأوروبية في الأعوام الأخيرة وربما منذ إبداعات النجمين السابقين علي دائي ومهدي مهدافيكيا في الملاعب الألمانية.
هكذا هم اللاعبون الإيرانيون يتألّقون أينما يتواجدون، وتاريمي واحد منهم.