عناوين كثيرة وتحدّيات كبيرة في "النهائي المبكر"
"النهائي المبكر"، هكذا يصحّ وصف مباراة الليلة بين برشلونة وبايرن ميونيخ. هي مباراة تحمل الكثير من العناوين والتحدّيات.
أن تكون مباراة في ربع نهائي دوري الأبطال بين فريقَين عريقين هما برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني (اليوم الساعة 22,00 بتوقيت القدس الشريف) فيصحّ القول حينها أنها "نهائي مبكر" أو أنها "نهائي قبل النهائي". هو إذاً "النهائي المبكر" مجدّداً بين الفريقَين الكتالوني والبافاري اللذين لم يسبق لهما أن تواجها في النهائي، وهذه المرة تصحّ كلمة "النهائي المبكر" أكثر من كل المرّات باعتبار أن ربع النهائي سيُلعب للمرة الأولى من مباراة واحدة في لشبونة البرتغالية بسبب فيروس كورونا.
ولأنها "النهائي المبكر" فإن المباراة تصبح مرتقبة ليس فقط من قبل الكتالونيين والبافاريين فحسب، بل على امتداد العالم، وكيف إذا كانت في ربع نهائي دوري الأبطال الذي سيُلعب من مباراة واحدة؟ هنا يزداد عنصر التشويق إذ ستنتفي حسابات الذهاب والإياب وفارق المواجهتين ويكون الفوز لا غير سواه مطلوباً للتأهّل. هنا يكون البقاء للأقوى.
ولأنها أيضاً "النهائي المبكر" بين فريقَين مثل برشلونة وبايرن، فإن المباراة تزخر بالعناوين الكثيرة والتحدّيات الكبيرة التي تساهم في الوصول إلى الفوز.
العنوان الأول هو النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. حُكي الكثير في الفترة الأخيرة عن أن المباراة هي التحدّي بين ميسي ونجم بايرن البولندي روبرت ليفاندوفسكي. صحيح أن الأخير تألّق على نحو غير مسبوق هذا الموسم بأهدافه الكثيرة وثبات مستواه، لكن في النهاية ميسي يبقى ميسي ولا يمكن وضع المقارنات بينه وبين ليفاندوفسكي لمجرّد بروز الأخير اللافت في موسم واحد حتى قيل أنه الأجدر بالكرة الذهبية هذا العام قبل إلغاء الجائزة. يجدر إذاً تصحيح المقارنة أو إعادتها إلى ما كانت عليه في مباريات الفريقَين السابقة: ميسى ليس في تحدِّ مع ليفاندوفسكي بل مع كل بايرن. للتأكيد على ذلك تكفي تصريحات البافاريين الكثيرة في الأيام الأخيرة والتي تركّزت كلها على ميسي وبأن بايرن هو الأقوى وفق رأيهم. هكذا بقي ميسي الشغل الشاغل لهؤلاء، كما الحال مع كل فريق ينافس "البرسا".
وبعد هذا التحدّي، الذي يأتي في المقدمة، والذي إذا نجح بايرن فيه فإنه سيكون طريقه الأول إلى الفوز، تأتي عناوين وتحدّيات أخرى في المباراة كما التحدّي بين خطيّ وسط الفريقَين ومن منهما سيبسط سيطرته على اللعب ويكون الأكفأ في مساندة خطيّ الهجوم والدفاع في كلا الطرفين. هذا تحدٍّ مهمّ وسيكون له تأثيره على نتيجة المباراة.
كذلك، هناك التحدّي بين حارسين من الأفضل في العالم حالياً وهما مارك – أندريه تير شتيغن من جانب "البرسا" ومانويل نوير من جانب بايرن واللذين يلعبان دوراً مؤثّراً في فريقَيهما وإن كان دور تير شتيغن يبرز أكثر مع برشلونة في ظل ضعف خط دفاع الفريق حيث يتحمّل أحياناً لوحده عبء التصدّي للهجمات والكرات الكثيرة التي تصوَّب نحو مرمى فريقه. ولعل التحدّي بين الحارسَين الكبيرَين يأخذ بعداً إضافياً مهماً بينهما وهو صراعهما على مركز الحارس الأساسي في منتخب ألمانيا حيث لا يزال يواكيم لوف يعتمد على نوير رغم كل تألُّق تير شتيغن.
أيضاً وأيضاً، هناك التحدّي بين المدرّبين كيكي سيتيين من جهة برشلونة وهانز – ديتر فليك من جهة بايرن في موسمهما الأول مع فريقَيهما. مباراة اليوم تحمل أهمية كبيرة لكليهما. الأول لتعويض إخفاقاته حتى الآن مع الكتالوني في مسابقتيّ الدوري والكأس في إسبانيا اللتين لم يتوَّج بلقبيهما، لذا لم يعد أمامه سوى دوري الأبطال للتتويج بلقب هذا الموسم وحتى ربما للحفاظ على منصبه في ظل الانتقادات الكثيرة التي تعرّض لها.
أما الوضع فيبدو مختلفاً تماماً مع فليك الذي أدهش الجميع منذ أن استلم تدريب بايرن مؤقّتاً قُبيل منتصف هذا الموسم تقريباً وبعد تراجع نتائج البافاري ليقلب الفريق رأساً على عقب ويتغيّر حاله تماماً ويحرز لقبيّ الدوري والكأس حيث ثبّتته الإدارة في منصبه، وهو يسعى لمواصلة إنجازاته في دوري الأبطال وقيادة الفريق إلى اللقب والتتويج بالثلاثية.
أخيراً هناك التحدّي بين مدينتيّ برشلونة وميونيخ الساعيتين للريادة الأوروبية وتزعُّم القارة مجدّداً بعد أن سيطرت مدريد في الأعوام الأخيرة ثم توِّجت مدينة ليفربول العام الماضي. الأكيد أن اليوم ستسهر إحدى المدينتين حتى الصباح محتفلة ضاحكة... أما الثانية فستغفو باكراً باكية.