مانشستر سيتي يفشل مجدّداً أوروبياً... خيبات الإماراتيين لا تنتهي
مانشستر سيتي يفشل مجدّداً في الوصول إلى نهائي دوري الأبطال والتتويج باللقب للمرة الأولى. هي الخيبة الأكبر لمالكي النادي بالوصول إلى الريادة الأوروبية رغم الأموال والإمكانات الكبيرة.
مجدّداً عاش مانشستر سيتي الإنكليزي الخيبة الأوروبية بفشله في التأهّل إلى نهائي دوري الأبطال والتتويج بالكأس للمرة الأولى في تاريخه. ولكن هذه المرة الخيبة كبيرة والحسرة أكثر قساوة وتفوق كلّ المرات السابقة إذ كثرٌ كانوا يعتقدون أن "السيتيزنس" سيُتوَّج هذا الموسم باللقب. الفريق وصل إلى ربع النهائي بعد تخطّيه ريال مدريد الإسباني في دور الـ 16. منافسه هو ليون الفرنسي. أغلب الترشيحات كانت تصبّ في مصلحة سيتي للفوز والتأهّل إلى نصف النهائي، وقلة قليلة جداً كانت تعتقد غير ذلك، إذ إن الفارق كبير بين الأسماء الموجودة في الطرفين فضلاً عن الفارق الشاسع بين الناديين في الإمكانيات إذ إن مانشستر سيتي هو في صدارة فرق العالم في ترتيب القيمة السوقية حيث تبلغ قيمة فريقه 1,02 مليار يورو... أين ليون منه؟
ثم إن الحافز كان كبيراً لدى سيتي هذا الموسم بعد فشله في الدوري أمام ليفربول وفي كأس إنكلترا، فضلاً عن أن مدرّبه الإسباني جوسيب غوارديولا كان يطمح في موسمه الرابع مع الفريق لمنح سيتي اللقب الأوروبي الأول له وليحرز هو شخصياً اللقب مجدّداً بعد عام 2011 حين توِّج به للمرة الأخيرة مع برشلونة الإسباني. لكن كل هذا ذهب أدراج الرياح أمس حيث تلقّى الفريق خسارة قاسية أمام ليون جعلت موسمه يكون الأسوأ من دون أي لقب كبير.
المال الإماراتي... والحلم الأوروبي الضائع
غير أن الخيبة الكبيرة في الفشل الأوروبي الجديد هي للإماراتيين الذين يملكون مانشستر سيتي. في عام 2008 وصل هؤلاء إلى مدينة مانشستر التي يتزعّمها الفريق العريق مانشستر يونايتد وذلك ليجعلوا من غريمه مانشستر سيتي زعيماً لإنكلترا ولأوروبا. التتويج بلقب "البريميير ليغ" لم يكن جديداً على سيتي الذي أحرزه سابقاً، لكن لقب دوري أبطال أوروبا هو الهدف الأول والأساسي لجعل الريادة الأوروبية لمانشستر سيتي وليصبح في مصاف الفرق العريقة والتاريخية للقارّة.
كل شيء تغيّر في مانشستر سيتي منذ أن امتلكه منصور بن زايد آل نهيان وهو أحد أبناء زايد بن سلطان آل نهيان الرئيس السابق للإمارات وهو يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة في الإمارات، فيما ترأس النادي الإماراتي خلدون مبارك. هكذا أصبح اسم ملعب سيتي "الاتحاد" وراح بن زايد يصرف الأموال على النادي ليصبح الأغلى قيمة في العالم. جاء بأهم النجوم من كيفن دي بروين إلى رحيم سترلينغ وبرناردو سيلفا وإيميريك لابورت وغيرهم الكثير الكثير لهدف واحد وهو التتويج بلقب دوري الأبطال. لم يكتفِ بذلك بل تعاقد مع واحد من أفضل المدرّبين في العالم وهو غوارديولا، ومجدّداً لهدف واحد وحلم واحد هو اللقب الأوروبي.
لكن الفشل راح يلاحق الفريق عاماً بعد عام خصوصاً في الفترة التي كان يعوَّل عليها كثيراً مع غوارديولا ووجود أهم النجوم إذ كان الفريق يفشل في الوصول إلى نصف نهائي دوري الأبطال، وهذا ما تكرّر أمس لكن هذه المرة بشكل أكثر فداحة وقسوة، إذ شتّان بين سيتي وما يمتلكه وليون، لكن على أرض الملعب كسبت الإرادة والتحدّي والجديّة وخسر المال والأسماء الرنانة.
بعد المباراة قال دي بروين بأن الخسارة كانت درساً لفريقه، هي بالفعل كذلك، وهي قبل ذلك درس جديد في الكرة بأن المال لا يصنع التاريخ.