كورونا... الفيروس التاجي يتوِّج أبطال أوروبا!

تأثير كبير لفيروس كورونا على استكمال مسابقتيّ دوري أبطال أوروبا و"يوروبا ليغ" هذا الموسم من خلال النتائج... كيف ذلك؟

  • الغلبة بعد موسم شاقّ ومتعب للأكثر قوةً بدنياً وجهوزية وقدرة على التحمّل
    الغلبة في دوري الأبطال و"يوروبا ليغ" بعد موسم شاقّ ومتعب للأكثر قوةً بدنياً وجهوزية وقدرة على التحمّل

كما هو معلوم فإن فيروس كورونا كان له تأثيره الكبير على عالم الرياضة حيث تأجّلت بطولات كبرى وأُلغيت أخرى وتوقّفت المنافسات في مختلف أرجاء العالم قبل استكمالها. لكن تأثير كورونا لا ينحصر فقط هنا، بل وصل إلى النتائج وتحديداً في المسابقتين الأوروبيتَين دوري الأبطال و"يوروبا ليغ" اللتين تُلعب مبارياتهما حالياً في البرتغال وألمانيا على التوالي.

بسبب كورونا استُكملت المسابقتان ببطولتين مصغّرتين من مباراة واحدة في أدوار خروج المغلوب بدءاً ربع النهائي حتى المباراة النهائية، لكن ما يمكن ملاحظته من خلال النتائج أن تأثير كورونا كان كبيراً وأساسياً على الأمور الفنية والجهوزية والجانب البدني على أرض الملعب.

كيف ذلك؟ نحن نحكي هنا عن منافسات أوروبية تُستكمَل في الصيف وبعد موسم شاقّ طال أمده كما لم يحصل سابقاً في تاريخ الكرة. لذا فإن الجانب البدني والجهوزية والقدرة على التحمّل كلها أمور كانت حاسمة في مباريات دوري الأبطال و"يوروبا ليغ" الحالية.

التأكيد على ذلك، وبوضوح، نجده في نصف نهائي دوري الأبطال حيث تأهّلت فرق بايرن ميونيخ ولايبزيغ من ألمانيا وباريس سان جيرمان وليون من فرنسا، أي الحديث هنا عن "البوندسليغا" التي انتهت مبكراً قبل البطولات الكبرى الأخرى بعد استكمالها بعد التوقّف بسبب كورونا علماً أن بايرن كان قد حسم اللقب قبل انتهاء الموسم فيما كان لايبزيغ يُكمل الموسم لمجرّد إكماله، ما يعني أن الفريقَين حصلا على قسط وافر من الراحة للتحضير جيداً لاستكمال "التشامبيونز ليغ" في شهر آب/ أغسطس للمرة الأولى في تاريخ البطولة ولقراءة المنافسين جيداً.

هكذا رأينا بايرن يتفوّق تماماً على برشلونة الإسباني في الجانب البدني الذي كان أحد أسباب الفوز التاريخي 8-2 أما لايبزيغ فتمكّن من الاطاحة بأتلتيكو مدريد الذي يشتهر بقوة لاعبيه البدنية لكن الأمر كان مختلفاً في مباراتهما بسبب الظروف التي ذكرناها واستطاع التفوّق عليه قبل دقيقتين من نهاية المباراة أي أنه امتلك قدرة التحمّل أكثر من منافسه حتى نهاية المباراة.

هذه الراحة والوقت الكافي للاستعداد والتحضير نجدها أكثر عند باريس سان جيرمان وليون إذ إن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم كان قد قرّر ألّا يستكمل "الليغ 1" بغد التوقُّف بسبب كورونا وهذا ما منح الفريقين الأفضلية في ربع النهائي، فرأينا سان جيرمان يقلب تأخّره أمام أتالانتا الإيطالي في اللحظات الأخيرة وهذا دليل على جهوزيته حتى اللحظات الأخيرة عكس منافسه الذي بذل كل مجهوده في الدوري الإيطالي خصوصاً في المراحل الأخيرة عند دخوله منافساً على اللقب، كما أن ليون استطاع الصمود أمام مانشستر سيتي القويّ رغم تسجيل الأخير هدف التعادل وتمكّن من تسجيل هدفيّ الفوز في الدقائق العشر الأخيرة، وذلك بعد أن كان صمد في مباراة إياب دور الـ 16 المؤجّلة أمام يوفنتوس الإيطالي وخسر فقط 1-2 بعد فوزه ذهاباً 1-0 على أرضه قبل توقُّف البطولة بسبب كورونا وتأهّل بالتالي، ما يعني أنه خاض مباراتين على التوالي أمام فريقَين كبيرَين ويفوقانه قوّة في إياب دور الـ 16 وربع النهائي في أيام قليلة.

في المقابل، نجد أن الفرق الإنكليزية والإسبانية والإيطالية فشلت سواء في ربع النهائي أو في مباريات إياب دور الـ 16 التي استُكملت في هذه الفترة لتغيب عن نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 1991 كما أن الخيبة كانت كبيرة للكرة الإنكليزية بعد أن سيطرت في العام الماضي على مسابقتيّ دوري الأبطال و"يوروبا ليغ" بوصول فريقين إنكليزيين إلى كل نهائي حيث توِّج ليفربول وتشلسي باللقبين.

إذ إن هذه أغلب هذه الفرق بذلت المجهود الكبير في بطولاتها بعد استكمال المنافسات فرأينا مثلاً في الدوري الإسباني ريال مدريد وبرشلونة يتصارعان بضراوة على لقب "الليغا" حتى الأمتار الأخيرة بينما أن أتلتيكو كان ينافس على التأهّل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل.

الأمر يبدو مشابهاً في "يوروبا ليغ" وأعطى عنه مثلاً مانشستر يونايتد أمس حيث كان واضحاً أن الجانب البدني سيلعب دوراً في نتيجة مباراته أمام إشبيلية الذي عاش موسماً شبيهاً له وأي من الفريقَين سيمتلك قدرة التحمّل أكثر، ليتفوّق في النهاية الفريق الأندلسي ويقرّ مدرّب يونايتد النروجي أولي غونار سولسكاير بعد المباراة أن فريقه أُصيب بالإرهاق في هذا الوقت من الموسم الشاقّ حيث كان في منافسة قوية للتأهّل إلى دوري الأبطال في "البريميير ليغ"، وهذا هو الحال مع تشلسي الذي عاد وسقط سقوطاً كبيراً أمام بايرن ميونيخ الألماني 1-4 في إياب دور الـ 16 لدوري الأبطال.

وللتأكيد أكثر على ذلك بالنسبة ليونايتد فإنه فاز على لاسك النمسوي في ذهاب دور الـ 16 بنتيجة كبيرة 5-0 قبل توقُّف المنافسات بسبب كورونا أما بعد استكمالها وخوض مباراة الإياب بعد انتهاء موسم "البريميير ليغ" الشاقّ فإنه اكتفى بالفوز بنتيجة 2-1 رغم أن المباراة كانت على ملعبه "أولد ترافورد" ثم فاز في ربع النهائي بصعوبة بالغة بعد التمديد 1-0 على كوبنهاغن الدنماركي قبل الخسارة أمس أمام إشبيلية.

ما يجدر قوله أن في مسابقتيّ دوري الأبطال ويوروبا ليغ الاستثنائيتين هذا الموسم بسبب كورونا بعد موسم شاقّ ومتعب وقياسيّ من حيث المدة الزمنية فإن الغلبة للأكثر قوّةً بدنياً والأكثر قدرة على التحمّل. البقاء هو لـ "الأطول نفَساً".

يمكن القول، دون الانتقاص والتقليل من قوّة الفرق وجدارتها في الفوز والتأهّل، أن الفيروس التاجي يلعب دوراً في التتويجات القارية هذا الموسم!