هذا هو نيمار
يمكن القول أن النجم نيمار كان بطل تأهُّل باريس سان جيرمان إلى نهائي دوري الأبطال. رغم أنه لم يسجّل في ربع النهائي ونصف النهائي، لكنه قدّم الكثير.
منذ مجيئه إلى باريس سان جيرمان الفرنسي قادماً من برشلونة الإسباني واجه النجم البرازيلي نيمار ظروفاً صعبة. تعرّض للإصابات مراراً وغاب عن مباريات في دوري الأبطال كلّفت فريقه غالياً، وفي أحيان أخرى تعرّض لانتقادات وحُكي أكثر من مرة أنه سينتقل من صفوف النادي الباريسيّ؛ مرةً إلى ريال مدريد وأخرى عائداً إلى "البرسا".
ليس خافياً أن تعاقُد سان جيرمان مع نيمار كان هدفه الأول قيادته الفريق للتتويج للمرة الأولى في تاريخه بلقب دوري أبطال أوروبا وليصبح ثاني فريق فرنسيّ يحرز اللقب بعد مرسيليا عام 1993. صحيح أن كيليان مبابي لمع نجمه في الفريق، لكن يبقى نيمار النجم الأول والملهم الأول.
في هذا الموسم من "التشامبيونز ليغ" كانت المحاولة الجديدة لسان جيرمان للتتويج باللقب. جاءت البطولة المصغّرة في لشبونة البرتغالية بدءاً من ربع النهائي لاستكمال المسابقة بعد فيروس كورونا. الفريق الباريسي تحضّر جيداً ذلك أن الدوري الفرنسي لم يُستكمَل وتم تتويجه باللقب. نيمار لا يعاني من الإصابات. المهمّة ملقاة إذاً على عاتقه لقيادة فريقه إلى المباراة النهائية ومن ثم محاولة التتويج باللقب.
هكذا، في الوقت الذي احتاجه سان جيرمان في ربع النهائي ونصف النهائي بعد استكمال البطولة كان النجم البرازيلي في أفضل مستوياته. صحيح أنه لم يسجّل في المباراتين أمام أتالانتا الإيطالي وأمس أمام لايبزيغ الألماني، لكنه قدّم الكثير الكثير وتألّق على نحو ليس له مثيل. راوغ ومرّر واستعرض مهاراته الرائعة وسدّد وصنع الأهداف وأبدع. رأينا نسخة جديدة من نيمار حيث لا يكون الهدّاف بل صانع الأهداف. لا يلعب بأنانية. لا يمثّل السقوط على أرض الملعب، كما كان يُنتقَد مراراً سابقاً، بل يحصل على الكثير الكثير من الأخطاء من المنافسين والتي تمنح فريقه الركلات الثابتة التي يستفيد منها على غرار حصوله على الخطأ الذي أدّى إلى الهدف الأول الذي سجّله مواطنه ماركينيوس أمس ومهّد الفوز لسان جيرمان. في الحقيقة لم يجد المدافعون سوى الأخطاء لإيقاف انطلاقات نيمار ومراوغاته. لا يمكن إحصاء عدد الأخطاء التي حصل عليها في المباراتين الأخيرتين.
براعة نيمار كانت بعودته إلى منتصف الملعب للحصول على الكرات والانطلاق بالهجمات. صحيح أنه لم يسجّل ويُعاب عليه إهداره فرصاً سهلة، لكن هنا القوة أن لاعباً مثل نيمار لا يسجّل لكنه يكون نجماً لفريقه ويقوده إلى الفوز من خلال ما قدّمه من إبداعات على أرض الملعب.
أما عن تألّقه في صناعة الأهداف في المباراتين فتلك ميزة جديدة ويكفي لتأكيد براعته هدف أنخل دي ماريا الثاني لسان جيرمان أمس عندما لعب البرازيلي الكرة لزميله الأرجنتيني بطريقة فنية مدهشة بكعب القدم لا يلعبها إلا نجم كبير.
قبل المباراة أمام لايبزيغ أمس وبعد أدائه أمام أتالانتا، قال المدرب الإيطالي القدير مارتشيللو ليبي لصحيفة "لا غازيتا ديللو سبورت" الإيطالية: "عند الحديث عن نيمار لم أكن أوافق على مقارنته برونالدو أو ميسي. كنت أراه جيداً ولكن ليس بمستواهما. اليوم يلعب كظاهرة حقيقية. كلاعب كرة ذهبية".
هكذا بقي نيمار وخرج رونالدو وميسي. البرازيلي الآن في النهائي. سيخوض أهمّ مباراة له مع سان جيرمان، فهل يكسب مجدّداً التحدّي؟