الدوري الإيراني... أوّل مَن رفع شعار القدس وفلسطين

ينطلق اليوم الموسم الجديد من الدوري الإيراني لكرة القدم. هو الدوري الذي يُعَدّ من الأقوى في قارّة آسيا وهذا ما يتأكّد دائماً من خلال المنتخب الإيراني ونتائج الفِرَق الإيرانية في دوري أبطال آسيا.

  • الدوري الإيراني من الأقوى في آسيا
    الدوري الإيراني من الأقوى في آسيا

لا يمكن الحديث عن الدوري الإيراني لكرة القدم، الذي ينطلق موسمه الجديد اليوم الجمعة، دون العودة إلى الفترة التي تلت مباشرة انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الراحل، روح الله الموسوي الخميني. إذ قبلها في زمن الشاه المخلوع كانت تتنافس في الدوري فرق محافظة طهران فقط، أما بعدها فأصبحت كل المحافظات الإيرانية تشارك في الدوري. من هنا بدأت مرحلة جديدة لهذه البطولة وتطوّرت وارتقت واتّسعت شعبيتها. 

لكن الأهم من ذلك أنه في تلك الفترة فإن أول بطولة وطنية في إيران سُمِّيت "دوري القدس". هكذا كان للتسمية أهميتها التي أكّدت ما تمثّله القضية الفلسطينية للثورة الإسلامية بأن تكون الكرة الإيرانية منذ انطلاقها بعد الإطاحة بنظام الشاه أول من يرفع شعار القدس وفلسطين. كان الأمر مشابهاً بالإطاحة بسفارة "إسرائيل" إبّان الانتصار وتسميتها سفارة فلسطين ورفْع علم فلسطين.

هكذا كانت فلسطين الحاضرة في الكرة الإيرانية وظلّت كذلك حتى يومنا هذا من خلال الشعارات والهتافات المؤيّدة للقضية الفلسطينية في ملعب "آزادي" التاريخي في طهران. هو ملعب "الحرية" ولا يوجد مكان أفضل منه يُرفَع فيه شعار حرية فلسطين.

يمكن القول أنه منذ تلك الفترة بدأت حقبة مشرقة في الكرة الإيرانية حتى عام 2001 عندما انطلق دوري المحترفين وامتداداً إلى يومنا هذا. يكفي القول أن ملعب "آزادي" وغيره من الملاعب الإيرانية خرّجت الكثير من النجوم الأفذاذ الذين لمعوا في سماء الكرة في آسيا وحتى عرفوا الشهرة في ملاعب أوروبا بدءأ من علي دائي، الذي لا يزال الهداف التاريخي للمنتخبات متفوّقاً على النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، إلى كريم باقري وحميد إستيلي ومهدي مهادافيكيا وعلي كريمي وجلال حسيني وصولاً إلى يومنا هذا مع سردار أزمون ومهدي طاريمي والحارس المميز علي رضا بيرانفند وغيرهم الكثير.

يمكن القول أيضاً أن المنتخب الإيراني يؤكّد بدوره دائماً قوّة الدوري الإيراني حيث يحافظ هذا المنتخب على ثباته ويُعتبر من الأفضل في آسيا وهو في الترتيب الثاني حالياً في القارّة الآسيوية في تصنيف "الفيفا" وراء اليابان وهو دائم الحضور في بطولات كأس العالم.

كما أن نتائج الفرق الإيرانية في دوري أبطال آسيا، وتحديداً هذا العام، تؤكّد قوّة الدوري الإيراني - الذي يُعدّ بين أفضل 5 بطولات في آسيا وفق تصنيف الاتحاد الآسيوي - إذ إن هذه الفرق تألّقت في البطولة القارية ليصل نادي برسبوليس العريق إلى المباراة النهائية عن جدارة وتفوُّق.

وبالحديث عن برسبوليس فهو النادي الأكثر شعبية في إيران وهو البطل القياسي بـ 13 لقباً بينها 4 ألقاب متتالية في الأعوام الأربعة الأخيرة، كما تشتهر في الدوري مبارياته مع استقلال طهران التي تحظى بحضور جماهيري يحتشد في ملعب "آزادي" لكن هذا الموسم لن يكون كذلك بسبب فيروس كورونا حيث ستقام المباريات من دون جمهور كما الحال عند استكمال البطولة في الموسم الماضي بعد توقّفها لعدة أشهر بسبب كورونا.

إذاً ينطلق اليوم الدوري الإيراني. كعادته يُنتظر أن يقدّم هذا الموسم، كما في المواسم السابقة، تنافساً قوياً ومواهب جديدة تؤكّد مجدّداً قوّة الكرة الإيرانية.