جيرارد أيقونة ليفربول الساحرة

ستيفن جيرارد يعتزل. كثيرة هي المحطات المميزة في مسيرة هذا النجم الكبير، وعلى قدرها هي الذكريات التي خلّفها في ملاعب الكرة حتى غدا رمزاً وأيقونة وأسطورة في ليفربول.

ستيفن جيرارد
كثيرة هي المحطات المميزة في مسيرة ستيفن جيرارد، وعلى قدرها هي الذكريات التي خلّفها هذا النجم الكبير في ملاعب الكرة. جلّ هذه الذكريات يحكي عنها ملعب "آنفيلد رود" في ليفربول، إذ لا يمكن الحديث عن جيرارد دون الحديث عن مدينة ليفربول وفريقها "الريدز". بين جيرارد وتلك المدينة التي ولد فيها قصة عشق يندر مثيلها في عالم الساحرة المستديرة، إذ قلة هم اللاعبون الذين بقوا أوفياء لفريقهم الأول. جيرارد أحد هؤلاء بعد أن نشأ في ليفربول وارتدى قميص الفريق طيلة 17 عاماً، هناك حيث غنّت له الجماهير أجمل الأناشيد ودخل دون استئذان قلوب الكبير والصغير حتى غدا رمزاً وأيقونة تتغنى به المدينة المستريحة على ضفاف نهر الميرساي، حتى غدا أسطورة نقشت سحرها على عشب الـ "آنفيلد" وكتبت جزءاً من تاريخ ليفربول ستحتفظ به السجلات وتتناقله الأجيال. في "آنفيلد" كل نقطة عرق ذرفها جيرارد كان لها قصة. قصة لاعب يندر وجود نظير له في العطاء والتضحية إلى ما لا حدود. جيرارد كان أكثر من لاعب كان كالمقاتل ذوداً عن شعار ليفربول.

في "آنفيلد" امتزجت أحاسيس ومشاعر جيرارد التي تشاركها مع جمهور الفريق الهائم بحبه. هناك احتفل وفرح بأهدافه الرائعة تحديداً من تلك التسديدات المذهلة، وعاش المجد عندما عاد حاملاً كأس دوري أبطال أوروبا عام 2005، وهناك أيضاً بكى حرقة على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز الذي انتظرته ليفربول ردحاً من الزمن وكاد أن يهيده إياها في 2014 لولا انزلاقته الشهيرة في المباراة قبل الأخيرة أمام تشلسي والتي تسببت بالخسارة وضياع الحلم رغم أن جيرارد كان يقدم أفضل مستوياته مع "الريدز" متحدياً تقدمه في السن.

وعندما قرر جيرارد مغادرة ليفربول فإنه رفض أن يجرحها بارتدائه قميص فريق آخر في إنكلترا أو أوروبا، هو الذي رفض في عزّ مسيرته عروضاً من فرق كبرى، فشدّ رحاله عابراً المحيط بعيداً إلى الولايات المتحدة في تجربة يمكن وصفها بالسياحية لا يُزعج فيها ليفربول، إذ إن جيرارد مِلك ليفربول وحدها.

هكذا، وعند سماعك نبأ اعتزال جيرارد لا يمكن إلا أن يمر في مخيلتك شريط ذكريات هذا النجم مع ليفربول دون غيره. جيرارد وضع إذاً توقيعه الأخير على كتاب مسيرته. كتاب تركه هذا النجم في متناول الأجيال القادمة، ففيه كنوز تكفي لأن يبقى صاحبها حاضراً في كل زمان.