إيطاليا × ألمانيا: حكاية مباراة حفرت في ذاكرة الكرة

لا يمكن عند رؤية اسمي ألمانيا وإيطاليا وجهاً لوجه في قائمة المباريات الدولية حتى لو كانت ودية إلا استذكار الماضي والتاريخ. لا مكان لكلمة ودية في مواجهات المنتخبين اللذين أحرزا لقب كأس العالم 8 مرات مناصفة، أما عن التاريخ فحدث ولا حرج، إذ إن مباراتهما تعد الأكثر كثافة من صور الماضي والمحطات التي حفرت عميقاً في ذاكرة عشاق اللعبة.

يتواجه المنتخبان ودياً الليلة في ميلانو

لا يمكن عند رؤية اسمي ألمانيا وإيطاليا وجهاً لوجه في قائمة المباريات الدولية حتى لو كانت ودية إلا استذكار الماضي والتاريخ. لا مكان لكلمة ودية في مواجهات المنتخبين اللذين أحرزا لقب كأس العالم 8 مرات مناصفة، أما عن التاريخ فحدث ولا حرج، إذ إن مباراتهما تعد الأكثر كثافة من صور الماضي والمحطات التي حفرت عميقاً في ذاكرة عشاق اللعبة حتى شكلت هذه المواجهة علامة فارقة يندر أن تقارن بغيرها من المواجهات، وهي تخطت في مرات عدة الزعامة الأوروبية إلى الزعامة العالمية والتي تمثلت في مباراة نهائية واثنتين في نصف النهائي في كأس العالم.

الليلة عند الساعة 21,45 (بتوقيت القدس الشريف) يتواجه المنتخبان ودياً في مدينة ميلانو في ملعبها الشهير "سان سيرو". هي مناسبة جديدة لاستذكار ماضي هذه القمة الإستثنائية، أو الأصح أن التاريخ هنا يفرض نفسه.

إذ كيف يمكن نسيان مواجهة الألمان والطليان في نصف نهائي مونديال 1970 في مكسيكو والتي وصفت بـ "أفضل مباراة في تاريخ كأس العالم"؟ تلك المباراة التي شهدت إثارة لا مثيل لها وانتهت بنتيجة 4-3 بعد التمديد بعد أن تقدم "الآتزوري" 1-0 حتى الدقيقة 90 قبل أن يعادل "المانشافت". ما شكل علامة فارقة في هذه المباراة أنها شهدت خمسة أهداف في الشوطين الإضافيين وهو الرقم الأعلى في تاريخ المونديال، أما لقطتها الأبرز فكانت مواصلة "القيصر" فرانتس بكنباور اللعب منذ الدقيقة 65 مثبتاً ضمادة على كتفه بعد أن تعرض لخلع جراء احتكاكه بالمدافع الإيطالي بيار لويجي سيرا مظهراً شجاعة قل نظيرها.

وللدلالة على عظمة هذه المباراة يكفي زيارة ملعب "آزتيك" الشهير حيث ثُبتت لوحة تذكارية تمجد المباراة وفيها: "ملعب آزتيك يكرّم منتخبي إيطاليا وألمانيا اللذين خاضا في مونديال 1970 مباراة القرن. 17 حزيران/ يونيو 1970".

المناسبة الكبرى الثانية كانت في نهائي مونديال 1982 في إسبانيا والذي حسمه الطليان 3-1 ليحرزوا اللقب. مواجهة لم تخلوا بدورها من علامة فارقة وهي إهدار ركلة الجزاء الوحيدة في الوقت الأصلي في نهائي المونديال عبر الإيطالي أنطونيو كابريني إذ بعده نجح كل من الهولندي يوهان نيسكينز والألمانيين بول برايتنر وأندرياس بريمه والفرنسي زين الدين زيدان في ترجمتها. أما لقطة المباراة فكانت الفرحة المؤثرة لماركو تارديللي بالهدف الثاني الذي سجله لإيطاليا والتي تعد من أجمل الإحتفالات بالأهداف في تاريخ كأس العالم.


مواجهات تاريخية بين الطرفين
التاريخ كان على الموعد مع مباراة جديدة بين المنتخبين وهذه المرة في نصف نهائي مونديال 2006 على أرض الألمان. حتى الدقيقة 119 كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي لكن هدفين من فابيو غروسو وبعده لأليساندرو دل بييرو أنهيا الحلم الألماني وواصلا عقدته الإيطالية. العلامة الفارقة في المباراة كانت تعرض ألمانيا لأول خسارة في نصف نهائي المونديال بعد 5 بطولات وللمفارقة منذ الخسارة أمام إيطاليا نفسها في نصف نهائي 1970، أما لقطتها الأبرز فكانت فرحة غروسو بهدفه الشبيهة بفرحة تارديللي قبل 24 عاماً ودموع قائد "المانشافت" ميكايل بالاك.

ثم كُتب التاريخ بين المنتخبين لكن هذه المرة في كأس أوروبا في نصف نهائي نسخة 2012 في بولندا وأوكرانيا ومجدداً كان الفوز حليف الطليان بهدفي ماريو بالوتيللي مقابل هدف مسعود أوزيل. لقطة المباراة والتي شغلت العالم كانت احتفال بالوتيللي بهدفه الثاني عندما خلع قميصه مبرزاً عضلاته.

... وأخيراً كانت المواجهة بين الطرفين في نصف نهائي كأس أوروبا 2016 في فرنسا والتي ثأر فيها الألمان لكل هذا الماضي عبر ركلات الترجيح بعد التعادل 1-1. العلامة الفارقة في المباراة أنها الوحيدة في تاريخ المنتخبين التي حسمتها ركلات الترجيح أما اللقطة الأبرز فكانت لمسة اليد التي منح من خلالها مدافع ألمانيا جيروم بواتنغ ركلة جزاء لإيطاليا.

كل هذا التاريخ سيكون حاضراً الليلة في ميلانو. لا مكان للقول هنا أن المباراة ودية. أمام هذا الماضي يصبح الفوز مطلباً ضرورياً على قاعدة تسجيل كل طرف نقطة على الآخر في كتاب حربهما الطويلة.