أنشيلوتي في الـ "برنابيو": البطل أو الخاسر الأكبر

صانع الإنتصار بالكأس الأوروبية العاشرة "لا ديسيما" يعود هذه المرة خصماً إلى ملعب ريال مدريد "سانتياغو برنابيو". لا شك بأن الأنظار ستكون مركّزة على الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب بايرن ميونيخ أكثر من غيره لأسباب عديدة، الليلة، في المباراة بين الفريقين في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

أنشيلوتي خلال الحصة التدريبية استعداداً للمباراة (أ ف ب)
أمسية جديدة مرتقبة تنتظر اليوم عشاق دوري أبطال أوروبا عندما يحل بايرن ميونيخ الألماني ضيفاً على ريال مدريد الإسباني على ملعب "سانتياغو برنابيو". نتيجة الذهاب التي انتهت بفوز الملكي 2-1 تقود إلى أن حظوظه مرتفعة للحصول على بطاقة التأهل إلى نصف النهائي، لكن يبقى هذا مجرد كلام "على الورق" وليس بالضرورة أن ينطبق على أرض الواقع إذ إن تفاصيل كثيرة قد تغيّر المشهد برمّته كما حصل في مباراة الذهاب عند طُرد لاعب البافاري الإسباني خافي مارتينيز والذي كان نقطة تحوّل في المباراة.

بيد أن النقطة البارزة الليلة هي عودة الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى مدريد. صانع الإنتصار بالكأس الأوروبية العاشرة "لا ديسيما" يعود هذه المرة خصماً إلى "سانتياغو برنابيو". لا شك بأن الأنظار ستكون مركّزة على أنشيلوتي في هذه الأمسية أكثر من غيره لأسباب عديدة.

أولاً، فإن الإيطالي يحمل ثأراً شخصياً من ريال مدريد نظراً للطريقة التي أُخرج بها من الفريق بعد أن حقق له المجد حيث يعتقد أنشيلوتي أن غبناً لحق به وقد كشفت أمس صحيفة "أس" المدريدية عن بعض خباياه من خلال مقتطفات من كتاب جديد لأنشيلوتي يتحدث فيه عن تلك المرحلة وكيف توترت علاقته برئيس الريال فلورنتينو بيريز منذ أن قرر استبدال الويلزي غاريث بايل في المباراة التي خسرها الفريق أمام فالنسيا وهذا ما لم يرق لبيريز الذي كان يعتبر بايل بمثابة "الطفل المدلل" في القلعة البيضاء بعد أن اشتراه بمبلغ 100 مليون يورو وكان أحد الأسباب التي أدّت لخروج الإيطالي من النادي. وبالتالي فإن الخسارة ذهاباً في "أليانز أرينا" تركت جراحها البالغة لدى أنشيلوتي لأنها جاءت أمام الفريق الذي طعنه سابقاً في ظهره وكان يمنّي النفس بأن يردها له في الميدان.

ثانياً، لا يخفى أن أنشيلوتي سيكون اليوم تحت ضغط كبير من بايرن قبل الريال إذ إن البافاريين يعوّلون عليه بالدرجة الأولى قبل البولندي روبرت ليفاندوفسكي أو الهولندي أريين روبن أو غيرهما من النجوم لتعويض نتيجة الذهاب خصوصاً أن التعاقد معه كان الهدف منه العودة للسيطرة الأوروبية بدءاً من هذا الموسم نظراً لخبرته الكبيرة بإحرازه لقب "التشامبيونز ليغ" ثلاث مرات بواقع مرتين مع ميلان الإيطالي ومرة مع ريال مدريد، ليأتي السقوط ذهاباً في ملعب بايرن بمثابة المفاجأة للبافاريين خصوصاً أنه أمام الفريق الذي من المفترض أن الإيطالي يحفظ لاعبيه جيداً وهذا ما ركّزت عليه التحليلات قبل المباراة الأولى وما يبدو مطالباً أنشيلوتي بتأكيده في المباراة الثانية اليوم.

ثالثاً، يدرك أنشيلوتي جيداً أنه أمام تحد شخصي في الـ "برنابيو" الليلة مع مدرب الملكي الفرنسي زين الدين زيدان ذلك أن سقوط الإيطالي أمامه مجدداً وخروجه من المسابقة على يده سيترك أثراً كبيراً عليه وسيكون محرجاً له بعد أن أشرف على الأخير عندما كان مدرباً ليوفنتوس الإيطالي ومن ثم لقّنه أبجديات التدريب عندما كان "زيزو" مساعداً له في الريال. يكفي هنا فقط العودة إلى لقطة مصافحة أنشيلوتي لزيدان في الذهاب والتي اتسمت بالبرودة والجفاء وكانت خاطفة للتأكد من ذلك.

هي أمسية مرتقبة بكافة المقاييس بالنسبة لأنشيلوتي اليوم، فإما يخرج منها بطلاً أو الخاسر الأكبر.