منتخب إنكلترا... ساعة "بيغ بن" بتوقيت مونديال 1966
الأنظار تتّجه دوماً نحو منتخب إنكلترا قبل انطلاق كل مونديال. هذا الأمر لا علاقة له طبعاً بتاريخ المنتخب الإنكليزي البطل مرة واحدة، بل بالدرجة الأولى بسبب قوّة الكرة الإنكليزية متمثّلة بالدوري الممتاز بالإضافة إلى أن كرة إنكلترا لطالما خرّجت نجوماً كبار.
دائماً ما تتّجه الأنظار نحو منتخب إنكلترا قبل انطلاق كل مونديال. هذا الأمر لا علاقة له طبعاً بتاريخ المنتخب الإنكليزي الذي أحرز اللقب العالمي مرة واحدة فقط وعلى أرضه وبطريقة مثيرة للجدل بهدف جيف هيرست، الذي لم يتجاوز خط مرمى ألمانيا والذي وصل في 14 مشاركة سابقة مرتين فقط إلى نصف النهائي عامي 1966 و1990، وحتى أنه فشل في التأهّل إلى البطولة كما في نسخ 1974 و1978 و1994، بل بالدرجة الأولى بسبب قوّة الكرة الإنكليزية متمثّلة بالدوري الممتاز بالإضافة إلى أن كرة إنكلترا لطالما خرّجت نجوماً كبار.
من هنا لطالما اعتُبر المنتخب الإنكليزي "ذا ثقل" في البطولات الكبرى وأن إسمه يسبقه إليها فيضعه كثيرون في دائرة المرشّحين للقب على الدوام، لكن منذ 1966 وباستثناء مونديال 1990 الذي خسر فيه بركلات الترجيح أمام ألمانيا، فإن منتخب "الأسود الثلاثة" لم يستطع تحقيق الإنجازات وكان، دوماً، عُرضة للخيبات. هذا الأمر كان يدعو دوماً للاستغراب حيال منتخب ضمّ مثلاً في حقبة من الزمن استمرت لحوالى 5 بطولات كأس العالم من 1998 حتى 2014 نجوماً كبار على غرار جيلَي ديفيد بيكهام ومايكل أوين وريو فرديناند وبول سكولز والأخوين غاري وفيل نيفيل وستيفن جيرارد وفرانك لامبارد وواين روني وآشلي كول وجون تيري وغيرهم الكثير، لكن المُحصّلة كانت مُخيّبة حيث لم يتمكّن الإنكليز من تجاوز ربع النهائي، وحتى أنهم ودّعوا من الدور الأول في مونديال البرازيل في مجموعتهم التي تأهّل منها الأوروغواي وكوستاريكا.
هذا الأمر يُعيدنا إلى الحكاية ذاتها قبل كل بطولة وهي قوّة الدوري الإنكليزي وسطوته على المنتخب، حيث أن منتخب "الأسود الثلاثة" يبقى دوماً في ظل "البريميير ليغ" من جهة، ومن جهة ثانية فإن كثرة اللاعبين الأجانب في الدوري الإنكليزي كانت دوماً على حساب اللاعب المحلي وهذا ما أثّر على تطوّر الأخير.
كذلك فإن المشكلة الثانية التي لطالما عانى منها المنتخب الإنكليزي هي اعتماده على مدرسته الكلاسيكية القائمة على الكرات الطويلة واللعب البدني وغياب الابتكار التكتيكي، وهذا ما جعل منتخب "الأسود الثلاثة" مقروءاً دوماً أمام الخصوم.
في روسيا تدخل إنكلترا البطولة مجدّداً بتشكيلة قوية تضمّ لاعبي الخبرة والمواهب مع مدرب جديد شاب هذه المرة هو غاريث ساوثغيت. يبدو هذه المرة أن وجه إنكلترا مختلف مع ساوثغيت الذي منح الفرصة للعديد من المواهب على غرار ماركوس راشفورد ورحيم سترلينغ وديلي آلي وترينت ألكسندر – أرنولد ، ما أعطى "الأسود الثلاثة" خيارات فنية ومهارات فردية يمكنها أن تصنع الفارق.
لكن السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه كيف بإمكان ساوثغيت أن يلائم بين عناصر تشكيلته خصوصاً في ظل تواجد النجم هاري كاين، إذ من الواضح أن إسم هداف توتنهام يبدو طاغياً على المنتخب، وهنا سيكون ساوثغيت أمام اختبار إيجاد أسلوب اللعب الذي لا يعتمد فقط على كاين؟
على عكس المرات السابقة، لا يرشّح كثيرون إنكلترا لإحراز لقب مونديال روسيا 2018. برأي هؤلاء أن الإنكليز في حقبات سابقة كان لديهم نجوم أهمّ ولم يفعلوا شيئاً. كل هذا يبقى كلاماً طبعاً والمهم ما سيحصل على أرض الملعب. الثابت أن عقارب ساعة "بيغ بن" المونديالية لا تزال عند عام 1966. يحلم الإنكليز بالتأكيد أن يصبح 2018 توقيتها الجديد.