يوم الكبار في المونديال: إنه موعد البرازيليين والألمان
الأيام الثلاثة الأولى في مونديال روسيا كانت رائعة. الموعد كبير في اليوم الرابع عندما يبدأ المنتخبان البرازيلي والألماني مشوارهما في البطولة.
لم يمهلنا المونديال الوقت لنلتقط أنفاسنا. سريعاً كانت الحماسة. سريعاً أخذنا المونديال الروسي إلى مكان آخر في كرة القدم. لا بل قل إلى كوكب آخر، حيث الكرة لا تشبهها كرة والسحر ليس كمثله سحر.
في 3 أيام مونديالية لُعبت 8 مباريات وشهدت تسجيل 21 هدفاً أي ما معدله 2,6 هدفاً في المباراة الواحدة. رقم مهم طبعاً. يكفي القول أن كل المباريات شهدت أهدافاً. مباراتان لوحدهما شهدتا تسجيل 11 هدفاً (روسيا – السعودية 5-0 وإسبانيا – البرتغال 3-3). لم يشأ أهل المونديال أن ننتظر طويلاً لنرى الأهداف الرائعة، سريعاً كان كرمهم وافراً، فبدأت الحيرة مبكراً وفي أيام معدودة حول الهدف الأجمل: هل هو هدف الروسي دينيس تشيرشيف بمراوغة لاعبين في المباراة أمام السعودية، أم هدف اللاعب نفسه بتسديدة رائعة أم الركلة الحرة لزميله ألكسندر غولوفين، أم الركلة الحرة لـ "الدون" البرتغالي كريستيانو في مرمى إسبانيا، أم تسديدة الإسباني ناتشو فرنانديز في المباراة عينها؟
الحماسة كانت حاضرة تقريباً في كل المباريات التي لُعبت حتى الآن رغم تفاوتها بين مباراة وأخرى. الذروة كانت في مباراة البرتغال وإسبانيا التي شهدت ستة أهداف مناصفة بين المنتخبين. الفرنسيون عانوا للفوز على الأوستراليين. ومن الكبار أيضاً تعثّر الأرجنتينيون في أولى مفاجآت البطولة أمام الأيسلنديين أصحاب الروح القتالية العالية. مجدداً، أتعب الأرجنتينيون شعبهم بعد رحلة التصفيات الصعبة والمباريات الاستعدادية السيئة خصوصاً بالسداسية أمام إسبانيا. سيطر "راقصو التانغو" دون التمكن من تحقيق الفوز. خيبة جديدة مبكرة هذه المرة لبلاد دييغو مارادونا. "الأسطورة" كان في المدرجات يتحسّر على الكرات. ميسي؟ "ليو" مجدداً في مشكلة مع المونديال. كل شيء له حل عند هذا النجم إلا المونديال لا يزال أزمته الكبرى. حاول أمام أيسلندا لكنه اصطدم بدفاع حديدي. لاحت أمامه الفرصة للتسجيل لكنه أهدر ركلة الجزاء ومعها الفوز للأرجنتين. ليس هذا ميسي الذي تنتظره بلاد "التانغو". حتى الآن ميسي صفر ورونالدو ثلاثة. "الدون" ضرب بقوة بـ "هاتريك" أمام إسبانيا وفي مرمى من؟ الحارس الكبير ديفيد دي خيا.
يكفي القول أن اليوم الثالث للمونديال شهد 5 ركلات جزاء تُرجم 3 منها لأهداف وأُهدرت اثنتان. كان المونديال الروسي على مقربة من معادلة الرقم القياسي لمونديال فرنسا عام 1998 الذي شهد 6 ركلات جزاء في يوم واحد، تحديداً في 25 حزيران/ يونيو.
لكن اليوم الرابع سيكون مختلفاً. اليوم سيكون كبيراً عندما يطلّ كبيرا بطولة كأس العالم على مدار تاريخها أي البرازيل بألقابها الخمسة وألمانيا بألقبها الأربعة. مهلاً، تاريخ اليوم هو السابع عشر من حزيران/ يونيو. أي بلغة الأرقام 17. مشجعو ألمانيا على مواقع التواصل استعادوا ذكريات السباعية التاريخية. لعلها من غرائب مونديال روسيا أن يلعب "المانشافت" و"السيليساو" مباراتيهما في يوم يحمل الرقم 1 و7. صدفة مفرحة للألمان ومزعجة للبرازيليين طبعاً.
على أي الأحوال، يبدأ "السيليساو" مشواره في مواجهة سويسرا. النهم كبير لدى البرازيليين لتحقيق انطلاقة قوية لتعويض السباعية، لا بل الأهداف العشرة مع احتساب الخسارة بالثلاثة في مباراة المركز الثالث أمام هولندا في إطلالتهم الأخيرة في المونديال الذي استضافوه قبل 4 سنوات. الأنظار اليوم بالدرجة الأولى على نيمار. ماذا سيصنع الغائب الأبرز عن موقعة الألمان التاريخية في "مينيراو"؟ البرازيل برمّتها تضع آمالها على هذا النجم.
أما أبطال العالم الألمان فيستهلّون مشوارهم بمواجهة المكسيك. الكل ينتظر أيضاً ماذا سيقدّمه لاعبو المدرب يواكيم لوف في إطلالتهم الأولى خصوصاً بعد النتائج الضعيفة في المباريات الاستعدادية. لكن هذا هو "المانشافت" اعتاد غالباً أن يكون مختلفاً في الاستحقاقات الكبرى عن الوديّات. للتذكير فإن الألمان هزموا بتشكيلتهم الرديفة المكسيكيين أنفسهم 4-1 في نصف نهائي كأس القارات 2017 على الأراضي الروسية أيضاً، فهل سنكون أمام نتيجة كبيرة مجدداً؟
حتى الآن فإن الإنطباع الأول هو أن المونديال الروسي رائع. الكل يطمح لا بل يطمع لأن يكون القادم أكثر روعة. أن يكون خيالياً. المونديال لا يبخل. هل سيكون ذلك عندما يبدأ مشوار البرازيليين والألمان اليوم؟