رونالدو عنوان انطلاق بطولتيّ إسبانيا وإيطاليا
الموسم الجديد في بطولتيّ إسبانيا وإيطاليا ينطلق اليوم وغداً على التوالي. موسم رسم شكله لاعب واحد ألا وهو النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
بعد بطولتي إنكلترا وفرنسا، ينطلق اليوم وغداً الدوري الإسباني والدوري الإيطالي على التوالي. اللافت أن الموسم الجديد في هاتين البطولتين رسم شكله لاعب واحد ألا وهو النجم البرتغالي كريستيانو، إذ إن "الليغا" يبدأ من دون "الدون" الذي استقبلته الملاعب الإيطالية.
لا شك أنها خسارة كبرى بكافة المقاييس للدوري الإسباني من دون "سي آر 7". تأثير غياب النجم البرتغالي يبدأ في مدريد التي حقّق في فريقها الريال إنجازات لا تُعدّ ولا تُحصى وقاده إلى الألقاب المحلية والأوروبية والعالمية وسجّل فيه أرقاماً قياسية، وينسحب (التأثير) على المدينة الغريمة برشلونة حيث لن نرى بعد اليوم تلك المنافسة المحمومة والثنائية التي طبعت عالم الكرة بين رونالدو والنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، كما أن هذا التأثير يعمّ كل إسبانيا التي ستُحرَم ملاعبها من إبداعات البرتغالي.
الصورة تبدو مُعاكسة تماماً في إيطاليا. بدءاً من تورينو التي كسب فيها يوفنتوس نجماً عالمياً سيشكّل إضافة فنية واقتصادية كبيرة للنادي، لكن الأهم أن مجيء "الدون" سيشكّل رافعة للدوري الإيطالي ككل الذي لم يعرف منذ أمد بعيد نجماً بحجمه ما سيُعيد الأضواء إليه ويرفع من نسبة متابعة المباريات سواء في الملاعب أو على شاشات التلفاز.
على صعيد الدوري الإسباني، وكما كل عام، يُتوقَّع أن تنحصر المنافسة على اللقب بين الثلاثي الكبير قطبي مدريد الريال وأتلتيكو وبرشلونة.
صحيح أن "الميرينغي" خسر جهود رونالدو، وهذا له تأثيره، لكن ما يجدر قوله أن هذا اليوم كان سيأتي لا محالة خصوصاً مع تقدّم "الدون" في السن. بات إذاً لزاماً أن يتعايش الملكي مع واقعه الجديد من دون نجمه الأول في السنوات الماضية. إدارة النادي لم تقدم على تعاقد كبير لتعويض رونالدو. اكتفت (حتى الآن قبل انتهاء الانتقالات) بالرهان على الشابين ماركو أسينسيو والوافد الجديد البرازيلي الموهوب فينيسيوس جونيور مع إعطاء دور أكبر للنجم الويلزي غاريث بايل، أما التعاقد الكبير الوحيد فكان مع الحارس البلجيكي تيبو كورتوا رغم أن في صفوف الفريق واحداً من أفضل الحراس في العالم هو الكوستاريكي كايلور نافاس. المدرب الفرنسي زين الدين زيدان لم يعد في مدريد بدوره. تلك خسارة كبرى أخرى بعد الإنجازات اللافتة التي حقّقها "زيزو" في فترة قياسية. الأمور الآن بيد المحلي جولن لوبيتيغي.
الفريق بدأ المنافسات الرسمية بخسارة كبيرة أمام الجار أتلتيكو 2-4 في كأس السوبر الأوروبية. خسارة طرحت علامات الاستفهام، لكن مع فريق مثل الريال لا يمكن استباق الأحداث. الموسم لم يبدأ وريال مدريد اعتاد المُفاجآت.
بالحديث عن الفوز الكبير لأتلتيكو مدريد فإنه يُظهر أن هذا الفريق حاضر بقوّة كما كل موسم لا بل أن هذه المرة قوّته مُضاعفة. "الروخيبلانكوس" حقّق الأهم باحتفاظه بجهود نجمه الفرنسي أنطوان غريزمان ومدرّبه الأرجنتيني المميّز دييغو سيميوني. الفريق عزّز صفوفه بالفرنسي توماس ليمار والبرتغالي جلسون مارتينيز والكرواتي نيكولا كالينيتش. من المتوقّع، مجدّداً، أن يقول أتلتيكو كلمته.
بالنسبة إلى برشلونة فإن الفريق قام بتعزيزات برازيلية الطابع بالدرجة الأولى بضمّ مالكوم وآرثر واستبدل البرازيلي الآخر باولينيو بالتشيلي أرتورو فيدال. هذه كانت أبرز تعاقداته. "الرسام" أندريس إينييستا لم يعد هنا. يُقال أن آرثر يمتلك المؤهّلات لخلافته. سيكون مرتقباً رؤيته إلى جانب مواطنَيه مالكوم وفيليبي كوتينيو في ثنائية برازيلية - أرجنتينية مع ميسي. "ليو" هذا الموسم سيكون مُتعطّشاً لتعويض إخفاقاته في الموسم الماضي وأهمها في صيف المونديال. الحافز كبير لدى برشلونة ونجمه الأول إذاً.
بالانتقال إلى إيطاليا فإن مركز القوّة سيكون مُجدّداً في مدينة تورينو. يوفنتوس الآن مع رونالدو، كما أنه حصل على الألماني إيمري كان واستعاد ليوناردو بونوتشي. "اليوفي" في أتم الاستعداد للموسم الجديد لكن الواضح أن تركيز الفريق سيكون على لقب دوري أبطال أوروبا الغائب لردحٍ من الزمن عن خزائنه بعد اكتفائه بالسيطرة المحلية في السنوات السبع الأخيرة. تتويج أوروبي سيسعى الفريق إليه لكن هذه المرة من دون حارسه الأسطوري جيانلويجي بوفون. هي إذاً مرحلة جديدة ليوفنتوس مع رونالدو ومن دون بوفون.
المُثير للاهتمام في الموسم الإيطالي الجديد أنه بخلاف وصول رونالدو، فإن الفرق الكبرى كانت نشطة في سوق الانتقالات ما من شأنه أن يُعيد المنافسة إلى البطولة بين أكثر من فريق وعدم الاكتفاء باقتراب نابولي فقط من "اليوفي".
التغييرات كانت لافتة في مدينة ميلانو. إنتر الذي سيشارك هذا الموسم في دوري الأبطال أبرم العديد من التعاقدات مثل البلجيكي راديا ناينغولان والكرواتي سيمي فرساليكو والسنغالي كيتا بالدي والموهوب الأرجنتيني لوتارو مارتينيز.
من جهته فإن ميلان الطامح للعودة بقوّة فإنه قام بتعزيزات مهمة أبرزها وصول الأرجنتيني غونزالو هيغواين والفرنسي تيموي باكايوكو وماتيا كالدارا فضلاً عن عودة نجومه السابقين باولو مالديني والبرازيليين ليوناردو وكاكا إلى مناصب إدارية وما لهذه الخطوة من أهمية معنوية. الطموحات كبيرة في ميلان. في الحقيقة الكل يأمل بأن يعود ميلان.
كذلك، فإن روما كسب في صفوفه الأرجنتيني خافيير باستوري والفرنسي ستيفن نزونزي والموهوب الهولندي جاستن كلويفرت، فيما أن نابولي احتفظ بتشكيلته القوية لكنه أوكل دفّة الأمور للمدرّب كارلو أنشيلوتي بدلاً من ماوريتسيو ساري.
الأنظار إذاً اليوم وغداً على انطلاق بطولتيّ إسبانيا وإيطاليا. الجميع ينتظر موسماً تنافسياً وكرة ساحرة وأهدافاً رائعة في البطولتين. لا غير ذلك.