مونديال روسيا حاضر بقوّة في كأس آسيا
تبدو المنتخبات الآسيوية التي شاركت في مونديال روسيا 2018 الأقوى والمرشّحة الأبرز للتنافس على لقب كأس آسيا 2019، خصوصاً أن أداءها ونتائجها في كأس العالم كانا لافتَين.
حل موعد كأس آسيا 2019. غداً السبت سيكون موعد القارة الأهم الذي تنتظره منذ 4 أعوام. بطولة تستضيفها الإمارات وتأتي بعد حوالى 6 أشهر من مونديال روسيا 2018.
من نافل القول أن المنتخبات الآسيوية التي شاركت في الحدث العالمي هي الأقوى والمرشّحة الأبرز للتنافس على اللقب القاري في ما بينها. هذا ما هو منطقي وتُعزِّز فرضيته نتائج هذه المنتخبات في المونديال الروسي والأداء القويّ الذي قدّمته رغم أن اليابان هي وحدها مَن تمكّنت من بين منتخبات آسيا من العبور إلى دور الـ 16.
ليس خافياً أن رغبة منتخب إيران تبدو كبيرة للتتويج باللقب القاري. مرّ زمن طويل لم يتمكّن فيه هذا المنتخب من رفع الكأس. هذا يعود إلى ما قبل 43 عاماً وتحديداً إلى عام 1976 عندما كانت البلاد حينها على موعد مع لقبها الثالث على التوالي بعد 1968 و1972.
المنتخب الإيراني الحالي يُعَدّ من الأقوى في قارة آسيا. منتخب يضمّ العديد من اللاعبين المميّزين كصاحبَي الخبرة القائد مسعود شجاعي وأشكان ديجاغاه واللاعبين سردار أزمون وكريم أنصاري فرد ومهدي تاريمي وعلي رضا جاهنباخش والحارس المميّز علي رضا بيرنفاند، وبقيادة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش الذي مضت 8 سنوات على استلامه تدريب المنتخب.
الإيرانيون يشاركون في البطولة بمعنويات عالية اكتسبوها من مشاركتهم في مونديال روسيا. رغم صعوبة مجموعتهم التي ضمّت إسبانيا بطلة العالم في 2010 والبرتغال بطلة أوروبا الحالية والمغرب، فإنهم قدّموا أداء رائعاً حيث فازوا على المغرب 1-0 وخسروا بصعوبة بالغة أمام إسبانيا 0-1 بعد تقديمهم مستوى مميزاً ثم تعادلوا 1-1 أمام البرتغال في المباراة التي تصدّى فيها بيرنفاند لركلة جزاء كريستيانو رونالدو وكانوا قريبين من الإطاحة بأبطال أوروبا والتأهّل لدور الـ 16.
منتخب اليابان بدوره عاش مونديالاً مميزاً. منتخب "الساموراي"، الباحث عن لقبه الخامس الآسيوي والأول منذ 2011 علماً أنه حامل الرقم القياسي، كان الوحيد من القارة الصفراء الذي تمكّن من بلوغ دور الـ 16 بعد فوزه تحديداً على كولومبيا 2-1 وتعادله مع السنغال 2-2 وخسارته أمام بولندا 0-1، وكان حتى قريباً من تحقيق المفاجأة والتأهّل إلى ربع النهائي بعد أن قلب تأخّره أمام بلجيكا ثالثة المونديال 0-2 إلى تعادل 2-2 في الشوط الثاني ولاحت أمامه العديد من الفرص للفوز قبل أن يخسر في الثواني الأخيرة 2-3.
كوريا الجنوبية أيضاً كتبت التاريخ في مونديال روسيا حتى لو أنها لم تتأهّل إلى دور الـ 16. يكفي القول أنها حقّقت كبرى مفاجآت البطولة عندما فازت على ألمانيا بطلة العالم 2-0 وأطاحت بها من دور المجموعات وسط ذهول العالم.
كوريا، بقيادة نجم توتنهام الإنكليزي سون هيونغ-مين، تبحث عن لقبها الآسيوي الثالث في تاريخها والأول منذ 59 عاماً علماً انها حلّت وصيفة لأستراليا في النسخة الأخيرة وثالثة في 2007 و2011.
كذلك فإن أستراليا قدّمت مونديالاً جيداً حيث أحرجت فرنسا، التي توّجت باللقب، في المباراة الأولى وخسرت منها بصعوبة بالغة 1-2 بعد هدف من ركلة جزاء وآخر بالخطأ في الدقائق الأخيرة ثم تعادلت أمام الدنمارك 1-1 قبل أن تخسر في المباراة الأخيرة أمام بيرو 0-2.
الأنظار ستكون بالطبع على المنتخب الأسترالي باعتباره البطل في 2015 والوصيف في 2011 علماً أنه بدأ مشاركاته في كأس آسيا عام 2007.
وأخيراً، وبدرجة أقل، تأتي السعودية التي كانت مشاركتها الأضعف من بين المنتخبات الآسيوية في مونديال 2018 حيث تعرّضت لخسارة فادحة في افتتاح البطولة أمام روسيا المنظّمة 0-5 ثم خسرت أمام الأوروغواي 0-1 قبل أن تفوز على مصر التي خاض نجمها محمّد صلاح المباراة متأثّراً بإصابته 2-1 بهدف من ركلة جزاء وآخر في الثواني الأخيرة. السعودية أحرزت اللقب الآسيوي 3 مرات آخرها في الإمارات نفسها عام 1996 وقد تعرّضت لخيبتين في آخر نسختين في 2011 و2015 بخروجها من دور المجموعات.
هكذا، يخيّم طيف مونديال روسيا على كأس آسيا وتبدو منتخباته المرشّحة الأقوى، منطقياً، للظفر باللقب. تنافس كبير متوقَّع بين هذه المنتخبات نحو الكأس، إلا في حال خرج منتخب من خارج هذه الدائرة وحقّق المُفاجأة الكبرى.