القلوب مع "الفدائي" و"نسور قاسيون"

يخوض منتخبا فلسطين وسوريا مباراتين مصيريّتين، اليوم الساعة 15,30 بتوقيت القدس الشريف، أمام الأردن وأستراليا على التوالي للتأهّل إلى دور الـ 16 لكأس آسيا 2019 ورسم الفرحة على وجه الشعبين الفلسطيني والسوري.

يحتاج منتخبا فلسطين وسوريا لتحقيق الفوز ولا شيء سواه (أ ف ب)

كم سيكون رائعاً أن يتأهّل اليوم منتخبا فلسطين وسوريا إلى دور الـ 16 لكأس آسيا 2019. المعادلة واضحة والمطلب واحد: تحقيق الفوز ولا شيء سواه: "الفدائي" على الأردن المتأهّل من الجولة الثانية و"نسور قاسيون" على أستراليا ليلحقا بالأول من المركزين الثاني والثالث. الأمر ممكن في مجموعة أثبت فيها منتخب الأردن أن العزيمة والإصرار يصنعان "المستحيل" عندما أسقط بطل آسيا المنتخب الأسترالي ثم فاز على نظيره السوري بأداء قوي. هذا ما يحتاج إليه الفلسطينيون والسوريون اليوم. العزيمة والإصرار هما الشعار.

بالنسبة إلى "الفدائي" فإنه أمام فرصة تاريخية لكتابة إسمه في سجلّات البطولة والتأهّل للمرة الأولى إلى دور الـ 16. المنتخب الفلسطيني قدّم أداء دفاعياً مميزاً في المباراة الأولى أمام نظيره السوري، وقد تمكّن من الصمود رغم إكماله الشوط الثاني بعشرة لاعبين بعد طرد محمد صالح في الدقيقة 68. المهمة أمام الأردن الذي أثبت قوّته لا تبدو سهلة طبعاً، لكن ما يصبّ في مصلحة "الفدائي" أن المنتخب الأردني حسم تأهّله حيث، من المتوقّع، أن يخوض مباراته من دون مجهود كبير لادّخاره للدور الثاني وقد يلجأ لإراحة بعض لاعبيه. مهمة "الفدائي" واضحة وهي تأمين منطقته والاعتماد على الهجمات المرتدّة والكرات الثابتة لتسجيل هدف. الحافز سيكون كبيراً لدى الفلسطينيين في هذه المباراة التي يصحّ وصفها بـ "التاريخية" وبالتالي فإن من المتوقّع أن يبذل فيها لاعبو "الفدائي" كل مجهودهم، أن يكونوا "فدائيين" في الملعب، وهذا ما ينتظره منهم الفلسطينيون في غزّة والضفة والأراضي المحتلة ودول الشتات. كل القلوب اليوم مع "الفدائي".

في التوقيت ذاته، سيكون المنتخب السوري أمام مهمة أصعب ضد نظيره الأسترالي الباحث عن استعادة هيبته كبطل للقارة وأحد المرشّحين للقب. "نسور قاسيون" يمتلكون نقطة مقابل 3 نقاط لـ "الكانغارو" الأسترالي، إذاً لا بدّ من الفوز للمنتخب السوري لحسم تأهّله سواء في المركز الثاني أو الثالث (باعتبار أن فوز فلسطين وسوريا سيرفع رصيدهما إلى 4 نقاط وهو ما سيؤهّل صاحب المركز الثالث إلى دور الـ 16).

الواضح حتى الآن أن المنتخب السوري ليس هو نفسه الذي شاهده الجميع وأُدهشوا بأدائه في تصفيات مونديال روسيا 2018. يبدو غريباً أن "نسور قاسيون" لم يتمكّنوا من تسجيل أيّ هدف حتى الآن رغم وجود عمر السومة وعمر خريبين في الهجوم. الأنظار تبدو أكثر على الأول الذي يبدو بعيداً عن مستواه. السوريون يريدون اليوم السومة الذي عرفوه في تصفيات المونديال. يريدون اليوم أن تعانق كرات السومة الشباك لا أن تصيب القائم كما حصل أمام الأستراليين أنفسهم في تصفيات المونديال والتي تسبّبت بانتهاء الحلم السوري وقتها.

ويأمل السوريون أن تشكّل إقالة المدرب الألماني بيرند شتانغه واستبداله بالوطني فجر إبراهيم "صدمة إيجابية" على اللاعبين تنعكس على أرض الملعب وتُعيد لهم الحافزية لتحقيق الفوز.

المباراة صعبة، هذا صحيح، لأن أستراليا، بدورها، تلعب على التأهّل. لكن الأسترالي نفسه ليس ذاك المنتخب الذي كان عليه في كأس آسيا 2015 أو في تصفيات مونديال روسيا والفوز عليه ممكن. الأردن فعلها، فلماذا لا يفعلها "نسور قاسيون"؟

هو يوم يترقّبه الفلسطينيون والسوريون. سيكون السيناريو خيالياً لو رافق "الفدائي" و"نسور قاسيون" الأردن إلى دور الـ 16 وودّع بطل آسيا الأسترالي من الدور الأول. ستكون مفاجأة المفاجآت في البطولة. ستكون فرحة يقدّمها المنتخبان لشعب يعاني ظلم الاحتلال وآخر يتعافى من آثار حرب كونية شُنَّت على بلده. القلوب مع "الفدائي" و"نسور قاسيون".