منتخب إيران يتألّق ويتأهّل عن جدارة إلى المربع الذهبي
منتخب إيران يقدّم مباراة كبيرة أمام الصين وينهيها بفوز بنتيجة 3-0 حسمه بهدفين بعد نصف ساعة ليتأهّل إلى نصف نهائي كأس آسيا 2019.
لا يمكن وصف مدى روعة الأداء الإيراني منذ اللحظات الأولى لانطلاق المباراة. بدت الحافزية كبيرة لدى اللاعبين الإيرانيين لتحقيق الفوز وبدأوا سريعاً بضغط عالٍ على اللاعبين الصينيين ما أدى إلى ارتباك هؤلاء وفقدانهم الكرات.
الدقائق الـ 45 الأولى لم تشهد سوى فرصة خطيرة وحيدة لـ "التنين" كانت في الدقيقة الخامسة من تمريرة عرضية لعبها هاو جونمين لكن رامين رضائيان أبعدها على باب المرمى. بعد ذلك كل شيء كان لإيران. لم يمنح المنتخب الإيراني منافسه أي لحظة لالتقاط أنفاسه. كان نسق اللعب الذي فرضه الإيرانيون عالياً وسيطروا تماماً على الشوط الأول وبدأت فرصهم برأسية الرائع والنشيط سردار أزمون في الدقيقة العاشرة التي أبعدها لاعب الوسط زهينغ زهي قبل أن تتابع طريقها إلى المرمى.
أزمون أرهق الدفاع الصيني وأربكه بانطلاقاته السريعة والتي أثمرت هدفاً أولاً في الدقيقة 18 عندما سبق المدافع فينغ زياوتينغ وانتزع الكرة ليمرّرها "على طبق من ذهب" لمهدي تاريمي الذي تابعها في الشباك.
لم يحتفل الإيرانيون طويلاً بالهدف إذ سعوا جاهدين لتسجيل الثاني سريعاً وحسم الأمور تقريباً، وكاد أن يتحقّق لهم ذلك في الدقيقة 25 إلا أن تاريمي أهدر الكرة بغرابة وهو في مواجهة المرمى.
لكن مرة ثانية كان الحل عند أزمون الذي سبق مجدّداً المدافع ليو يمينغ هذه المرة على الكرة وانفرد بالحارس وتخطّاه وسدّد الكرة في الشباك. كان ذلك في الدقيقة 31.
مدرب الصين الشهير الإيطالي مارتشيلو ليبي بدا غير مصدّق لما يحصل أمامه وأيقن ربما أنه خسر المعركة أمام نظيره البرتغالي كارلوس كيروش. لكنه خسرها مبكراً، وهذا ما لم يكن يتوقّعه.
الشوط الأول ينتهي بنتيجة 2-0 ونسبة استحواذ على الكرة لإيران بلغت 62% مقابل 28% للصين. الأرقام تتكلّم.
التقدّم المريح في الشوط الأول دفع المنتخب الإيراني لتغيير استراتيجيته في الشوط الثاني لادخار الجهود لمباراة نصف النهائي. هكذا انتهج الإيرانيون أسلوباً مختلفاً حيث عادوا إلى الوراء لتأمين منطقتهم واكتفوا بالهجمات المرتدة وهذا ما جعل الشوط الثاني يخلو من الفرص الخطيرة مع اكتفاء إيران بالنتيجة وعدم إيجاد الصين الحلول للتسجيل.
لكن كما بدأ الإيرانيون المباراة فإنهم أنهوها بهدف ثالث في الوقت بدل الضائع عبر بديل أزمون، كريم أنصاريفرد، الذي استغل كرة من خطأ في الدفاع الصيني لينفرد بالمرمى ويسدّد الكرة في الشباك. هدف ثالث أكّد تفوّق إيران.
أُنجِزت المهمة الإيرانية في النهاية. أُنجِزت ببراعة. تأهّل الإيرانيون عن جدارة واستحقاق إلى المربع الذهبي. لا شك بأن اليابانيين لم ترقهم هذه المباراة، إذ أدركوا أنهم سيكونون أمام منافس قويّ للغاية في نصف النهائي لن يرضى في هذه البطولة سوى الوصول إلى اللقب. لقب طال انتظاره منذ عام 1976.