من هو برسبوليس "دُرّة تاج" الكرة الإيرانية؟
ها هو نادي برسبوليس الإيراني يأتي بين أكثر الأندية جماهيرية حول العالم. من هو هذا النادي الذي لعب له أبرز النجوم في الكرة الإيرانية؟
من المعلوم أن الشعب الإيراني مولَع بكرة القدم. لإيران بمنتخبها وأنديتها تاريخ حافل في الكرة الآسيوية والمشارَكة في كأس العالم والبطولات القارية. للكرة في إيران جماهيرية كبيرة وها هي تتأكّد الآن من خلال الدراسة الأخيرة لمركز دراسات كرة القدم "CIES" الذي أظهر أن نادي برسبوليس يأتي في المركز الـ 49 عالمياً للأندية الأكثر جماهيرية بين العامين 2013 و2018 بمعدّل 36,025 ألف مشجّع في المباراة الواحدة، مُتقدّماً على فريق يلعب في "الليغا" الإسبانية هو ريال بيتس، بحسب ما أوردت وكالة أنباء فارس.
مَن هو برسبوليس إذاً؟
هذا النادي هو أشهر أندية كرة القدم في إيران، ومَن يتابع الكرة الإيرانية يذكر أن إسمه كان بيروزي سابقاً. هو النادي الذي قدّم أشهر نجوم الكرة الإيرانية أمثال علي دائي ومهدي مهدافيكيا وكريم باقري وعلي كريمي والحارس أحمد رضا عبد زاده، وحالياً يلعب في صفوفه حارس منتخب إيران وأفضل حارس في قارة آسيا علي رضا بيرنفاند وزميله الهدّاف مهدي تاريمي ونجم المنتخب السابق جلال حسيني.
هذا النادي هو درّة تاج الكرة الإيرانية حيث يحمل الرقم القياسي في التتويج بلقب الدوري المحلي 11 مرة وهو المتصدّر للترتيب الحالي ووصيف بطل آسيا في النسخة الأخيرة.
قلنا رقماً قياسياً؟ برسبوليس لا يتحدّث سوى لغة الأرقام القياسية. إذ بحسب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم فإن برسبوليس هو النادي الأكثر جماهيرية في قارة آسيا، وعندما نقول آسيا فنحن نتحدّث عن القارة التي تضمّ أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان أي الصين (حوالى 1,404 مليار نسمة)، وبطبيعة الحال فإن قياس شعبية أي نادٍ تختلف بين بلد وآخر بحسب نسبة عدد السكان.
فضلاً عن ذلك، فإن برسبوليس هو الفريق الوحيد الذي كسر الرقم القياسي لحضور الجمهور البالغ 100 ألف متفرّج في 4 مباريات في مسابقة دوري أبطال آسيا، وهو الأول في قائمة أكثر المباريات حضوراً للجماهير في القارة ويستحوذ على 11 مباراة من أصل 20 في القائمة.
ولعلّ هذه الأرقام القياسية التي يحقّقها برسبوليس مردّها إلى أنه يخوض مبارياته على ملعب "آزادي" الشهير في طهران والذي يتّسع لأكثر من 100 ألف متفرّج، فضلاً عن أن الأرقام تقول أن عدد مشجّعيه في إيران يبلغ 40 مليوناً. هذا الرقم وإن كان غير رسمي لكنه يبدو أقرب إلى التصديق إذا ما علمنا أن برسبوليس هو تاريخياً فريق الطبقات العاملة في إيران.
وليس أفضل من النجم الأسطوري للكرة الإيرانية واللاعب والمدرّب السابق في برسبوليس، علي دائي، ليتحدّث عن مدى تأثير جماهيرية الفريق حيث يقول: "يبدو كأن برسبوليس لا يخسر في ملعب آزادي. الجماهير تجعل الأمر صعباً جداً على أيّ فريق منافس"، ويُضيف: "أعلم كيف يُحفّز المشجّعون اللاعبين ويمنحوهم الثقة. عندما يعاني الفريق من المشاكل فإن المشجّعين يمنحوه القوّة، وهذا ما يُميّز برسبوليس عن باقي الفرق".
اللافت أن ميزة برسبوليس لا تكمن فقط في عراقته وتاريخه وجماهيريته، إذ إنه أكثر من ناد، وهذا يتمثّل بأنه أسّس أول جامعة للرياضة في إيران عام 2013 وكان النجم السابق مهدي مهدافيكيا أول طالب يتسجّل فيها، كما أن للنادي محطة تلفزيونية هي "برسبوليس تي في" ويمتلك عدّة مطاعم في إيران.
من الجميل أن يكون في منطقتنا نادٍ جماهيريّ واحترافيّ مثل برسبوليس، وهذا إن دلّ على شيء فعلى ريادة إيران وتطوّرها.