هذا ما كشفه الكتاب الأسود عن يوفنتوس.. لماذا هذا التوقيت؟

• 

وافقت محكمة الاستئناف الفيدرالية، الأسبوع الماضي، على طلب المدعي العام  للاتحاد الإيطالي لكرة القدم، إعادة تفعيل المحاكمة الرياضية ضد نادي يوفنتوس، على الرغم من تبرئته سابقاً، مع عدد من الأندية الإيطالية الأخرى، بسبب وجود انتهاكات في كسب رأس مال النادي، بالإضافة إلى الممارسات المالية الأخيرة ومدفوعات اللاعبين السرية المزعومة.

جاء هذا القرار كالصاعقة على جماهير الفريق. لكن، لماذا صدر هذا القرار؟ وما الذي دفع الاتحاد الإيطالي إلى إعادة تفعيل المُحاكمة الرياضية ضد يوفنتوس؟

تقرير لجنة الإشراف على أندية الدوري

• 

حدثت القصة بين عامي 2019 و2021، عندما قرر المدعي العام الاتحادي فتح تحقيقٍ في عدد من انتقالات لاعبي كرة القدم في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، بعد تقرير لجنة الإشراف على أندية الدوري "COVISOC"، بشأن نشاط تبادل اللاعبين بين الأندية.

وبحسب الصحيفتين الإيطاليتين، "La Repubblica وIl Tempo"، فإنّ تقرير "COVISOC"، بحث في 62 صفقة انتقال تمت بين عامي 2019 و 2021، وتم نقاش مكاسب رأس المال في هذه الصفقات، على الرغم من صعوبة تحديد القيمة التسويقية للاعبين المشمولين في صفقات المبادلة، إلّا أنه كان هناك شك في زيادة القيمة التسويقية لبعض اللاعبين، في محاولة للخروج بموازنه سليمة.

لكن ومع هذا كله، يبقى النادي حر التصرف في كيفية تحديد قيمة اللاعب بالطريقة التر يراها مناسبة، إن كان عبر التبادل مع لاعبين آخرين، أو طلب مردود مادّي كبير كان أم صغير، فلماذا التدقيق على يوفنتوس تحديداً؟

الجدير بالذكر أنّ أغلبية الأندية في إيطاليا تتلاعب بصفقات انتقال اللاعبين لأسباب متعلقة بميزانياتها. لكن المعرفة فقط بالتلاعب لا تُعَدّ دليلاً قطعياً ما لم يكن هناك شيء ملموس. وبالتالي، في إمكان الأندية الاتفاق فيما بينها شفهياً على قيمة الصفقة، والتصريح بما تريد بعد ذلك.

الصفقات الـ62 بين عامي 2019 و2021

• 

بحسب صحيفة "لا غازيتا ديللو سبورت" الإيطالية، فإنّ يوفنتوس يدخل في 42 من أصل الصفقات الـ62، التي تم النظر فيها، بالإضافة إلا أنّ نادي "السيدة العجوز" هو شركة مالية مُسجَّلة (إيكسور هي الشركة المالكة ليوفنتوس)، ومُدرجة أسهمها في البورصة. وهذه الشركة لديها مُساهمون.

وهنا مُشكلة يوفنتوس الكُبرى. فالنادي، في نهاية كل عام، يجب أن يُقدّم إلى الدولة الإيطالية الوثائق والبيانات المالية وتقرير المُوازنة، والتلاعب بهذا الأمر يُعَدّ خداعاً للمستثمرين وللدولة. وبالتالي، سيصبح جرماً، والجرم يُعاقب عليه القانون، على عكس الأندية الأخرى التي تتابع هذه المسائل مع الاتحاد الإيطالي لكرة لقدم مباشرةً.

 ما حدث مع يوفنتوس أنّ الإدارة كانت تُضخّم قيمة عقود اللاعبين، الذين التي تريد أن تبيع عقودهم. وعلى سبيل المِثال، رحل ميراليم بيانيتش موسم 2020-2021 من يوفنتوس إلى برشلونة في مُقابل 60 مليون يورو، بينما كانت قيمته التسويقية، بحسب موقع "ترانسفير ماركيت"، 45 مليوناً.

ووقّع النادي الإيطالي مع أرثر ميلو من برشلونة في مُقابل 76 مليون يورو، وكانت قيمة عقده التسويقية تبلغ 56 مليون يورو.

(تلجأ أغلبية الأندية في سوق الانتقالات إلى موقع ترانسفير ماركت المُتخصص بالقيمة التسويقية لعقود اللاعبين).

وكشفت الصحف الإيطالية أنّ هذه الصفقات تندرج بين الصفقات الـ42، التي تم التدقيق فيها، بالإضافة إلى الكثير من اللاعبين، الذين يوجد منهم لاعبون غير معروفين، وإنما، كما تقتضي حاجة الموازنة، كانت إدارة يوفنتوس تفعل.

ما علاقة الكتاب الأسود بفضيحة يوفنتوس؟

• 

بحسب موقع “ITALY 24”، فإنّ إحدى الوثائق، التي ركز عليها محققو مدينة تورينو، والتي عدّها مكتب المدعي العام الفيدرالي مثيرة جداً للاهتمام، هي ما يسمى "FP Black Book"، وتشير عبارة FP إلى "Fabio Paratici"، كتاب فابيو باراتيتشي الأسود.

وأكّد الموقع أنّ مخطوطة مكتوبة على ورق، كتبها فيديريكو تشيروبيني دييس (اليد اليُمنى لباراتيتشي)، الذي استوعب دور باراتيتشي مع يوفنتوس عندما رحل إلى توتنهام، بحيث ينتقد فيها تشيروبيني طريقة عمل باراتيتشي مع يوفنتوس، وكتب "كيف وصلنا إلى هنا؟ مشتريات لا معنى لها، بالإضافة إلى استثمارات بعيدة المنال، مثل كولوسيفسكي؟".

بعد الكشف عن هذه المخطوطة، ولأنّ الاتحاد الإيطالي لكرة القدم ليست لديه الصلاحية في التدقيق في الشركات المالية إلا بأمر من المحكمة، لجأت الدولة الإيطالية، بحسب التقارير الإيطالية، إلى التنصت على اتصالات إداريي نادي يوفنتوس في تلك الفترة، بين عامي 2019 و2021، الأمر الذي تأكد أنّ هُناك تلاعباً بقيمة الصفقات عكس ما يتم تقديمه في البيانات المالية، وهو الأمر الذي دفع المحكمة إلى إعادة تفعيل المُحاكمة.

وكانت المحكمة الفيدرالية أصدرت قراراً، الأسبوع الماضي، يقضي بخصم 15 نقطة من رصيد يوفنتوس، بالإضافة إلى إيقاف فابيو باراتيتشي، المدير الرياضي لتوتنهام حالياً، والسابق ليوفنتوس، مدة عامين ونصف عام، بسبب القضية. وأُوقف كل من الرئيس السابق للنادي أندريا أنييلي مدة عامين، وماوريتسيو أريفابيني، المدير التنفيذي السابق، لمدة عامين، وفيدريكو تشيروبيني، عضو مجلس الإدارة السابق، لمدة عام و4 أشهر، بالإضافة إلى بافل نيدفيد، نائب الرئيس السابق، لمدة 8 أشهر.

تداعيات القضية وتأثيرها في الدوري الإيطالي

• 

أكدت صحيفة "ديلي ميل" الإنكليزية أنّ الآلاف من مشجعي يوفنتوس ألغوا اشتراكاتهم التلفزيونية لمتابعة مباريات الدوري "السيري آ"، بعد قرار المحكمة القاضي بخصم 15 نقطة من رصيد الفريق.

وبحسب الـ"ديلي ميل"، فإنّه إذا وصل عدد الأشخاص الذين ألغوا اشتراكاتهم التلفزيونية إلى 500 ألف شخص، فستُقدر خسائر العائدات بنحو 136 مليون جنيه إسترليني، الأمر الذي يُعَد ضربة هائلة للدوري الإيطالي، الذي يعاني منذ مدة طويلة أزمات مالية متعددة.

فكيف ستنتهي هذه القضية؟ وهل سيُعاد النظر في عقوبة يوفنتوس من جانب القضاء؟ صحيفة "لا غازيتا" أكدت أنه بعد نحو 10 أيام سيتم ذكر المعطيات التي استند إليها القضاء الإيطالي لمعاقبة "اليوفي" من دون غيره.