العلاج بالخلايا الجذعية Stem Cells - الجزء السابع

يتكّون جسم الإنسان من العديد من الخلايا المهمة لصحتنا اليومية وهي مسؤولة عن الكثير من الوظائف، لكن مازالت هناك بعض التحديات والصعوبات لابدّ من دراستها قبل البدء في العلاج بالخلايا الجذعية، ومع ذلك الخلايا الجذعية من المُحتمل أن تحدث تطوراً في العلاج خلال السنوات القادمة. الميادين نت يتناول في هذا الجزء أهمية الخلايا الجذعية.

الخلايا الجذعية - stem- cells
الخلايا الجذعية (أو الجذرية أو الخلايا الأولية أو الأساسية أو المنشأ) هي خلايا لها القدرة على الانقسام والتكاثر وتجديد نفسها، وهي قادرة على تكوين خلية بالغة. وتأتي أهميتها من قدرتها على تكوين أي نوع من أنواع الخلايا المتخصّصة، كخلايا العضلات وخلايا الكبد والخلايا العصبية والخلايا الجلدية.

يتكّون جسم الإنسان من العديد من الخلايا المهمة لصحتنا اليومية وهي مسؤولة عن الكثير من الوظائف مثل: خلايا القلب مسؤولة عن دقّات القلب، خلايا الدماغ مسؤولة عن التفكير، خلايا الكلية مسؤولة عن تنظيف الدم، خلايا الجلد تقوم باستبدال خلايا الجلد عند الحاجة.

لكن مازالت هناك بعض التحديات والصعوبات لابدّ من دراستها قبل البدء في العلاج بالخلايا الجذعية. ومن هذه المخاطر قدرة الخلايا الجذعية على تكوين خلايا سرطانية أو رفض الجهاز المناعي لها. ومع ذلك الخلايا الجذعية من المُحتمل أن تحدث تطوراً في العلاج خلال السنوات القادمة، مثل أمراض السرطان، القلب، مرض باركنسون، والتصلّب المتعدد، السكتة الدماغية، إصابات الحبل الشوكي، وغيرها من الأمراض.

أنواع الخلايا الجذعية:

الجنينية: وتُسمّى أيضاً الخلايا الجذعية متعدّدة الفعالية، وتكون في مرحلة التكوين المُبكر للجنين، ولها القدرة على إعطاء العديد من أنواع الخلايا وليس كل أنواع الخلايا اللازمة للتكوين الجنيني لأن فعاليتها وقدرتها ليست كاملة، لذلك فهي لا تعتبر أجنّة ولا تكون أجنّة عند زراعتها في الرحم لأنها غير قادرة على تكوين المشيمة والأنسجة الداعمة الأخرى، التي يحتاج إليها الجنين في الرحم أثناء عملية التكوين.

ويتم الحصول على الخلايا الجذعية الجنينية من الجزء الداخلي للبلاستولة أي embryonic stem cells blastula.

البالغة: توجد في الأطفال والبالغين على حد سواء، وعندما تبدأ كتلة الخلايا الداخلية (للبلاستولة) بالتكاثر والانقسام المتكرّر تنتج خلايا جذعية متخصصة مسؤولة عن تكوين خلايا ذات وظائف محدّدة (مثل خلايا الدم الجذعية التي تعطي خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية، وهناك خلايا الجلد الجذعية التي تعطي خلايا الجلد بمختلف أنواعها)، وتُسمّى هذه الخلايا الجذعية الأكثر تخصّصاً بالخلايا الجذعية البالغة.

مع الإشارة إلى أن الخلايا الجذعية الجنينية أفضل من الخلايا الجذعية البالغة، لأن العلماء يواجهون بعض المشاكل في الاستفادة من الخلايا الجذعية البالغة، مثل وجودها بكميات قليلة ما يجعل من الصعب عزلها، كذلك يقل عددها مع التقدّم بالعمر، كما أنها ليس لديها القدرة نفسها على التكاثر الموجودة في الخلايا الجنينية.

الخلايا الجذعية ذات القدرات المتعدّدة: هذه الخلايا تمتلك جميع مميزات الخلايا الجذعية الجنينية ولكنها غير متكوّنة من الأجنّة، وهي عبارة عن خلايا غير جذعية تؤخذ من الإنسان ويتم تحويلها في المعامل إلى خلايا جذعية، ومن ثم إعادتها إلى نفس الشخص من دون رفض الجهاز المناعي لها وهي من العقبات التي تواجه الأطباء في زراعة الخلايا الجذعية.

الخلايا الجذعية قد تكون جنينية أو بالغة أو متعددة القدرات

طرق الحصول على الخلايا الجذعية الجنينية:

طريقة الدكتور جيمس تومسون، حيث تؤخذ هذه الخلايا مباشرة من كتلة الخلايا الداخلية في مرحلة (البلاستولة) من الأجنة الفائضة في عيادات الخصوبة.

طريقة الدكتور جيرهارت: تؤخذ الخلايا من الأجنة المجهضة، ومن المنطقة التي تكون الخصى والمبايض في الجنين لاحقاً وتسمّى الخلايا الجرثومية الجنينية.

طريقة الاستنساخ العلاجي: أو ما يُسمّى نقل نوى الخلايا الجسدية، وهذه الطريقة تتبع تقنية الاستنساخ، ويتم الحصول عليها من خلايا المشيمة أو دم الحبل السري عند الولادة، أو من أنسجة البالغين كنخاع العظام والخلايا الدهنية.

قد تؤخذ هذه الخلايا مباشرة من كتلة الخلايا الداخلية في مرحلة الأجنة في بعض الأحيان

أهمية الخلايا الجذعية على صحة الإنسان؟

عندما يمرض الإنسان أو يتعرّض لإصابة ما فإن خلايا الجسم أيضاً تتضرّر أو تموت. الخلايا الجذعية تعمل على إصلاح الخلل في الخلايا أو الأنسجة المصابة عن طريق تعويضها. 

العلاجات المتوافرة بالخلايا الجذعية حالياً

هناك خلايا مسؤولة عن دقات القلب أو التفكير في الدماغ
هناك عدد قليل من عمليات زراعة الخلايا الجذعية التي أثبت العلماء أنها آمنة وفعالة حالياً. وأفضل مثال على ذلك زراعة النخاع العظمي. ومع ذلك يتم الإعلان حول العالم عن العديد من العلاجات بالخلايا الجذعية، ولكنها غير مثبتة وغير معتمدة. 

لماذا يوصي معظم الأطباء بالحذر من استخدام الخلايا الجزعية؟

بشكل عام يُحذّر العلماء والأطباء المرضى من العلاج بالخلايا الجذعية غير المعتمدة لأنه من غير الواضح بعد ما إذا كانت هذه العلاجات آمنه وسليمة أم لا. هناك بعض المرضى الذين ماتوا بسبب هذا النوع من العلاجات بالخلايا الجذعية غير المعتمدة. 

استخدامات مستخلص الخلايا الجذعية؟

البشرة: تقوم الخلايا الجزعية بإعاده نضارة البشرة، حيث تعمل على محاربة علامات التقدّم بالعمر عن طريق إنتاج الكولاجين. كما تقوم بالمساعدة فى التئام الجروح وتنظيم دورة تكوين الميلانين وبالتالي تعالج الميلاسما  Melasma (التصبغات الجلدية)، كذلك تستعمل الخلايا الجزعية في عملية حقن الوجه بخلايا جزعية تحارب التجاعيد.

الحشو تحت العينين: يعاني البعض من كثرة وجود الهالات السوداء أو حفرة معينة تحت العينين، فيُحقن الفراغ بمادة جزعية لإعادة النضارة للعينين، وينصح ألا تكون مكوّنة من الدهن لأنها تسبّب التشوّهات.

مشكلة تساقط الشعر والشعر الخفيف والصلع وأيضاً الفراغات في فروة الرأس وتلف البصيلات وبطء نمو الشعر والتي تختلف أسبابها ما بين الجينات الوراثية أو بسبب التوتر النفسي أو ضغوط ومشاكل هرمونية، أمراض عضوية كفقر الدم والأنيميا خلل في الغدة الدرقية، الحمل والولادة، إضافة إلى عدم العناية جيداً بالشعر أو استعمال الصبغات الكيمائية وغيرها.

العلاج الخلوي: أي علاج بعض الأمراض المستعصية التي تنتج بسبب تعطّل الوظائف الخلوية وتحطّم أنسجة الجسم، مثل ألزهايمر ومرض الباركنسون وإصابات الحبل الشوكي وأمراض القلب والسكري والتهاب المفاصل والحروق.

التغلّب على الرفض المناعي: عن طريق تقليل التباين النسيجي قدر الإمكان بين الخلايا الجذعية والمستقبِل لها.  


أثبتت الأبحاث العلمية أن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (Platelet Rich Plasma - PRP)  تقوم بإيقاظ الخلايا الجذعية النائمة، حيث تعمل على إعادة تشكيل هذه الخلايا النائمة واستعادة مكوّناتها وحيويتها التي فقدتها فتكّون أنسجة جديدة ما يؤدّي إلى تقويتها وإعادة تحفيزها لتنمو من جديد.

الجانب الأخلاقي والديني:

أثارت تجارب الخلايا الجذعية من الأجنة البشرية جدلاً أخلاقياً واسعاً خصوصاً من قِبَل الجماعات المُناهضة للإجهاض، والمحافظين في الغرب. وهناك بعض الاختلافات الدينية أيضاً. أما بالنسبة إلى البحوث من مصادر أخرى غير الأجنة البشرية، كالحصول على الخلايا الجذعية من دم الحبل السري أو المشيمة أو نخاع العظام فلا تختلف الأديان السماوية الثلاثة حول جواز تلك البحوث.

تجارب الخلايا الجذعية من الأجنة البشرية أثارت جدلاً أخلاقياً ودينياً
للإطلاع على الجزء الأول ( التجميل الطبي العصري بدون مشرط الجراحة )
للإطلاع على الجزء الثاني ( الخيوط أو الـ Threasd )
للإطلاع على الجزء الثالث ( البوتوكوس )
للإطلاع على الجزء الرابع ( الحشو الجلدي - Dermal Fillers )
للإطلاع على الملف الخامس (العِلاج بالبلازما الغنيّة بالصفائح الدمويّة Platelet Rich Plasma - PRP) 
للإطلاع على الملف السادس (العِلاج الطبّي والتجميلي بالأوزون "O3")