كورونا والداعشية الأنيقة

هل يمكن النظر بعين الريبة إلى كارتيلات تصنيع الدواء والمختبرات وحيتان المواد الحيوية الضرورية للحياة في إطار البحث عن مسببات كورونا؟

  • كورونا والداعشية الأنيقة
    ماذا نُسمي كل هذه البشاعات سوى أنها الداعشية المُتأنقة المُتعطّرة المبتسمة

لا يقتصر تنظيم "داعش" على إرهابيين يعتنقون الإسلام زوراً، بل هو إيديولوجيا عابرة للطوائف والمذاهب والقوميات، وإلا بماذا نصنف المأرب الشرير الذي أراد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحقيقه، عبر حرمان الشعوب الأخرى من الاستفادة من علاج كورونا، وذلك بمؤامرته الدنيئة للقبض، بالرشوة والضغط والتحايل، على شركة ألمانية لتصنيع دواء للفيروس، إضافة إلى كبريائه المريض، متجاهلاً عاصفة الكورونا في بلاده، للتملص من واجباته أو تسهيل العدوى، ما أدى إلى انتشارها بشكل كبير فيها!

في أي خانة تسجّل الجريمة الفاضحة لرئيس فرنسا، إيمانويل ماكرون، بالإصرار على إجراء انتخابات بلدية (في دورتها الأولى)، فيما كورونا يتجول في بلاده حراً طليقاً حاصداً أرواح الأبرياء، وقطاعه الصحي الحكومي منهار منذ سنوات (شطب 800 مليون يورو من موازنة القطاع الصحي الحكومي في العام 2018)، ويتعرض للطعن والخنق من قبل الحكومة الأوليغارشية والقطاع الخاص؟

وكيف نفسّر تصريحات رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، الذي لم يهتز له جفن وهو يُخرّف قائلاً إن 60 في المئة من شعبه سيتعرض للإصابة بكورونا ويكتسب مناعة غير مُثبتة علمياً، بينما كان يرى بأم عينه تساقط مواطنيه قتلى بسبب الوباء؟

وما هو تشخيص الحالة الإيطالية التي سمحت فيها الدولة بكارثة إصابات وبائية قاتلة على نطاق واسع، حاصرت البلاد، وحصدت الأرواح، وطرحت الآلاف على أسرّة المرض والأنين؟

لماذا أدارت الحكومات الغربية ظهرها لاحتمالات أن يكون فيروس كورونا من قبيل العمل العدائي الذي تم التحضير للاستفادة منه سياسياً واقتصادياً ومالياً؟ أيمكن النظر بعين الريبة إلى كارتيلات تصنيع الدواء والمختبرات وحيتان المواد الحيوية الضرورية للحياة؟!

ماذا نُسمي كل هذه البشاعات سوى أنها الداعشية المُتأنقة المُتعطّرة المبتسمة، المطلة من قلاع بورصات المال والعقارات والمصارف ومَحافظ الرأسمال المُتغوِّل!