بعض الوقائع عن نَسَب الرئيس الكوبي فيدال كاسترو إلى أصل لبناني

الزعيم الكوبي فيدال كاسترو لبناني، اعتقاد راسخ لدى عامة الناس في مدينة طرابلس شمال لبنان، وما هو مُختَلف عليه إن كان الرئيس الكوبي قد ولد أو حضر إلى المنطقة، أو أن يُكتفى بأن يكون أصل والدته "لينا" طرابلسياً، ومن آل الروس.

آل الروس كانوا يسكنون في الأحياء القديمة لمدينة طرابلس
ما إن يُطرح التساؤل عن آل الروس حيث كانوا يسكنون في الأحياء القديمة في طرابلس، وتحديداً في محلة التربيعة، وجارتها الرمانة، حتى يأتي الرد السريع من غالبية السكان أنهم أهل الرئيس الكوبي فيدال كاسترو. 

وليد حداد: فيدال كاسترو ولد في التربيعة

اعتقاد راسخ لدى العامة لا يمكن نفيه أو رده أو الجدل به، وما هو مُختَلف عليه إن كان الرئيس الكوبي قد ولد أو حضر إلى المنطقة، أو أن يُكتفى بأن يكون أصل والدته "لينا" طرابلسياً، ومن آل الروس.

 

فاسم الرئيس الكوبي ينتهي في الهوية باسم عائلة والدته، مثل كل الأسماء في أميركا اللاتينية، ولذلك فهو فيدال كاسترو روس.

 

يحاول وليد حداد-صاحب محل تجاري لصناعة البرادي ومن سكان التربيعة القدماء، التأكيد أن فيدال كاسترو ولد في التربيعة، وبعدها هاجر مع أهله إلى كوبا. معلومة متناقلة، يُصرّ حداد عليها نقلاً عن آبائه، لكن قلة من الآخرين تعتقد بها.

 

خبر من صحيفة "التحرير" الطرابلسية اللبنانية

عائلة الروس من العائلات القديمة في طرابلس

أحد الأشخاص الأجانب أتى بخبر مفاده أن الرئيس كاسترو أعلن أصل والدته اللبناني
وعائلة الروس من العائلات القديمة في طرابلس، حتى أن من تبقى منهم حياً لا يعرف بالتحديد متى ومن أين جاؤوا، وماذا تعنيه الكلمة. غير أنهم اقاموا بداية، يوم كانوا لا يزالون في المدينة، في أحيائها القديمة الضيقة المملوكية.

 

بعض منهم ينسبون أصلهم إلى جدهم الروسي الأصل، لكن آخرين منهم ينفون ذلك.

 

وبعد أن تأسست طرابلس الحديثة، بدأوا ينتقلون إلى أحيائها الأكثر حداثة مثل الزهرية والمطران والجميزات ومار مارون وسواها.

 

عمل آل الروس في التجارة، وآخرهم كان حنا الروس الذي امتلك متجراً ثرياً لبيع أدوات النجارة، وتصنيع المفاتيح، وكان محله قائماً على مدخل الطريق المفضي إلى حي "البازركان" الداخلي، وتحول اليوم إلى محل لبيع الألبسة، وانتقلت الحرفة معهم بعد مغادرة العديد منهم إلى خارج طرابلس، وتحديداً إلى بيروت، حيث لا تزال قلة منهم تعمل.

 

بعض منهم انتقلوا إلى المناطق المجاورة لطرابلس، وتحديداً في منطقة الكورة حيث لا يزال ثلاثة من سلالتهم يقيمون.

 

يروي جورج عرب-تاجر انتقل من طرابلس إلى بلدة كوسبا الكورانية- أن والدته من آل الروس، ويذكر في حديث ل"الميادين نت" ان أحد الأشخاص الأجانب أتى بخبر مفاده أن الرئيس كاسترو أعلن أصل والدته اللبناني، ومن آل الروس، وكان ذلك أوائل السبعينات، ما دفع العديد من الصحف لإيفاد مندوبيهم إلى طرابلس، وإجراء تحقيقات بالأمر، فاجتمع الصحافيون مع أفراد العائلة في منزل أحدهم قبالة كنيسة مار مارون، ولما تبلّغوا بالأمر عمّت الفرحة بينهم، ورفعوا شعارات النصر التي اعتاد أن يرفعها كاسترو. 

متري الروس: نأمل أن يزور كاسترو لبنان

وتذهب التحاليل مذاهب مختلفة، وتترسّخ القناعات من دون مجال للشك، ويقول متري الروس الذي انتقل للسكن والعمل في أميون الكورانية أن كل القناعات لدينا أن لينا الروس هي نسيبتنا، وأن كاسترو من سلالتنا، وهذا ما نعتقد به، وهو يُفرحنا ويُشرّفنا.

 

لكن لدى متري حسرة لأن "الرئيس الكوبي زار سوريا زمن الرئيس الراحل حافظ الأسد، وأملنا ان يزور لبنان، فنحن نفتخر به، لكنه للأسف لم يحضر"، كما قال.

 

يقول متري الروس: كاسترو من سلالتنا وهذا ما نعتقد به وهو يُفرحنا ويُشرّفنا.

جان عبيد نشر في مجلة "الأسبوع العربي" مقالاً حول والدة كاسترو

مقتطفات من الصحف الشاهدة على أن والدة كاسترو من مدينة طرابلس اللبنانية
لم يعد من القدامى من هو موجود ويلّم بحقيقة الأمور. والحقائق المتوافرة هي قناعات متوارثة من زمن غير بعيد، يعود الى سبعينات القرن الماضي، أن والدة كاسترو لبنانية ومن التربيعة الطرابلسية، والحقيقة الثانية أن غالبية السكان تنظر إلى قرابة كاسترو بصورة محببّة.

 

آخر حبات عقد آل الروس في طرابلس هي ماريا، تعيش وحيدة في شارع المطران في طرابلس، ولها أقارب لأمها من آل زحلوط الطرابلسيين أيضاً في المحلة عينها. تحتفظ برقاقات فوتوكوبي عن الصحف التي كتبت عن أصل كاسترو الطرابلسي، وتردد ما جاء في الروايات المتناقلة، ومما كتبته الصحف في حينه.

 

وفي اتصال مع المرشح الرئاسي جان عبيد اللبناني الذي عمل في "الأسبوع العربي" مطلع الستينات كما أفاد "الميادين نت"، أفاد أنه سكن في التربيعة مع أهله أواسط القرن الماضي وقبل ذلك، وكان يعرف آل الروس الذين انتشرت عائلاتهم في أحياء عديدة من المدينة، ذاكراً أنه قام بتحقيق عن والدة فيدال كاسترو، وأصولها من آل الروس.

 

وتحدث عبيد عن تحقيقات ميدانية أجراها مع أفراد العائلة الذين كان بعضهم أصدقاء له، وهم حدثوه عن ابنتهم "لينا" التي سافرت إلى كوبا وتزوجت هناك، وأنجبت ابنها فيدال، على ما يتذكر قائلا: كان ذلك منذ أكثر من أربع وخمسين عاماً وتحديداً في العام ١٩٦١.

 

أما تحقيقه الذي نشر تحت عنوان "أم كاسترو لبنانية" فيذكر في مقدمته أن "اهتمام لبنان (يومئذ بفيدال كاسترو) يعود إلى خبر مفاده أن أم كاسترو من أصل لبناني، ومن عائلة الروس الطرابلسية بالذات”.

 

وينقل عبيد في تقريره عن أحد آل الروس: “سبحان الله عندما سمعت باسم كاسترو قلبي مال له.. شو بدك الإنسان قلبه دليله".

 

عبيد أضاف ايضاً أن أحد ابناء حنا الروس اعتزم تحرير رسالة إلى الدكتور كاسترو قال إنه سيستهلها بعبارة: “عزيزي فيدال"، وسألته: "فيدال حاف؟" أجاب: “طبعاً، الزلمي صار قريبنا ما في كلفة بيننا وبينه".