الفوضى الخلاّقة إلى أين؟
التضامن العربي وقضية فلسطين هي قضية العرب الأولى (والتي يبدو بأنها الخاسر الأكبر) بعد محاولة تدمير آخر بلد عربي من دول الطوق لم يوقّع اتفاق تسوية مع الكيان الإسرائيلي، إضافة للبنان (المقاوِم) وهذا البلد الذي لم يوقّع كما معروف هو سوريا، لذلك كان لا بدّ من تدفيعه الثمن، ولكن هذه المرة ليس بالطائرات الإسرائيلية، بل من خلال ما سُمّي بربيع الشعوب العربية وتحت عناوين برّاقة، ثورة، وحرية، وديموقراطية، وتغيير أنظمه(جمهورية فقط).

والتضامن العربي وقضية فلسطين هي قضية العرب الأولى (والتي يبدو بأنها الخاسر الأكبر) بعد محاولة تدمير آخر بلد عربي من دول الطوق لم يوقّع اتفاق تسوية مع الكيان الإسرائيلي، إضافة للبنان (المقاوِم) وهذا البلد الذي لم يوقّع كما معروف هو سوريا، لذلك كان لا بدّ من تدفيعه الثمن، ولكن هذه المرة ليس بالطائرات الإسرائيلية، بل من خلال ما سُمّي بربيع الشعوب العربية وتحت عناوين برّاقة، ثورة، وحرية، وديموقراطية، وتغيير أنظمه(جمهورية فقط). والأمور الخطيرة هنا ليست في الربيع بحد ذاته وإنما في طبيعة الفاعلين وتمويلهم.
وتأتي الخطورة كونها ترمي إلى تحقيق هدفين أساسيين استراتيجيين غير مباشرين من خلال: 1- تحويل بوصلة الصراع العربي الإسرائيلي التقليدي إلى صراع إثني وطائفي، مع بثّ الأحقاد والخلافات القديمة والعمل على تقسيم البلدان وفق أحد هذين المشروعين(الطائفي أو الإثني). 2- استنزاف القوى العربية والإسلامية من خلال سباق تسلّح لم تشهده المنطقة إيذاناً بحرب تُسخّن جبهاتها، قد لا توفّر بلداً وقد يطول الصراع لعقود مادامت الأموال والدماء عربية وإسلامية، والمُستفيد الأكبر هم أعداء العروبة وأعداء الإسلام ، ومعامل السلاح الغربي عموماً والأميركي الإسرائيلي خصوصاً. ولا أعتقد بأن إنساناً عاقلاً يمكن أن يُصدّق بأن هذه الفوضى الخلاّقة تأتي لمصلحة شعوب المنطقة! أو شعارات التغيير والديمقراطية أو مجتمع مدني أو حرية الشعوب أو مصلحة مواطني الدول المُستهدَفة. ولا نعتقد بأن المؤتمرات التي تُعقد يمكن أن تنتج منها قرارات يمكن أن تؤدّي لسلام واستقرار، سواء في سوريا أو في اليمن أو في ليبيا ،لأن مخطّط (كرة النار) لم يحقّق غاياته بعد ، فلم تسقط الدولة السورية، ولم ينفرط محور المقاومة، ولم ينتهِ المال الخليجي، وبالتالي فالمشروع مستمر ولن يتوقّف إلا بانتصار وحسم وتراجع للمشروع الأكبر من (مؤتمر كامبل بنرمان1905) حتى مشروع (الشرق الأوسط الجديد).
ويمكن القول بأن هذه المشاريع تواجه عقبات ربما تشهد تحوّلات وتغييرات قد لا تصبّ في مصلحة مُخطّطي هذه المشاريع ، خاصة في ظلّ التبدّلات والتغيّرات على الصعيد العالمي، مثل إرهاصات تشكّل نظام عالمي جديد، بدت ملامحه على أرض الواقع وخاصة بعد الفشل الغربي والأميركي في حروب ومغامرات سابقة، وربما تغيير في الاستراتيجية الأميركية والتي يبدو ومن دون مبالغة، بأنها تلتحق بأوروبا العجوز في(شيخوخة مُبكرة) وتبدأ بإخلاء الساحات لفاعلين آخرين، بعدما تفشّى الإرهاب الموظّف والمُصنّع أميركيا،ً وخاصة بعد الأزمات الاقتصادية التي تتحدّث عنها كُبريات الصحف ومراكز البحوث الأميركية مثل معهد كارنيغي ومؤسسة راند.. وغيرهما من مراكز أبحاث استراتيجية، وبالتالي فالمشاريع في المنطقة برمّتها قد لا تجد طريقها إلى التنفيذ، وليست قدراً على شعوبها أن تستسلم له.
وأما مَن يسير مع المشروع الأميركي فعليه أن يقرأ بإمعان النتائج، وقد يكون الحلقة الأضعف في أقرب فرصة، كونه أداة وجزءاً من المُخطّط الجهنّمي الذي يشارك به بحماس، ويدفع باتجاهه، وسيندم حيث لا يفيد الندم.