الصهيونية وصفقة القرن في عهد دونالد ترامب
لم يعد مُفاجئاً أن يُعلن عن الصفقة ترامب أو نتنياهو أو محمود عباس أو مَن سيخلفه، فالأجواء والمناخات تبدو سوداوية وبعض العرب يتشوّقون لإعلانها أكثر من الإسرائيليين والإنجيليين الأميركيين أنفسهم، وما كان في السرّ انتقل إلى العلن، ووسطاء الصفقة جلّهم من العرب، ولا يلوح في الأفق غبار خيول جيوش الدول والعروش العربية ومن ورائهم زحف ملايين العرب والمسلمين من الغاضبين والرافضين .. فالصفقة تسير برعاية الطقوس اليهودية اليمينية الأكثر تطرّفاً سواء في تل أبيب أو في واشنطن لتصفية القضية الفلسطينية، وعليه تتضاعف مسؤولية الشُرفاء من أحرار العالم والعرب والمقاومة الفلسطينية الشريفة، والشعب الفلسطيني الذي أثبت أن كباره لا يموتون وصغاره لا ينسون.
يكثُر الحديث عن "صفقة القرن" إن كان عبر المعلومات والتسريبات الصحفية أو عبر التوقّعات والتحليلات، ناهيك عن الربط المنطقي للأحداث والزيارات ولقاءات بعض الساسة الأميركيين والإسرائيليين والعرب والتي نالت صفة "المشبوهة" لدى غالبيّة الشارع الفلسطيني والعربي، خصوصاً بعدما نفّذت الحركة الصهيونية وعيدها ومخطّطها في عصر الرئيس دونالد ترامب وعلى يده نقلت السفارة الأميركية إلى القدس لتكريسها عاصمةً أبدية لليهود ...
ولم يعد مُفاجئاً أن يُعلن عن الصفقة ترامب أو نتنياهو أو محمود عباس أو مَن سيخلفه، فالأجواء والمناخات تبدو سوداوية وبعض العرب يتشوّقون لإعلانها أكثر من الإسرائيليين والإنجيليين الأميركيين أنفسهم، وما كان في السرّ انتقل إلى العلن، ووسطاء الصفقة جلّهم من العرب، ولا يلوح في الأفق غبار خيول جيوش الدول والعروش العربية ومن ورائهم زحف ملايين العرب والمسلمين من الغاضبين والرافضين .. فالصفقة تسير برعاية الطقوس اليهودية اليمينية الأكثر تطرّفاً سواء في تل أبيب أو في واشنطن لتصفية القضية الفلسطينية، وعليه تتضاعف مسؤولية الشُرفاء من أحرار العالم والعرب والمقاومة الفلسطينية الشريفة، والشعب الفلسطيني الذي أثبت أن كباره لا يموتون وصغاره لا ينسون.
وعلى الرغم من القرارات الأممية وإجماع غالبيّة الخطاب الدولي على حل الدولتين، إلاّ أنه لا يمكن الوثوق بكافة الأطراف بما فيها الأمم المتحدة التي تحوّلت إلى دكان صرافة لرشاوى السعوديين والفرنسيين وهيمنة الأميركيين، ولطالما اختبر الفلسطينيون ظلم العالم وذوي القربى وأبناء الرحم، بالتوازي مع وقاحة "الراعي" الأميركي، فقد ينقُض ترامب على كل ما سبق وتحذو حذوه وبشكلٍ دراماتيكي كل ببّغاوات الحكومات والدول، ومن سيجرؤ من نِعاج العالم على مخالفة الذئب الطامِع بفريسته؟
وما يزيد الطين بلّة، موافقة عديد الحكومات العربية والعروش الخليجية على صفقة القرن وعلى تصفية القضية الفلسطينية برمّتها، بالإضافة إلى تشرذُم الصف العربي وحال الضعف والتفكّك والخلافات والصراعات والحروب العربية - العربية الدامية من خلال أدوارها في خدمة "ربيع" الصهيونية وحروب السيطرة على العالم، حتى أن الوضع الفلسطيني الداخلي لا يبّشر بما يأمل القلب وينشرح له الفؤاد، فالمُصالحات متعثّرة والخلافات أكثر تعقيداً مماً يعتقده البعض لاختلاف كافة الأطراف وربما تنافرها إيديولوجياً ما ينسف - وبكل صراحة - إمكانية العمل على أجندة وطنية واحدة.
للأسف وعلى ما يبدو اكتفت السلطة وبعض الفصائل بالفرجة والتصفيق وإطلاق عنان الخُطَب الرنّانة على وقْعِ دماء شهداء وجرحى مسيرات العودة الغاضبة، وكل ما رأيناه أن الرئيس عباس غضب وتحدّث عن سلوك الإسرائيليين تُهم بمُعاداة السامية وبإنكار المحرقة فاعتذر!، على الرغم من اطلاع السلطة الفلسطينية رسمياً على تسريبات الصفقة، وفحوى اللقاء بين محمود عباس ووليّ العهد السعودي محمّد بن سلمان الذي نقل إليه تفاصيل الصفقة التي وصلته عن طريق ترامب وصهره كوشنير، ليقوم بإبلاغها إلى الجانب الفلسطيني على أنها صفقة التحالف العربي - الإسرائيلي من أجل محاربة إيران، فيما رصد الإعلام الأميركي قيام الرئيس ترامب مع مستشاريه بوضع خطةٍ جديدة لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وفي كلا الحالين يبقى الهدف تصفية القضية الفلسطينية.
بعض تفاصيل صفقة القرن بحسب وسائل الإعلام ...
1- المحافظة على وحدة ويهودية مدينة القدس ورفض إعادة تقسيمها.
2- إخراج القدس من دائرة التفاوض، بتأكيد ترامب أن "القدس لم تعد على طاولة المفاوضات".
3- الإعلان عن عاصمة الدولة الفلسطينية في أبو ديس، لإنهاء الحديث عن القدس الشرقية كعاصمةٍ للفلسطينيين.
4- تجريد أي طرف عربي حق الوصاية على مدينة القدس بتأكيد كوشنير في احتفالية نقل السفارة.
5- الاختفاء والغياب الكامل للحديث عن حق العودة للاجئين وتوطينهم حيث يتواجدون.
6- إبقاء مستوطنات الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية.
7- الإبقاء على المستوطنات اليهودية على أراضي الدولة الفلسطينية تابعة للسيادة الإسرائيلية.
8- ضبابية الوضع في قطاع غزّة وشحّ المعلومات المنشورة عنه بحسب الصفقة، وكثرة الاعتماد على أحاديث لا يمكن الجزم بصحتها حول إقامة مطار وميناء في العريش في سيناء تمهيداً لضمهما ووضعهما تحت سيادة القطاع.
أخيراً .. ومهما يكن من التفاصيل المنشورة حيال خطورة "صفقة القرن" والتي قد تكون صحيحة وربما دقيقة يبقى الهدف الواضح والمُعلَن للصفقة هو إنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية والتي سيترتّب عليها ما يفوق كل النكبات السابقة، فلن يبقى الشرق الأوسط على حاله وسيدور العالم كله في الفلك الصهيوني.
لم ولن يكون مسموحاً للحركة الصهيونية وللإدارة الأميركية ولقادة العدو الإسرائيلي ولخوَنة الأمّة في عروش وأنظمة العار الخليجي أن يمرّروا ما دعوها بصفقة القرن، فالحقوق الفلسطينية والعربية محفوظةٌ في أيادٍ أمينة وفي وجدان القيادة السورية وجيشها الباسِل وشعبها المقاوِم الأبيّ، وفي إيمان وشدّة بأس رجال الله في المقاومة اللبنانية في حزب الله وفي بعض فصائل المقاومة الفلسطينية التي وهبت روحها ونضالها فداء للقضية المقدّسة، وفي جمهورية إيران الإسلامية الداعم الكبير للقضية الفلسطينية وأحد أسرار صمود شعبها ومقاومتها، وفي ملايين المقاومين والشرفاء حول العالم، نعوّل دائماً على محور المقاومة الذي يؤكّد يوماً بعد يوم أن فلسطين ليست وحدها ولن تُترك وحدها، ومَن وقف إلى جانبها 70 عاماً لابد وأنه سيكمل الطريق حتى النصر واستعادة الحقوق، نثق بالشباب الفلسطيني وبروح المقاومة الكامِنة في صدور كل العرب من المسلمين والمسيحيين، وفي صدر الإنسانية جمعاء وشرفاء العالم، ونتمنّى صحوة حكّام وملوك العرب من النائمين والتائهين والضّالين، وستبقى فلسطين وقدسها عاصمة النور والسلام الإلهي القادم بمشيئته عزّ وجلّ.