صحوة فرنسية في مواجهة حكومة القتل الإسرائيلية
تأتي استطلاعات الرأي في فرنسا لتُعطي للاحتجاجات زخماً ومشروعية، فآخر استطلاع أنجزته مؤسّسة "إيفوب"، الشهر الماضي، بطلب من اتحاد الطلبة اليهود في فرنسا، تكشف نفوراً فرنسياً مُتزايداً من المواقف الإسرائيلية، إذ إن 57 % من الفرنسيين باتت لديهم نظرة سيّئة عن الدولة العبرية، في حين أن 71 % من الفرنسيين "يُحمّلون إسرائيل مسؤولية ثقيلة في غياب مفاوضات مع الفلسطينيين".
يتصاعد الاعتراض والاحتجاج في الشارع الفرنسي على استقبال فرنسا لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ما يُعيد الأمل بصحوةٍ مُتزايدةِ الحضور للمجتمع الفرنسي من قضية فلسطين، تعيد تصويب البوصلة إلى أهمية مساندة الحق والعدل في مواجهة العتوّ الإسرائيلي والجرائم اليومية المُرتكَبة على يد جيش الكيان.
بهذا المعنى يتطوّر خطاب بعض الشخصيات والمؤسسات ووسائل الإعلام، ويخرق المُحرّمات التي صاغها اللوبي الصهيوني في فرنسا وجعلها سداً منيعاً في وجه كل محاولة للتنديد بـ (إسرائيل) أو حتى لانتقادها. ها هي صحيفة "الأومانيتيه" الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الفرنسي تقول إنه "عارٌ على فرنسا أن تفرش السجاد الأحمر لمُجرم حرب"، في إشارة إلى بنيامين ننتياهو، الذي وصفته بـ"جزّار غزّة".
لم تكتف الصحيفة بذلك بل دعت إلى إلغاء نسخة هذا العام من "موسم فرنسا - إسرائيل الثقافي"، مشيرة إلى أنه "باستثناء الولايات المتحدة، الداعِم الذي لا يتزعزع لإسرائيل، فإنه ليس هناك أيّ بلد في العالم يمتلك أدنى عُذر لبنيامين نتنياهو الذي يترأس حكومة تتشكّل أساساً من المستوطنين وقادة اليمين المُتطرّف، على انتهاكاته لحقوق الإنسان".
جمعيات حقوقية فرنسية وعربية في فرنسا تُندّد بالزيارة. تنسيقيّة الجمعيات الفلسطينية في فرنسا أدانت هذه الزيارة وحضور الرئيس الفرنسي موسم "فرنسا -إسرائيل 2018"، داعية، في الوقت ذاته، إلى التعبئة من أجل التنديد بجرائم الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وشجبها، خلال هذه الزيارة. وتحت عنوان "حياة الفلسطينيين مهمّة" نشرت مجموعة من المُثقفين الفرنسيين، بينهم مخرجون ومنتجون سينمائيون وأطباء وأساتذة جامعيون، عريضة هذا الأسبوع بصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، أعربوا فيها عن شعورهم بـ"الرعب" من القمع الدموي الإسرائيلي الأخير، في حق المتظاهرين الفلسطينيين العُزّل وصدمتهم من ردود الفعل الدولية حيال الأحداث الأخيرة في غزّة.
ومن التعبير عن الموقف الحازِم من إجرام إسرائيل، إلى الشارع حيث دعت منظمات فرنسية وعربية، ومن بينها "جمعية فلسطينيي إيل دي فرانس"، "جمعية فلسطينيي فرنسا - الجالية"، "فرنسا-فلسطين للتضامن"، "أورو-فلسطين" و"اتحاد الجمعيات والمؤسّسات الفلسطينية في فرنسا"، "منتدى فلسطين-مواطَنة"، إلى تظاهرة احتجاجية في باريس يوم الزيارة مُعتبرة أنه "من العار استقبال سفّاح غزّة".
وتأتي استطلاعات الرأي في فرنسا لتُعطي للاحتجاجات زخماً ومشروعية، فآخر استطلاع أنجزته مؤسّسة "إيفوب"، الشهر الماضي، بطلب من اتحاد الطلبة اليهود في فرنسا، تكشف نفوراً فرنسياً مُتزايداً من المواقف الإسرائيلية، إذ إن 57 % من الفرنسيين باتت لديهم نظرة سيّئة عن الدولة العبرية، في حين أن 71 % من الفرنسيين "يُحمّلون إسرائيل مسؤولية ثقيلة في غياب مفاوضات مع الفلسطينيين".
هذه التطوّرات أرغمت سفيرة إسرائيل في فرنسا أليزا بن نون، على الاعتراف بأن الرأي العام الفرنسي "أثّرت عليه صُوَر العنف في الصراع مع الفلسطينيين"، لكنها تأمل قلب المعادلة بالارتكاز على التقدّم الذي حققته إسرائيل، منذ 10 سنوات، في التكنولوجيات الجديدة، بحسب تعبيرها.
صحيفة "لوجورنال دي ديمانش" الفرنسية تشير إلى ازياد مجموع المنظمات الفرنسية التي تُناصر النضال في فلسطين إلى 42 جمعية، وتقول إن زيارة نتنياهو في هذا التوقيت وإقامة موسم إسرائيل في باريس تعتبر "استفزازاً".