عن مادورو وإسبر!!
اغتيال العالم السوري عزيز إسبر ومحاولة إغتيال الرئيس الفنزويللي نيكولاس مادورو، حدثان يعكسان عمق وجدية تداعي وتراجع المشروع الأميركي - الإسرائيلي - الرجعي العربي، بكل تجلياته والهُويات التي حملها منذ سبعة أعوام.
يمكن الربط بكل وضوح بين اغتيال العالم السوري عزيز إسبر ومحاولة إغتيال الرئيس الفنزويللي نيكولاس مادورو.
مدعاة الربط تنطلق من أن الشخصيتين البارزتين وإن بَعُدت المسافة بينهما، فإنهما ينتميان إلى بلدين عجزت قوى الحرب المتحالفة من واشنطن إلى الخليج عن إسقاطهما.
سوريا تخرج من نفق الحرب بإستكمال إنتصاراتها على القوى الإرهابية وداعميها وعلى رأسهم الإدارة الأميركية، فيما نجت فنزويلا من مشاريع إسقاطها من الداخل والخارج وحافظت على إستقلالها وسيادتها.
الاغتيال الوحشي للعالم إسبر، لأنه واحد من صانعي أسطورة الصمود بالعلم والتصنيع والبحث العملي، ومحاولة إزاحة مادورو بالدم، لأنه حامي الدستور والصلب الذي لا يهادن في مقابل البلدوزر الأميركي. أسلوب لطالما لجأت إليه الأيادي القذرة، إما مباشرة عن طريق أجهزة المخابرات المركزية لقوى العدوان، وإما عبر وكلاء محليين باعوا نفسهم لرغبات الدول المعادية لبلدانهم.
كلا الحدثين يعكسان عمق وجدية تداعي وتراجع المشروع الأميركي - الإسرائيلي - الرجعي العربي، بكل تجلياته والهُويات التي حملها منذ سبعة أعوام، تراجع ُإضطره للإنتقام عبر ضرب حلقات مركزية في بنية الخصوم. بمعنى آخر هناك رسالتان لسوريا وفنزويلا بأن فشل مشاريع إسقاطهما لا يعني توقف الحرب عليهما، مرة فوق الطاولة عبر التدمير والحصار والعقوبات، ومرة عبر الغرف السوداء وفرق الإغتيال.