سوريا قلب الأمة النابض، ومهد الديانات السماوية، الضارِبة جذورها الحضارية في عُمق التاريخ ، بحاجة اليوم لاجتراح مشروعها القومي الحضاري العلماني الجامع الموحّد لكل ابنائها، الذي يجب أن يشكّل النموذج الأهم في المنطقة ، والقاطرة الأولى لقطار التغيير الحقيقي في كل العالم العربي بحيث تستعيد عبر هذا المشروع دورها الحضاري الريادي في عالمها العربي والعالم أجمع. سوريا بوطنيّة شعبها وجيشها وقيادتها، وبصلابة وحدتها الاجتماعية والروحية (رغم الجِراح التي أصابتها) هزمت مشروع التكفير الصهيو أميركي الذي نظَر (لحتمية صراع الحضارات والثقافات والديانات) وقدّمت نموذجها الخاص للعالم العربي وللعالم أجمع بالعيش المشترك ووحدة الحياة و(حتميّة حوار الحضارات والثقافات والديانات لا صراعها، والتي هي مهدها).